كد رئيس منظمة هود اليمنية لحقوق الإنسان محمد ناجي، أن التقرير الأممي الأخير دليل على ما أكدته الحكومة الشرعية سابقا بأن المنظمات الدولية تساند الانقلابيين، وقال "نحن منظمة نرصد الأحداث منذ اندلاعها بدقة، ولدينا وثائق رسمية بانتهاكات الحوثيين والمخلوع ضد الأبرياء بما فيهم الأطفال، فقوات التحالف تحت مظلة الأممالمتحدة تتجنب المواقع السكانية والمدن، وضرباتها تقتصر على مواقع عسكرية، بينما يسعى المتمردون لتحويل الكثير من المواقع إلى ثكنات عسكرية لهم". وتابع "هؤلاء المتمردون وأمام أنظار العالم يقصفون الأحياء السكنية بطرق عشوائية تسببت في مقتل الآلاف بين نساء وأطفال وكهول، وأكبر دليل ما تشهده اليوم مدينة تعز من حصار مستمر لأكثر من عام، وتشديد الخناق والقصف المباشر". ووصف ناجي موقف مون ضد التحالف العربي بالابتزاز السياسي، مشيرا إلى أنه يسعى لتوظيف منظمات المجتمع المدني والمفوضية السامية لحقوق الإنسان لأغراض سلبية، مؤكدا أن الحكومة الشرعية أوضحت منذ وقت مبكر انحياز المنظمات الدولية للمتمردين الحوثيين وأتباع المخلوع، مستشهدا بأن تجاهل مجزرة تعز مؤشر على عدم الحياد. حشد إيراني أشار ناجي إلى حشد من المنظمات التابعة لإيران في أوروبا تم توظيفها لمناقضة الحقائق في اليمن، مبينا أن تلك المنظمات يقودها طائفيون من دول عدة، تنشر تقاريرها المغلوطة باللغات الأجنبية، لافتا إلى أنها قامت خلال الفترة الأخيرة بجهود واتصالات مكثفة في الاتحاد الأوروبي لتمرير معلومات مغلوطة لقلب الحقائق. وأضاف "الأممالمتحدة مقصرة بشكل كبير، إذ إنها لم تزر تعز بينما زارت سوق حجة، رغم القصف المستمر على المواقع المدنية، ومعلوم أن المفوضية السامية لحقوق الإنسان موجودة في صنعاء وجميع موظفيها تحت سلطة الطرف الآخر، ولهذا تأتي تقاريرها منحازة، بينما تغيب المفوضية عن المدن ذات الكثافة السكانية التي تقصف في مأرب أو البيضاء أو تعز". مغالطات الانقلابيين نفت وزيرة الشؤون القانونية نهال العولقي صحة تقرير الأممالمتحدة الذي اتهم التحالف العربي بمقتل مئات الأطفال في اليمن، وقالت إنه مغالطات وغير صحيح على الإطلاق، لافتة إلى أن الأممالمتحدة تستقي تقاريرها من الانقلابيين في اليمن. وقالت "دول التحالف لم تعتمد على أطفال ولم تجندهم، ولم تقتلهم أو تقصف منازل الأبرياء، والصحيح أن الطرف الآخر هو الذي يقوم بكل هذه الانتهاكات، والتقرير الأممي الجديد فيه إجحاف كبير جدا. وتقدمنا بشكوى للأمين العام للأمم المتحدة بأن مدير مكتب المفوضية في صنعاء فقد المصداقية، ويستقي معلوماته من الانقلابيين، ويتعامل معهم بشكل مباشر، وينقل كل رؤاهم وتصوراتهم، ومع الأسف فإن الأممالمتحدة لم تتجاوب مع هذا الطلب". استغراب يمني تساءلت العولقي "أين الأممالمتحدة من قصف الانقلابيين قبل يومين سوق الباب الكبير في تعز، حيث كان الناس يتسوقون استعدادا لرمضان، وذهب كثير من الضحايا أغلبهم من النساء والأطفال، ولكن ما حدث يثبت أن الأممالمتحدة تكيل بمكيالين، وأن هناك حملات مضللة، ونحن نحاول باستمرار إيضاح موقفنا مع سفراء الاتحاد الأوروبي والسفير الأميركي ونقدم لهم التقارير الرسمية، ولكن هناك من يعمل ضدنا بشكل منظم". وأشارت العولقي إلى أن الحوثيين وصالح هم من استغلوا الأطفال وقتلوهم وجندوهم في المعسكرات، واصفة ذلك بجريمة ضد الناشئين، واغتيال للطفولة، بشكل يخالف الشرائع السماوية والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، وقالت "هؤلاء الأطفال حرموا من طفولتهم وتعليمهم، فالحوثيون يتعمدون استقطاب الفئات العمرية بين 13 - 15 سنة لسهولة التأثير في الصغار والتغرير بهم، ولدينا تقارير وأدلة بذلك". رد واقعي كشف منسق منظمة هود لحقوق الإنسان في مأرب والجوف سليم لونا في حديث إلى "الوطن" عن فعالية تقام اليوم لإطلاق سراح 205 أطفال أعمارهم دون سن 15، أسرتهم المقاومة الشعبية في المعارك، مشيرا إلى أنه تم التعامل معهم وفق مبدأ احترام الطفولة، بعكس ما تقوم به ميليشيات التمرد التي تزج بالصغار في المعارك، دون رحمة أو مراعاة لأنظمة وقوانين حماية الأطفال دوليا. وأضاف "يأتي ذلك ضمن قوائم متواصلة للأطفال الذين يتم إطلاق سراحهم في كثير من المواقع، وهذه الفعالية تقام على مرأى من العالم، وبحضور منظمات وجمعيات إنسانية، لتكون ردا واقعيا على ادعاءات وتقرير الأممالمتحدة، ولدينا إحصاءات بعدد من الأطفال الذي قتلوا على يد العصابات المتمردة، والبعض الآخر الذين تعرضوا للتعذيب". رواية طفل أسير تواصلت "الوطن" مع أحد أسرى الأطفال لدى المقاومة في مأرب، منتظرا الإفراج عنه مع مجموعة كبيرة من الناشئين، وقال "اسمي رصاص الحوري وعمري 12 عاما، وتم أسري في فرضة نهم، ملطخا بالدماء ومتروكا في أحد الأودية لأن الحوثيين لا يعالجون المصابين في صفوفهم، بل يتركونهم بعد أخذ الأسلحة والذخيرة منهم، والمقاومة عالجتني بعد أن وقعت أسيرا في أيديهم". وعن ملابسات انضمامه للمتمردين، قال الحوري: "أخذوني من وسط أسرتي وزودني بالسلاح وألحقوني بجنودهم إجباريا من غير علم عائلتي، وهذا حال كثير من الأطفال المجنّدين".