دولة رئيس الوزراء خالد بحاح يطل مجددا من الديوان الملكي السعودي، بقوة ابتسامة قاتلة لهادي وزبانيته، مغادرا بها كل مساع التهميش وفرض العزلة المدروسة عليه من خلال تعمد ازاحته من المشهد السياسي اليمني،بعد رفضه التغييب القسري طيلة أكثر من شهر منذ صدور قرار مفاجئ وصادم للشارع اليمني قضى باقالته من منصبيه كنائب للرئيس ورئيس للحكومة، وفي وقت ماتزال فيه ردود الفعل الخليجية والدولية الرافضة لقرار هادي القاضي باقالته وتعيين الجنرال علي محسن الاحمر نائبا للرئيس بدلا عنه وأحمد بن دغر رئيسا للحكومة خلفا له، تتفاعل بشكل أكبر وأكبر تزامنا مع كل جولة تعثير جديدة لماتسمى وهما مفاوضات السلام اليمنية بالكويت،بعد تعمد هادي اضعاف الفريق التفاوضي للحكومة الشرعية في تلك المفاوضات واللعب على كل اوراق قوة المرجعيات الدولية والمحلية التي يملكها الفريق الحكومي المتخبط تارة على تصريحات من يصفونه بالمخلوع صالح لقناة روسيا اليوم وتارة أخرى احتجاجا على اقتحام لواء في اقاصي شمال الشمال لاعلاقة لشرعيتهم به ولاسيطرة لها على شبر واحد من موقعه والاراضي المحيطة به، في محاولة مفضوحة للتهرب من الحقيقة التي تؤكد اضعافه بعد قرارات هادي التخبطية التي حاول من خلالها انهاء اي مستقبل لبحاح في رسم المشهد السياسي اليمني المنتظر وكأنه لم يكن سوى أمر فرض عليه لاشريك له في الاعتقال والاقامة القسرية لدى الانقلابيين بصنعاء ومواجهة الموت اكثر من مرة سواء بعدن أو صنعاء أوغيرها من مناطق الجنوب التي أصر على التواجد فيها لحظة قرر فيها هادي وعصابة شرعيته المتآكلة، شد الرحال الى الرياض. ولعل مايلفت المتابعين لصياغة خبر لقاء بحاح بولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان أنه اعترف لأول مرة بصفته كنائب للرئيس ورئيس الحكومة اليمنية السابق،رغم رفضه لقرار اقالته باعتباره انقلاب على الشرعية التوافقية القائمة ومخالف لكل المرجعيات المحلية والاقليمية والدولية الخاصة بحل الأزمة اليمنية. اضافة الى ان الخبر تجاهل بالمناسبة الاعتراف بصفة المستشار التي منحها له هادي بشكل تخبطي مسيء لكل مستشارية، بعد أن قال في ديباجة قرار اقالته أن حكومته - الباقية مع الاسف على فشلها اليوم برئاسة بن دغر- اخفقت اقتصاديا وخدميا وامنيا وفشلت في استيعاب الدعم اللامحدود المقدم من الاشقاء بدول الخليج وعلى رأسهم المملكة السعودية التي تستقبل اليوم بحاح على السجاد الملكي الأحمر بقصر الديوان الملكي بالرياض في محاولة لايصال رسالة الى هادي بأن قرار اقالته لبحاح غير مرحب به وأن الرجل لايمكن أن يختفي من المشهد السياسي اليمني كمايريد وحاشيته، وخاصة ان اللقاء الهام والمعلن من بحاح والجانب السعودي الرسمي، يأتي وسط اصرار محلي واقليمي ودولي على ضرورة تنازل الاطراف اليمنية للسلام ورحيل الرئيس المنتهية الصلاحية بطريقة أو باخرى كونه أصبح اليوم مشكلة اليمن وكارثة شعبه المستمرة بويلاتها. فهل يعقل فخامته وعصابته ماذا يراد منهم اليوم بعد لقاء رسمي كهذا مع شخص سبق وأن تعمدوا اهانته بشكل غير مسبوق ونعته بالفاشل، ولعل أكثر مت يقهر بحاح أن ذلك التقييم المجحف بحقه جاء كماسبق وأن قلنا من خلال تقييم من لو كان للفشل أن ينطق لترحم على نفسه من فشله وغبائه وجعله.