بعد ان صال وجال في جبهات القتال بمختلف أماكنها على الأرض الجنوبية بقدم واحدة حاملاً سلاحه في وجه محتل متخلف لا يعرف سوا لغة القتل وفي صورة نادرة لا يمكن لك ان تراها إلا في أرض الأحرار الذين لا ينكسروا للطواغيت مهما بلغ ظلمهم وجبروتهم ... خرج فضل الميسري كباقي شباب الجنوب للدفاع عن وطنه ولكن خروجه كان مختلفاً عن غيره لأسباب صحية فهذا الشاب لا يملك سوا قدم واحدة مما جعل من يشاهده وهو يتنقل من جبهةً الى أخرى يصاب بالذهول من شجاعة ذلك الشاب وعزيمته التي لايمتلكها الكثير ممن يملكون قدمين بل ويملكون الكثير مما لا يملكه ذلك الشاب البسيط الذي يعمل في محل لإصلاح مولدات الكهرباء ...
أنتصر الشعب الجنوبي على الغزاة المتخلفين بفضل شجاعة ابنائه ودعم إخوانه في دول التحالف العربي وانتصر فضل الميسري او كما يحب ان يطلق عليه (سيلفر الجنوب) لنفسه على الإعاقة التي أثبت ان بالعزيمة والإصرار لا يمكن للإعاقة ان تقف في وجه أحد وأنتصر ايضاً لوطنه الذي انهكته سنين الإحتلال المتعاقب إبتداء بالإنجليز وإنتهاءً بالإحتلال اليمني الشمالي المتخلف ...
كثرت العروض لسيلفر بتقديم المساعدة له بتركيب قدم صناعية ولكن وللأسف الشديد أنها لم تكن اكثر من عروض للبحث عن الظهور حتى وإن كان على حساب من قدم حياته لينعم أصحاب العروض بالعودة للعيش في وطنهم ...
غادر سيلفر العاصمة عدن متجهاً الى المملكة العربية السعودية بعد وعود تلقاها من حكومة هادي بتقديم المساعدة له بتركيب القدم الصناعية وعند وصوله الى الرياض تم تكريمه من قبل وزير الإعلام وبعض الشخصيات في حكومة هادي ولكن وبعد التقاط الصور التذكارية عاد الجميع الى أماكنهم في الفنادق ذات الخمسة نجوم وتبخّرت تلك الوعود وبقي سيلفر حائراً لا يعلم الى أين تكون وجهته فلم يجد سوا أقربائه وأصدقائه يذهب اليهم حتى يجد لنفسه مكان ليستقر فيه ...
بعد أيام قليلة من الوعود الكاذبة التي تلقاها قرر سيلفر العمل ليضمن لنفسه حياةً كريمةً بعيد عن وعود الكذب التي تلقاها من الفاسدين الذين استلموا الملايين على حساب دماء الشهداء وأنين الجرحى فبينما أنا اسأل حال ذلك البطل كان الرد من أحد المقربين منه أنه يعمل في محل لبيع البطاريات وهذا لا عيب ولاغرابة فيه ولكن مانزل علي كالصاعقة ان ذلك البطل الذي صال وجال في جبهات القتال يسكن في نفس المحل الذي يعمل فيه بينما القتلة والمجرمين والفاسدين والمهرجين المأجورين يسكنون في افخم فنادق الرياض...