ترددت واحترت كثيراً عندما هممت ان اكتب عن استشهاد احد القادة الاشاوس..!! فمن اين ابدأ،وماذا اكتب عن ذكرى استشهاد فارس من فرسان معارك العزة والكرامة...؟؟! ماذا اكتب عن الذكرى الاولى لإستشهادشيخ الشهداء- اللواء الركن/علي ناصرهادي ،قائدالمنطقة العسكرية الرابعة..؟؟ أبدأ من حيث هاتفه فخامة الرئيس عبدربه منصورهادي عندما علم بإنه يقود المعارك في عدن بنفسه ،رغم تقدمه في السن،ليصدر فخامته قراره الحكيم بتعيينه قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة..؟؟
ام ابدأ من حيث قال كلمته الشهيرة والصادقة التي سيخلدها التاريخ وتكتب بماء الذهب لتعلق على مدخل عدن((لن يدخلوها إلا على رؤوسنا..!!))؟؟ انه المحارب القديم المتجدد الذي ظل شامخاً صامداً في مدينة عدن تتكسر امام صموده الاسطوري كل محاولات الغزاة لإحتلال عدن...! عام انقضى وشهر على ارتقاء شيخ الشهداء ،شهيداً مدافعاً عن عدن واهلها...! نتذكر هذه القامة العملاقة التي ارعبت وهزت جحافل المعتدين،ونستذكر ماقاله شهيدنا رحمه الله وهو يسابق الشباب الى ساحات المعارك ،حيث يردد وهو مبتسماً وواثقاً من نصرالله: (النصراوالشهادة) نتذكر: (اذا استشهدنا سوف يقاتلوا بعدنا اولادنا،واذا استشهدوا اولادنا سوف يقاتلوا بعدهم احفادنا..!) إنها العزيمة الراسخة والاستبسال الذي سطره الشهيد القائد رحمه الله ،عزيمة لاتلين ولاتتزعزع ،وكلمات رددها امام الملأ ممزوجة بالافعال والمواقف الشجاعة،واثقاً من النصرالمؤزر... قاد شهيدنا المعارك بحنكة وحكمة وشجاعة تفوق الوصف وتذهل الاعداء ،ودافع عن مدينة عدن رغم شحة الامكانيات متنقلاً من موقع لآخر لايخشى الردى...! وعند اشتداد المعارك واحتدامها اراد الدخول الى مدينة التواهي لفك الحصار عنها وعن المواطنين الذين حوصروا من قبل المليشيات الحوثية العفاشية ،لم يجد طريقاً ولاسبيلاً لدخولها إلا عن طريق البحر . فلم يتردد لحظة واحدة وعزم على التقدم نحو التواهي مهما كانت النتائج ،فأمتشق سلاحه وركب قارباً واستطاع دخولها رغم الحصار المفروض ،وخاض هناك معارك طاحنة وصمد صمود الجبال التي لاتهتز للعصواصف العاتية ،واذاق الغزاة المعتدين العلقم حتى صعدت روحه الطاهرة الى بارئها صبيحة يوم الاربعاء 2015/5/6م بمدينة التواهي ،هذه المدينة التي دخلها بحراً ليدافع عنها وقدم روحه في سبيل ان تحيا حرة كريمة كبقية مدن ومديريات محافظة عدن الباسلة ،عدن التي بشر الشهيد ابنائها قائلاً: (ستعود عدن كما كانت بإذن الله)!! وعدت وصدقت وأوفيت ياشهيدنا القائد..فهاهي عدن تتعافى وتعود تدريجياً كما كانت...! رحمك الله ياابا طارق واسكنك الفردوس الاعلى من الجنة.