الحديث عن العملية السياسية في ظل الوضع الضبابي الذي تعيشه اليمن حول أستقرارها على المدى المنظور القريب بات ضرباً من الخيال سيما وإن طرفي الحرب مازال يواصلون مشاوراتهم في الكويت دون تحقيق أي تقدم في مسار أجندة آفاق التسوية السياسية التي تسعى الأممالمتحدة لتقريب وجهات النظر والشروع في حل سلمي يضمن مشاركة توافقية في تشكيل الحكومي في حين يصر طرف الحكومة الشرعية على الالتزام بالمقرارات الدولية وأبرزها تنفيذ القرار الأممي 2216 وسط أهتمام دولي وأقليمي بالوصول إلى حل متوازن لطرفي الصراع اليمني اليمني .. غير إن مايجري في الداخل شمالا وجنوبا يعطي انطباع بأن خطوات توجهات السلطات المحلية وتحديدا في الجنوب ينبني برؤية بعيدة كل البعد عن أطراف القوى المشاركة في العملية السياسية التي على أساسها رُسمت منطلقات المرجعيات في العملية التفاوضية حيث يجري وبوتيرة عالية فرض أمر واقع يخشى ان يتم تصنيفها على أنها أُتخذت من طرف واحد خارج عملية التوافق الوطني الذي تضمنته المبادرة الخليجية الحقيقة على أرض الواقع يتم أستبعاد القوى الوطنية في التعيينات الجديدة التي تتخذها السلطات المحلية في المحافظات وتتم وفقا لرغبات أطراف تارة ترفض المرجعيات وتارة آخرى تتعامل مع طبقا لمتقتضيات الشغل في إطار المتاح الممكن ! ليس من المعقول تحييد أطراف أساسية لها مالكم في الأرض والثروة والسلطة والمصالح وايعاز أطراف أقليمية فاعلة في المنطقة و أقناعها بخلق موقف أقصائي بفزاعة الأحزاب في الوقت الذي تتعامل السلطة الشرعية وحكومتها مع المنظومة السياسية المتمثل في رأس هرمها القيادي بأعتبارها تمثل المشروعية التي شاركت في انجاز المبادرة الخليجية . لماذا هذا الموقف الملتبس والمتناقض المشرعن مركزياً ومرفوضا محلياً ؟ أن خلق قوة ثالثة في ثنايا آزمة الراهن اليمني وإعادة بناء سلطات محلية مع أجهزتها التنفيذية والمؤسسية بهدف رفع مستوى التوازن بطريقة ما تحت مبرر المشاركة الندية لإدارة السلطة والحكم في الجنوب وأقصاء أطراف جنوبية بحجة انها تنتمي لأحزاب صنعاء !! هو التعطيل الفعلي للحل وزرع امصال مخصبة للإستمرار في الصراع وعدم الأستقرارعلى طريقة إدارة البلد بالازمات في حين يشرعنون لانفسهم حصرية حق مشاركة الحكومة الشرعية التي تمثل صنعاء والرئيس التوافقي بإتفاق سياسي للأحزاب التي يحاولون أخراجها من دائرة الفعل السياسي والسلطوي والتنفيذي ... وتناسوا موقف الرفض والتعبيئة والتحشيد ضد الرئيس (هادي) يوم 21 فبراير 2012م يوم تفويضه شعبيا عبر صناديق الانتخابات ؟؟ منطق متناقض يحللون لإنفسهم وحرام على غيرهم من أجل السلطة ومغرياتها لا يكترثون بالتسلق ولو برفس على تضحيات ونضالات غيركم مما يؤكد سقوط شعاراتكم المتعارضة مع القضية التي تمثل الجميع دون أستثناء . العتب مصدره غياب الموقف الفعلي والصارم من قبل قيادة العملية السياسية في المركز التي توارت وأرتضت على نفسها الموقف المهين لها ولمؤسساتها السياسية فالاحرى بها إن تطلب لقاء مع قيادة دول التحالف وخاصة السعودية والأمارات وتضعهم في الأمر الواقع بدلا من الانكفاء في غرف فنادق الرياض ؟؟ أما تتعامل مع واقع وطني التزاما أدبياً وأخلاقياً مسئول تمليه وثيقة المبادرة الخليجية ومرجعيات مؤتمر الحوار الوطني ويتم على أساسه بناء ودعم المؤسسات الرسمية بمشاركة فعلية للقوى الوطنية في المحافظات دون أقصاء أو انتقاء أو ازدواجية بهدف أفراغ معادلة الشراكة الوطنية بعيدا عن روح الانتقاء ومعاييرالتناقضات بموقف وسقف واحد انطلاقا من مشروعية المبادرة الخليجية واليلتها التنفيذية وتطلبون من دول الأقليم التي تدعم الشرعية موقفاً صريحا هل هما مع توافق وطني وشراكة فعلية او أن هناك رفض للتعامل مع المكونات الحزبية لا ضير في تفنيد ذلك اللبس بدلا من الغموض ومالات التطبيع الشخصي بدلا عن المشاريع الوطنية وعليه يجب ان يترتب من قيادة الأحزاب موقف وطني جامع ورسمي مسئول للقوى التي تتواجد قياداتها في الرياض عوضاً عن التمثيل الديكوري واحتوائها تحت عباية الدعم للشرعية بينما الذي يجري عى الواقع هو أستئصال جذري لوجودها ومحاصرتها من خلال ضرب قواعدها وتواجدها الشعبي والجماهيري لاصالح أطراف في تمزيق البنيان المنهار شكلا ومضمونا في آزمة الحاضر المعاش كثير من النخب الوطنية في الداخل تنظر إلى سياسة الأقليم تلعب دورا فاعلا ومحوريا وهناك شكوك من وجود قيادات سياسية يمنية رفيعة تشاطرها الغاية والهدف في قتل ماتبقى من هامش التجربة الديمقراطية المدنية في اليمن حديثا لأن أعراضه على الواقع صارت غير خافية على القاص والداني وتشاطرها رموز عقائدية وقيادات ايدلوجية محسوبة على طرف سياسي يمثل النقيض لسلطة الأمر الواقع في صنعاء راهنا أجزم أن علاقة السمن والعسل في الرياض مع رأس الهرم القيادي للأحزاب اليمنية التي نشم روائحها لن تدوم ولن تستطيع ركائز ضرب عمق التحولات المدنية في جغرافيا تشبع نصفها بثقافة عصرية جديدة ذائعة الصيط رواجاً في الأسواق الدولية المعاصرة النقيضة لسياسة (صندوق اللجنة الخاصة ) ؟؟ لأن رياح التغيير قد هبت من سهول وسفوح وجبال اليمن ولن تتوقف ومن لم يستطع تحصين خواضنه في منطقة الممناعة للتغيير من التلقيح فإن رياح التلقيح ستاتي لا محال عبر الواي فاي لا يمكن ان تقف أدوات التخلف ضد أدوات التطور المعاصر لا محالة اليوم أو غداً .. رسائل شباب ثورة 11 فبراير والحراك السلمي الجنوبي وشهدائهم في ميادين النضال يقولون لكم هيهات يا قادة التغيير.. هيهات ياقادة التغيير .. وكفى