القارئ لوضع اليمن الذي دخل مرحلة موت سريري ، ومات أكلينيكياً ، تتوارد على ذهنه أسئلة كثيرة ومتعددة ؟؟؟؟؟؟؟ لماذا لم يعد هادي إلى عدن ؟ هل المانع هو الحنين إلى صنعاء وجوها البارد ؟ أم أن المانع هو الخوف من سماع صوت الأطفال والنساء والعجزة وهم يبكون من شدة حر عدن الذي لا يرحم ؟ أم هو الخوف من تلك الأيام السوداء التي عاشها في عدن وصالح وقواته تحاصر عدن جواً وبراً ؟ أم هو الخوف من صورايخ صالح التي مازالت قادرة على الوصول إلى قصر معاشيق ؟ أم هو الخوف من خلايا صالح المنتشرة في مطاعم عدن وأسواقها ؟ أم هو الرضا بالرياض والاكتفاء بلقب رئيس اليمن وعد يا عداد كم حكم هادي اليمن ؟
إن الوضع على هذه الحال يشبه الراعي في أعلى الجبل والذئاب تلتهم سمان الغنم في أسفله ... سيادة الرئيس : لقد صمد صدام حسين وأولاده في عاصمة النهرين ولم يبرحوها حباً في ترابها وسجلهم التاريخ رموزاً خالدةً ، وثبت القذافي في عاصمته وقاتل قوى الشر حتى قُتل ، وصالح رفض مغادرة مدينة سام وقد اجتمع عليه العالم كله يضربونه ليل نهار وهو رابط الجأش وهو على باطل ، فما بالك وأنت على الحق تترك عاصمتك المؤقته بعد أن تركت العاصمة التاريخية ؟
سيادة الرئيس إذا كنت لا تستطيع مواصلة الحكم فأنني أطلب منك إعطاء الجنوب حقه وهو الخروج ببيان تطالب فيه بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم وتقدم بعد ذلك ورقة فيها استقالتك لا تختلف عن الأولى التي قدمتها في صنعاء ، وسيسجل لك التاريخ هذا الموقف بأحرف من نور ، وسيكون حر عدن على أبنائها برداً وسلاماً . سيادة الرئيس : لا أملك إلا أن أقول وفقكم الله لما فيه خير هذا البلد الذي أنت حاكمه من قصور الرياض ، وأعادكم الله إلى عدن لتحكم من قصر معاشيق ، وتجعل القضية الجنوبية نصب عينيك وتكون أنت الحامل لها ... قولوا آمين .