هل يستطيع لقاء جنيف المرتقب و المقرر في ال ( 14 ) من الشهر الجاري أن يجمع الأخوة الأعداء في اليمن على طاولة و احدة وعلى كلمة سواء بعد قتالٍ و دمارٍ و تشريدٍ و تجوبعٍ حل بالبلاد و بالشعب ما لم يكن أن يحدث لو لا. العناد و المكابرة و لغة السلاح و الأنخداع بالقوة و التدخلات الفظة الخارجية...؟؟!! سؤال قد يتعذر الأيجابة عليه فيما لازالت جنون المدافع تقذف حممها على الأبرياء من دون أن يكون ثمة قرار فوري بشأن وقف القصف و ضمان الأمن و الإغاثة للمواطنين ، فلعل من أولى شروط نجاح اللقاء و الدخول في المفاوضات السياسية هو تحقيق حسن النوايا ، و لن يتحقق حسن النوايا الأ بالمبادرة الفورية لوقف النار ...
لعل الخطأ الأكبر الذي حدث من الطرفين هو التعجل بأستخدام القوة ، الأمري الذي قد أثبت عملياً فشله ، فالحوثيون و قوات المخلوع صالح أخطؤوا عندما فاجؤوا الجميع بقصف قصر المعاشيق ( المقر الرئاسي ) في عدن و ما ضرهم لو لجؤوا إلى وسائل سلمية حضارية قبل اللجوء للقوة المتوحشة ، فالحلول السياسية لم تكن قد أستنفذت ، و هروب هادي من محبسه في صنعاء ألى عدن لم يكن ليحدث لو كان قد تَرَكُوا له خياراً آخرَ أما السجن أو تنفيذ الآوامر ...!!!
لقد خٌطط للحرب على أن تكون شبه جولة تنقضي خلال بضعة أيام و ها هي تدخل شهرها الرابع و لازال أفق الحل السلمي في قد يبدو بعيداً، فمن حرب لتكسير العظام و فرض شروط ألى حرب ثارات و الغوص في التاريخ السحيق (!!)
إن مشاكل اليمن لا تنتهي بجولة يتيمة من المحادثات بين الأخوة الأعداء فيما هنالك كومة من المشاكل و القضايا المستعصية و المعقدة ، أو التي أستجدت على الساحة في خلال الحرب الراهنة ، كالمقاومة الشعبية الجنوبية المسلحة و هي مقاومة مستحدثة على الساحة الجنوبية ، هذا فضلاً عن ميليشيات هادي ، و لعلي أزعم أن المبادرات السلمية سواء تلك الخليجية أو الأممية لعلها احدى أسباب تعقد الأمور في الداخل اليمني ،فاليمن لا زال يحكم بالأعراف القبائلية ، و نفوذ القبيلة أقوى من نفوذ الدولة ، و لعل القبليون لن يتنازلوا عن نفوذهم أذا لم يضمنون بدائل مرضية ، هذا بخلاف المطالبة الجنوبية الشعبية العارمة بفك الأرتباط عن الشمال و إعلان الإستقلال ، و هي قضية نضالية وطنية دفع الجنوبيون و مازالوا خيرة شبابهم على مذبحة النضال ، فهل من السهل تجاهل أرادة شعب مناضل يبحث عن مكانٍ له تحت الشمس ...؟؟؟!! لاريب أنه لا حل للمعضلة اليمنية المتعاظمة إلا بالحل السياسي و جلوس الأطراف كافة على طاولة واحد إلا انه بقلب مفتوح و دون تدخلات خارجية ، البمن بلد معقد و ينبغي حل مشاكله من داخله ....