كلاوديو رانييري اسم عرف في عالم التدريب من خلال قيادته للعديد من الأندية الأوروبية. وقد اشتهر بتعدد إخفاقاته مع الفرق التي تولى تدريبها سواءً في إيطاليا أو إسبانيا أو انجلترا أو اليونان . ليستر سيتي أعلن في شهر يوليو – 2015-عن تعاقده مع المدرب الإيطالي ليتولى قيادة الفريق الذي نجا من الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى في ذلك الموسم.
رانييري صرح أنه سعيد بهذه التجربة التي يتطلع أن تكون ناجحة وهدفه الرئيسي هو أن يجمع أربعين نقطة حتى يتفادى هبوط الفريق! لم يراهن أحد على بقاء ليستر ضمن أندية الدوري الممتاز فضلاً أن تتم المراهنة على التتويج باللقب في ظل وجود فرق لها تاريخ طويل و متجذر بالمنافسة .
انطلق ليستر و استطاع منذ البداية مقارعة الكبار ، و الوصول إلى عطلة أعياد الميلاد متصدراً ترتيب الدوري الممتاز وهو أمر يحدث لأول مرة في تاريخ الفريق الممتد على مدار مئة و واحد و ثلاثين عاماً ، حيث شبه الإيطالي العجوز الحالة التي يمر بها فريقه في هذا الموسم بشخصية الممثل الأميركي ( توم هانكس ) في فيلم ( فورست غامب ) الذي اجتاز أميركا بأكملها ركضاً. واصل ليستر هذه المغامرة مع بداية العام الجديد 2016 و استطاع الحفاظ على صدارة الترتيب حتى لقاء الجولة الخامسة والعشرين عندما حقق فوزاً مهماً على المان سيتي حيث شعر الجميع بأن ليستر سيتي بات يرتدي ثوب البطل .
فوز آخر قرب ليستر سيتي من اللقب و كان ذلك أمام سندرلاند في العاشر من أبريل جعل كلاوديو رانييري يجهش بالبكاء لأنه بدأ يقترب شيئاً فشيئاً من حلم تأخر كثيراً على هذا المدرب . صدق أو لا تصدق في عالم كرة القدم لا شيء مستحيل ليستر سيتي يتوج بطلاً للدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى في تاريخه . إذن حقق رانييري مع ليستر المتواضع ما لم يتمكن من تحقيقه مع فرق أكبر وأكثر أهمية في أوروبا، وحدث ذلك بفضل الثقة العالية بالنفس من قبل اللاعبين الذين بذلوا جهوداً خارقة رافعين مصلحة الفريق فوق كل اعتبار ووجود مدرب آمن بأن لا شيء مستحيل في هذه الحياة لطالما كانت الإرادة و العزيمة حاضرة ، وأن المال لا يصنع النجاح ليقلب ليستر سيتي في النهاية الطاولة على الجميع و يحقق المعجزة .