اثارت تصريحات اطلقها النائب السابق لشرطة دبي ضاحي خلفان غضب واسع في صفوف مثقفين ونشطاء من شمال اليمن بعد قول " خلفان" ان عدد السكان من اصول عربية في شمال اليمن يتناقص . وكتب "خلفان" على صفحته بالفيس قائلا :" لاحد يقول اليمن اصل العرب .. العرب اقلية في اليمن الشمالي اصل اليمنالجنوب العربي وبس . واثار التصريح هذا ردود افعال غاضبة من مثقفي الشمال الذين ردوا بعنف على تصريحات خلفان هذه . وكتب وزير الثقافة اليمني السابق "خالد الرويشان" على صفحته قائلا :" ضاحي خلفان .. هل هذا صوتك أم صوت الإمارات؟! تعتقد أنك تسيئ لليمنيين؟ ..أبداَ..! أنت تسيئ للشيخ زايد رحمه الله قبل أي أحد! هو من كان يعتقد أكثر من غيره بأن اليمن أصل العرب وأصله هو على وجه التحديد! ولو كان حيّا وقرأ ما كتبت لخلف أضلاعك وأدّبك لأنك تسيئ إليه قبل أن تسيئ لليمنيين! وتقول أنك تربية الشيخ زايد! من فضلك ..لا تقل ذلك! من لغتك لا يبدو أنك قرأت كتابا واحدا في حياتك حتى تتحدث عن تاريخ اليمن والعرب! واضح أنك تهرف بما لا تعرف! وتتحدث عن الجنوب العربي! ماذا وراء الأكمة يا خلفان؟ تريد تقسيم اليمن؟ من أنت .. ومن أين جئت؟ الاسرائيليون وحدهم يريدون ذلك! لكن هذا ليس مهما المهم هو .. هل هذا رأيك أم رأي دولة الإمارات؟ والأهم .. إذا لم يكن ذلك رأي الدولة وكنتَ أحد موظفيها الكبار وما زلت .. فلماذا لم تؤدبك الدولة بسبب حماقات ما تكتبه عن اليمن واليمنيين؟! كل اليمنيين يتساءلون محتارين! بينما أبناء الشيخ زايد صامتون! لكن كثيرين يعتقدون أن الشيخ زايد غاضب في قبره من خلفان الأحمق وغاضب أكثر من سكوت أبنائه عليه! ورد الكاتب والمثقف حسين "الوادعي" قائلا :" ضاحي خلفان قلق ان العرب اقلية في شمال اليمن كما يدعي، لكنه ليس قلقلا ان الإماراتيين صاروا أقلية داخل الامارات. من بين سكان الامارات هناك 15% فقط من الإماراتيين (حوالي 900 الف) بينما يتجاوز عدد الوافدين (7 ملايين وافد)! هو قلق أيضا ان اليمن قد تصير ساحة للنفوذ الايراني، لكنه ينسى ان عدد الايرانيين المقيمين في الامارات يكاد يعادل عدد المواطنين الاماراتيين. اما النسبة الاكبر فهم من الاسيويين (الهند وباكستان وبنغلاديش وبقية دول جنوب شرق آسيا). المشكلة الاكبر للامارت انها تريد تحرير اليمن من وجود ايراني مفترض قبل ان تحرر طنب الكبرى وطنب الصغرى من احتلال ايراني واضح. لقد تجاوزت الشعوب مسألة الاصول والانساب والدعوات العنصرية الضيقة، ولم تعد الدول تبنى على الانساب. واذا كانت عروبة اليمن شمالا وجنوبا لا تحتمل اي تشكيك، فإن القلق يجب ان يكون على عروبة الدول التي يتحول العرب فيها الى اقلية ثقافية وعرقية وسكانية تتضاءل باستمرار.
وكتب مروان الغفوري قائلا :" يقول ضاحي خلفان إن نسبة الإثنية العربية في شمال اليمن صغيرة، وأن الغالبية هناك ليسو من أصول عربية. هذه الفرضية طرحت كثيراً، كمسألة تاريخية،وجرى حولها جدل فني وأركيولوجي ومعرفي.. ولا أظن أن ضاحي خلفان يمتلك الأدوات الكافية للخوض في مسألة متعلقة بالعلم، كهذه الفرضية. من جانب آخر، ليست سبة ولا مديحاً أن يقول شخص ما لآخر: لست من أصول عربية. وإذا قال خلفان إن اليمنيين ليسو أجداده فهو يتحدث في موضوع لا علاقة لنا به. نحن لا نتحدث إلى العالم لنطلب منه إعادة أحفادنا إلينا بل ندعو العالم لفهم مشكلتنا العميقة، وهي أننا نواجه عصابات إرهابية استخدمت السلاح وأطاحت بالدولة والسلم الأهلي. ولأنهم يملكون جسوراً جيدة مع الأوروبيين، من خلال النخب التي استغلت الجمهورية ثم انقلبت إلى ملكية، يعتقد الأوربيون إنهم متمردون طيبون بخلاف اعتقادنا. لا يعترف الأوربيون سوى بصورة الإرهاب التي تستهدفهم على نحو عملي وجاد أو تلك التي تستهدف أصدقاءهم، أحياناً، كما في حالة حزب الله. هنا مشكلتنا المعقدة،وهي مشكلة وجودية. أما أن ندافع عن المآل النهائي لمنويات الإنسان اليمني الأول،وما إذا كانت قد تركت سلالات أو لا فهذه قصة لا تنتمي إلى العقدة التي نعيشها. نحن يمنيون معاصرون، ولدينا قصة عويصة ومؤلمة. جئنا من صخور أو أنجبنا أخشاباً لا شأن لكم بذلك. الحقيقة أن وجودنا استمر في التاريخ، ثم صار مأساوياً، وعلى العالم أن يعمل معنا لنخرج من هذه القناة المظلمة، فنحن جزء من أهل هذا الكوكب. هذه قصتنا. وعلى كل حال، فقد كان لنا الكثير من الأجداد والجدات في التاريخ ومن يعتقد أنه ليس ابناً لواحد من أولئك الأجداد فهذا شأنه هو وجدته ولا نملك سوى أن نقول لتلك الجدة الراحلة: الله المستعان، خنت الشيبة حقنا.