صيف ساخن تعيشه عدن واهلها، مع تفاقم حاد للمعاناة النابعة من تردي الخدمات وتزايد الازمات المتصلة بحياة الانسان. ذلك الانسان المنهك اصلا" من فترة الازمة السياسية التي عصفت بالبلاد في العام 2011 وماتلاها من حالة اللاسلم واللاحرب المستمره منذ توقيع المبادرة الخليجية الى اشتعال نار حرب ضروس شنتها قوى التكبر والانقلاب على عدن واهلها؛ فضلا" عما عاشه هذا الانسان من مآسي الحصار والنزوح وانتشار الاوبئه في فترة الحرب ليأتي الانتصار ويتنفس بعدها الصعداء املا" بمستقبل افضل تكون فيه كرامته وخدماته عنوانا" لأي شرعية او حكومة او حتى تحالف افتداه وحارب باسمه باخلاص وصدق. لكن الواقع كان معاكسا" لذلك الامل المنشود؛ فتتالت الازمات وازدادت الخدمات سوءا" وتعالت الاصوات المنتقده لاداء السلطة المحلية تارة وتخاذل الحكومة تارة اخرى؛ ما افرز تساؤلا" منطقيا" وجب الاجابة عنه "ماهو دور السلطة المحلية في هذه الازمات، وماهو دور الحكومة من ذلك! وهل كل هذه الازمات وانبرائها يقع على عاتق السلطة ام الحكومة!" قانون السلطة المحلية هو الاطار الذي ينضم عمل السلطة المحلية وعلاقتها بالحكومة وباقي محيطها. ملخص ذلك القانون يوضح بمالايدع مجالا" للشك ان عمل السلطة المحلية يتمثل بالمهام الاشرافية والرقابية. والحكومة هي الجهة الموفره للخطط والاستراتيجيات والموارد الكفيلة بتنفيذها على ارض الواقع. فالسلطة ترفع للحكومة مقترحاتها لما تحتاجه من مشاريع وخدمات لتقوم الحكومة بادارجه ضمن خططها التنفيذية التي تسلم نسخا" منها للسلطة لتقوم بعد ذلك بالرقابة على التنفيذ. ولو اسقطنا ازمة الكهرباء كنموذج نستخرج من خلاله ماعلى السلطة المحلية وماعلى الحكومة لوجدنا ان دور السلطة يقتصر على مطالبة الحكومة بتوفير المولدات ومواصفاتها ومايلزم من موارد مالية لتوليد الطاقه، بينما يتمثل دور الحكومة بتوفير مايلزم وتنفيذه على الارض، لتقوم بعدها السلطة المحلية بالاشراف على التنفيذ وتذليل الصعاب على الارض ومن ثم تقييمه بتقارير ترفع للحكومة نفسها عن مستوى الاداء. ماحدث على الواقع مخالفا" لذلك، بوجود حكومة اللاحكومة كانت السلطة المحلية هي السلطة والحكومة. فحكومة الفنادق ياسادتي تأبى ان تعطي لنفسها صفة مغايره لصفة "حكومة المنفى" ؛ بواقع ارض تقع نسبة كبيره منها تحت سيطرة ماتسمى بحكومة الشرعية. قامت السلطة المحلية في عدن باكبر من دورها.. فراحت تجول هنا وهناك، وتطلب من ذا وذاك، تبرم العقود وتوفر الديزل والمازوت. في المقابل حكومة تتعالى بصمت متقع في الرياض فلا بيان اعتذار ولا تعزية للانسان.. فالاهم كله ان تبقى الحكومة حكومة.. تشطاط غضبا" اذا مارحل مشبوه.. ولاتذرف ساكنا" اذا ما عانى وطحن وقتل الالاف من اطفال ونساء وشيوخ. مفارقة عجيبة تقشعر لها الابدان اشمئزازا" بمدى التهاون والتلاعب في مؤشر الادمية ببورصة حكومة تهوى التنظير وممارسة المهام الواهية من فنادق الخمسة نجوم على شعب يتآلم وتتعالى اصواته وجعا" ولامجيب. عفوا" سيدي الانسان المتآلم، فالحكومة في الرياض!!!