يصادف يوم السادس من مايو الجاري الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد واحد ممن سقواتربة هذاالوطن بدمائهم الزكية والطاهرة أيمانا منهم بتحقيق الحرية والكرامة والشموخ لهذا الشعب الأبي والأجيال القادمة انه الشهيد اوكما يطلق عليه ابو الشهداء الوالد اللواء علي ناصر هادي رحمه الله وتغمدة مع الشهداء والصديقين في جنة الخلد . عندما اشعل الانقلابيون من عصابات التحالف الحوثي العفاشي في اواخر شهر مارس2015م وتحركوالاحتلال المحافظات الجنوبية واستهداف رمز الدولة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي تحرك ابناء المحافظات الجنوبية للتصدي لتلك العصابات المارقة رغم انهيار المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية في المحافظات الجنوبية ..مما جعل كل الشرفاء الغيورين يشكلون اصطفافا وتلاحم من العسكريين وابطال المقاومة الجنوبية و الحراك الجنوبي وبعض المسؤولين في السلطة المحلية بهدف الدفاع عن الأرض والعرض في محافظات الجنوب . وكان الشهيد الوالد علي ناصر هادي واحدا من اولئك القادة العسكريين الأبطال ، رغم انه قد ترك السلك العسكري وتقاعد منذ العام 2007م .وقد تقدم به العمر الأ ان شهامة هذا الرجل المغوار وكبريائه وشجاعته قد فرضت عليه تلبية نداء الواجب والذود عن عدنوالمحافظات الجنوبية الأخرى عندما حضر الى منزلة مجموعة من العقداء وبعض العسكريين ممن يعرفون حنكته وشجاعته ومؤهلاته العسكرية العالية الى جانب خبراته التي اكتسبها من خلال تبوئه لمناصب عسكرية رفيعة ، ليكون قائداً لهم ولم يتردد في تلبية النداء بالتحرك الى ادارة امن محافظة عدن ليشكل مع المناضل العميد محمد مساعد الامير وضباط آخرين وبعض الشخصيات قيادة لشباب المقاومة وبعض العسكريين للدفاع عن عدن ، وبعد مرور يومين تقريبا صدر قرار رئاسي بتكليفه قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة وصدر قرار آخر بتكليف اللواء سيف الضالعيرئيسا لأركان المنطقة . حقيقة انا عرفت تلك المعلومات من كلمات الرثاء عند استشهاده ، ولم يحصل لي الشرف بالتعرف عليه من سابق . ومع دخول الأنقلابيين الى مدينة خورمكسر التي كنت احد قاطنيها تحركت ًمع اسرتي الى التواهيلا دارة اعمال شركة النفط ومتابعة احتياجات المدينة والجبهات عن قرب خلال شهر ابريل، وهناك تعرفت على ذلك القائد الهمام وعرفت فيه البساطة والتواضع ودماثة الخلق والوضوح .. وأيضا الشجاعة والأقدام والإصرار على التصدي لتلك العصابات الغازية . ورغم شحة الامكانيات المالية والعسكرية الا انه تمكن من بث روح الحماس والإصرار بين شباب المقاومة في منطقة التواهي خاصة وانه كان يحمل سلاحه الشخصي ويتقدم الصفوف والى جانبه ابن منطقة ردفان البطل اللواء محمد مساعد الامير قائد امن المحافظة ، مما ساعد على صمود جبهة التواهي لفترة اكثر من شهر وبأسلحة متواضعة مقارنة مع عصابات الأنقلابيون المزودة بالأسلحة الحديثة والتدريب العسكري ..الا ان الارادة والعزيمة هي من حققت الصمود خلال تلك الفترة . كنا نلتقي فيه بين الحين والأخرنحن والأخ البطل أ. نأئف البكري الذي تحمل مسؤولية ادارة الحرب هو وقيادة المنطقة العسكرية وكنا نلتقي ومعنا وكيل المحافظة احمد سالمين وقائد امن المحافظة وبعض القيادات في المحافظة في غرفة صغيرة لم يكتمل بنائها بجوار العمليات العسكرية ليس فيها ابواب ولانوافذ وكان فيها سرير ينام عليه فقط القائد اللواء علي ناصر هادي ويتواصل مع عمليات قوات التحالف العربي . كما كانيتحرك بين الحين والأخر عبر البحر الى مدينة البريقا بهدف اشراف القائد ومتابعته للأعمال العسكرية ، وتقييم الموقف في جبهات القتال المنتشرة في صلاح الدين وبئر احمد وبئر فضل ودارسعد وبقية جبهات القتال في المناطق التابعة لقيادة المنطقة الرابعة ولتقديم الدعم لتلك الجبهات الى جانب حضور اللقاءات مع السلطة المحلية وبعض القادة العسكريين في قيادة المنطقة العسكرية مثل القائد البطل اللواء سيف الضالعي والقائد المغوار اللواء فضل حسن العمري وآخرين لتدارس الموقف ووضع الخطط العسكرية للدفاع عن المدينة.
لقدكان رحمه الله رجل عصامي لا يفكر بالمصالح الشخصية وقد قررنا تسخير كل امكانات شركة النفط المالية والمادية كمجهود حربي للدفاع عن عدن وكان للقائد الشهيد كامل صلاحية الصرف هو ونائف البكري ولكن كان حريصا نزيها نظيف اليد كان همه الصرف للجبهات وللجرحى والمستشفيات وغيرها من امور الحرب كان شخصا عفيفا يشهد الله بذلك فذات يومآ كان يقول لمن يأتيه لطلب السلاح لاتوجد لدينا امكانيات كافية وعلى من يمتلك سلاح شخصي يستخدمه ، وقال لنا ذات يوم هذا المسدس الذي احمله اخذته استعارة من احد الأصدقاء فوالله لقد كان صادقا في ذلك، فخلال الأيام الاولى من الحرب لم تكن قد وصلت الاسلحة من التحالف الا عبر انزال جوي عبر الطائرات وبشكل محدود . فأصبنا بالذهول . كيف لقائد في منصب كبير كهذا لم يجد السلاح الكافي ومع ذلك يقود المنطقة العسكرية ويقود المعارك بكل قناعة وعزيمة واستبسال .لله درك ياابوطارق فأمثالك قلائل في هذا الزمن ..فماذا نستطيع ان نكتب عنك وماذا نملك ان نقول كي نوفيك حقك . فشهادة ادونها للتاريخ بأن هذا الشهيد البطل قداعطى الوطن اغلى ما يملك وهي حياته بكل سخاء وقناعة.، وقدم احد اولاده شهيدا الى جانب احد اقاربه دون ان ينتظر جزاء اومنصب اوينتظر اي مكاسب ، خاصة وهو في آخر سنوات عمره . فنم قرير العين ايها الوالد العزيز والبطل المغوار والقائد الهمام فستظل انت وامثالك من الشهداء في قلوبنا احياء نحمل لكم كل التقدير والاعتزاز والاجلال ولكم كل المجد والخلود .