أتابع ما يتيسر لي من الأعلام اليمني من عدة جوانبه المعارض و المؤيد و المحايد و أن كان البمن ليس في ظرف يسمح أعلامه أن يتلون باعلام المعارضة و الموالاة و الحياد فيما البلد يحترق و الناس تموت جوعى و الرعب هو الحاكم برقاب الشعب ، و على الرغم من أختلاف الرؤى و المواقف بين كافة الوسائل الإعلامية و على الرقم من خشونة اللهجة بين أعلام المع و أعلام الضد ، لكن هناك اجماع و تفاؤل على خروج مشاورات الكويت بحل يعيد لليمن أمنه و استقراره ، هذا التفاؤل راجع ألى القناعة على أن الكويت الارض المناسبة لبحث الخلافات و طرح الحلول ، و لعل الكويت لن تخيب أمل اليمنيين و تفاؤلهم بقدر ما المطلوب من اليمنيين أن يثقوا بأنفسهم و أرادتهم على الحلول ، فلا هناك من يحك ظهرك غير ظفرك ... الاجتماع الكويتي بين الأفرقاء اليمنيين الذي يضمهم قصر "بيان" و هو المكان الرسمي للمؤتمرات الدولية و أقامة كبار ضيوف الكويت من رؤساء الدول و رؤساء الحكومات ، لا زال يتأرجح رغم مرور مدة كانت كافية لكي يسبر كل طرف ما يجول في ذهن الطرف الاخر ، الا ان الخلافات لا زالت حتى كتابة هذه السطور قائمة رغم الجهود الجبارة للوسيط الدولي الموريتاني السيد أسماعيل ولد السيد احمد ، هذا الرجل الذي تظهر على قسمات وجهه الطيبة و الصدق ، فالرجل يبذل جهداً غير عادي في سبيل تقريب البعيد و تذويب الثلوج المتراكمة بين أطراف يجمعها الوطن الواحد و تتنازعها الاهواء و المصالح ، و بين شروط مرفوضة و شروط يريد هذا الطرف فرضه على ذاك الطرف دون اعتبار أن الجلوس على طاولة المفاوضات و في غرف مغلقة و مكيفة غير التفاوض في ساحات القتال و فرقعات السلاح و لغة الأموات ، من هنا يظل السؤال هل لازال ثمة تفاؤل أم أن لقاء الكويت على شفا الانهيار و أن مصيره مصير اللقاءين اللذين خرج منهما المجتمعون من المولد بلا حُمُّص و عاد كل ليحمل السلاح ليوجهه الى صدر الاخر و هذا الاخر الذي ليس دخيلاً على وطنه بل ابن شرعي من أبناء الوطن من شمال اليمن أو من جنوبه من ريفه و جباله أو من سهوله ، و الخلاف أذن على قطعة الجبنة من يحصل على القطعة الأكبر دون النظر ان الجبنة ليست حق خالص لطرف دون أخر ، و انما حق لكل اليمنيين الذين يتضور ثلاثة أرباعهم جوعاً و خوفاً و رعباً ، النزاع اليمني - اليمني عبث و أنتهاك لكل شرائع القربى و الأخوة و الدين و الارض ، و لذلك فلا سبيل غير العودة ألى العقل و السلم و ألقاء السلاح ...
أن لقاء الكويت ينبغي أن يكون نهاية المأساة و أسدال الستارعلى المشهد الأخيرمن مشاهد الحروب العبثية التي طالت الأخضر و اليابس و الذي يتكوى بلضاها المواطن اليمي سواء في المدن أو في الارياف أو الجبال أو الذي فر من بلاده ليتظلل في بلادٍ أخرى فيما ينزف دماً و دموعاً على مأساة وطنه ..
أن الأيام تكاد تمر و لا شك الساعات ثقيلة على كل اليمنيين و الوضع لازال هشاً و متأرجحاً ما بين الانهيار و التماسك و لعل ما تبذله الكويت و ما يبذله الوسيط الدولي يظل ناقصاً أذا لم يتحرك اليمنيون من الداخل و يمارسوا الضغوط على كل الأطراف لإنهاء النزاع و أعلان السلم ، لقد تعب اليمنيون و من حقهم مثل بقية الشعوب أن يتذوقوا طعم الراحة و السلم و الاستقرار و الأمان ...