عقد مركز عدن للبحوث الاستراتيجية والإحصاء الخميس ال2 من يونيو 2016م، حلقة نقاشية حول مستقبل الحركة النقابية في عدن. بحضور عدد من قيادات الحركة النقابية في العاصمة عدن رئيس اللجنة التحضيرية للاتحاد العام للنقابات العمالية في عدن اقبال حربي، والنقابي المخضرم محمد قاسم نعمان وقيادات نقابية أخرى. واستهل الحلقة النقاشية الناشط عاد نعمان بإعطاء لمحة عن التاريخ النقابي في عدن والجنوب العربي. وقال نعمان " عدن كانت هي حاضنة الأولى للحركة النقابية والعمالية في الجزيرة العربية.. موضحاً " من عدن عاصمة الجنوب العربي الى اليمن ولدت الحركة العمالية، في بداية الخمسينات انشئت في عدن صناعة تكرير النفط، وتوسعت اعمال شركة مصافي عدن بالبريقة وبدأت تصدر النفط الى جميع انحاء العالم وقد ادى ذلك الى ارتفاع مستوى دخل الشعب في الجنوب". وأضاف " لازال الجنوبيون يحسبون تاريخهم اما قبل (الشركة) او بعد(الشركة)، واصبحت عدن مركزا تجاريا عالميا، وظهرت زراعة القطن فازدهرت الزراعة، وقد ادى الازدهار في الجنوب الى تدفق ابناء الشمال للجنوب بحثا عن الرزق فكانت عدن وزنجبار وجعار ولودر والحوطة والوهط أكثر المدن الجنوبية التي شهدت هجرة الشماليين اليها". شهد النمو الاقتصادي تطورا سريعا خلال عقود الثلاثينيات والاربعينيات والخمسينات والستينات، وقد ارتفع عدد العمال من 6200عامل عام 1933 الى 8200عامل في عام 1946 الى 81,975 عام 1965م، وفي العام 1938م تأسست ادارة العمل والشؤون الاجتماعية وتم بعدها اصدر اول قانون للعمل في الجزيرة العربية". وعقب ذلك فتح باب الحديث، حيث تحدث عصام وادي نائب مدير الشؤون الاجتماعية والعمل، تحدث فيها عن أهمية تفعيل العمل النقابي في عدن. وقال إن مدينة عدن عرفت الحركة النقابية كأول مدينة في الجزيرة العربية والخليج، بحكم أنها مدينة تتصف بالطابع المدني. وأكد وادي إن العمل النقابي في الفترة الحالية والماضية واجه ركود كبير، ولم يكن العمل النقابي يسير بالشكل الطيب او لشكل الذي يتوقعه العامل في المصنع او الموظف البسيط في مرفق عمله". وقال " حاولنا قدر الإمكان نتعامل مع هذا الجانب لكن كالحق القانوني لا يعطي لنا الوصاية على هذه الكيانات ولكن هناك سقف للأشراف على شرعية أي كيان". وأكد انه تم الاشراف على انتخابات سابقة للنقابات، والان حاليا يتم الاشراف على اللجنة التحضيرية لنقابة العمال في عدن". وقال انه تم تشكيل لجنة تحضيرية وتسيير لاعمال اتحادات نقابات عدن، وهي لجنة معترف فيها وشرعية، ستقوم باعمالها الى ان تصل الى المؤتمر العام للاتحاد الذي سيكون مندوبوه من مختلف القطاعات العمالية. وقال ان اللجنة التحضيرية التي عقدت العديد من الاجتماعات اكتسبت صفة شرعية. وأكد ان اللجنة التحضيرية التي ترأسها الأخت اقبال حربي، لها صفتها وطابعها الشرعي، والقانوني بحكم الوثائق التي تتوفر لدينا الان". وقال ان مؤسساتنا يجب ان تكون بيدنا وان نكون أصحاب قرار، نتخذ قرارنا ولا ننتظر ان يأتينا القرار من أحد. وتحدث سامي خيران نائب رئيس اللجنة التحضيرية عن النقابات التي قال انه يجب ان تكون الواجهة للعمال". وقال ان المؤسسات في عدن تعرضت للخصصة وفضل موظفوها وهي خصخصة مشبوة، لكن ردة فعل العمال على هذه القرارات (قرارات الخصخصة)، ردة فعل سلبية جدية". وقال ان المؤسسات النقابية والعمالية في عدن لها دورا رياديا في هذا العمل النقابي او الحركة النقابية". وقال ان النقابات يجب ان تكون الواجهة الفعلية للعمال، وتلبي مطالبهم ورفع مستوى العامل المعيشي". وقال ان الذي حصل هو عملية فصل لعشرات الآلاف من العمال ونظام خصخصة مشبوه في القطاع العام. وأضاف " بعد الحروب الظالمة التي شنت على بلادنا كان من الضروري تفعيل العمل النقابي وان تتمخض عن ذلك حركة نقابية تتفاعل مع متطلبات شعبنا في تغيير كل ما هو فاسد ويساهم في عرقلة تطور الاقتصاد، ويقيد حركته، ولذلك كانت قيادة المحافظة ممثلة باللواء عيدروس الزبيدي، كانت متفاعلة معنا بشكل إيجابي من خلال تشكيل هذه اللجنة التحضيرية". وأكد ان اللواء الزبيدي اصدر قرارا بإعادة تنظيم وتشكيل المنظمات والاتحادات،ومنها النقابات، فتم تشكيل اللجنة التحضيرية لاعداد لانتخابات عمالية شاملة في كل المرافق والمؤسسات في مدينة عدن". وتابع " وتجاوب لهذه الروح الوطنية من قبل قيادة العاصمة اصدرنا بيانا لوضع أسس عملية وخطة عمل تستطيع تجسيد عمل نقابات عدن، وإعادة الدور النقابي الريادي والعريق للنقابات في عدن". وشدد على ان اللجنة التحضيرية سوف تستوعب الجميع ولن تعمل على اقصاء أي احد. من جهتها تحدث الأخت ندى عوبلي رئيس دائرة المرأة في اللجنة التحضيرية، عن دور المرأة الريادي في العمل النقابي والعمل الوطني.. مؤكدا ان المرأة كانت ولا زلت شريك فاعل للرجل في كل مناحي الحياة. وقال " اذا تعطل دور المرأة في الحياة تعطلت الحياة". وقالت " يجب ان تعطى المرأة الاستقلالية المالية، فاذا استقلت المرأة ماليا لا يستطيع احد ان يستغل المرأة بمد يد العون له. وقالت ان المرأة تتعرض للعنف، ليس في عدن ولكن في مختلف الدول العربية المسلمة. وقالت انه يجب ان يعيد للمرأة مستواها في العمل وتفاعلها مع المجتمع حيث اثبت التاريخ ان للمرأة أدوار عظيمة حيث وقفت امام الاستعمار البريطاني مع اخيها الرجل وحملت السلاح، وقمن بادور في التنمية وبناء المجتمع، فكان للمرأة دور إيجابي في السابق واليوم".. مشددة على ان المرأة يجب ان تنهض وتنتفض للمطالبة بحقوقها". وأكدت رئيسة اللجنة التحضيرية للاتحادات النقابات اقبال حربي على أهمية دور النقابات العمالية. وقالت في كلمتها " ان الأوضاع التي تعيشها البلاد اصبح العمل النقابي غير مفعل في المؤسسات والمرافق العمالية". وأكدت انه تم تشكيل لجنة تحضيرية لأجراء انتخابات، وان العمل جار في الدورة الانتخابية، وقد سبقنا وقمنا بالإجراءات القانونية من بينها الاشهار وإيجاد ختم، وتم التواصل مع محافظ محافظة عدن اللواء عيدروس الزبيدي والاخ أيوب مدير مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في عدن/ ونحن الان مستمرون في استكمال الإجراءات القانونية لعمل اللجنة التحضيرية وصولا الى عقد الدورة الانتخابية". وقالت " عدينا موازنة تقديرية للاتحاد تحت تسمية اللجنة التحضيرية، وسيتم خلال المرحلة القادمة استكمال الجانب الإداري وغيره". عقب ذلك فتح باب النقاش وتحت الضيوف عن أهمية تفعيل دور اتحاد النقابات العمالية في عدن، كما خرج الجميع بالتوصيات الختامية.