يحتفل اليمنيون ولسان حالهم يقول: عِيدٌ بأية حالٍ عدتَ ياعيدُ** بأدمع القهر أم للموت تهديدُ..أم يحملُ الليلُ فى أثوابهِ كفناً** أم يطبقُ التربَ فوقَ الهامِ تلبيدُ..أم يحشرُ الناسَ بؤسٌ فى جنازتنا** ويملأ الكونَ بالآهاتِ تعديدُ..تدمى الجراحُ فما تنفكُ راعفةً** فى كلِ حينٍ لها بالقرْحِ تجديدُ..كيفَ السبيلُ إلى الأفراحِ فى وطنٍ** يزدادُ بؤساً إذا ما أقبلَ العيدُ..وكيفَ نعشقُ بعدَ اليومِ أغنيةً** وكيفَ تحلو لنا بعدُ الأناشيدُ..ترى الخلائقَ يومَ العيدِ باسمةً** ونحنُ نبكى وكفُ الشرِ ممدودُ..ترى الدموعَ لها فى العينِ رقرقةً** وفى الخدودِ وقد شُقّتْ الأخاديدُ. عدت يا عيد؟ عدت ونحن غارقون بفوضى الانقلاب والضياع الذي خلفته تلك العصابة الارهابية.. عدت يا عيد والأحلام مسروقة والآمالُ مشنوقة. والشرعية مغتصبة والدولة مسلوبة والوطن منكوب. لماذا عدت يا عيد؟ عدت إلينا من جديد بنفحاتك النورانية، ونسماتك الإيمانية، عدتَ ولم تخلف الميعاد.. لم تخلف وعد.. عدتَ بموعدك رغم الأسوار التي تحجبنا عنك، والحواجز في طريقك إلينا، والحدود التي تفصل بيننا.. عدتَ يا عيد.. عدت وما تهيأنا بعدُ لقدومك ..ما أعددنا أنفسنا لاستقبالك، فما زالت الوجوه شاحبة، والعيون باكية، والضحكات ميتة، والفرحة مبتورة، والأحلام مسروقة، والآمالُ مشنوقة على جدرانِ انكساراتنا.. عدتَ يا عيدُ وما زالت تعز محاصرة وصنعاء المغتصبة تئنُ، جريحة ومأرب ومريس وكافة المحافظات الصامدة والمرابطة المقاومة لميليشيات الارهاب والانقلاب تجاهد لتضميد جراح اغتصاب المليشيات السلالية الإجرامية لبلد الحكمة والايمان، ودولتنا تنعى حالها.. عدت يا عيد إلى اليمن المحزونة.. يمن الشورى المغدورة ..اعتقالات وجرحى وقتل وهدم منازل.. وفي تعز العزة والحرية والثورة والثقافة حصار وجوع ومطاردة واستهداف بالقتل ومرضى يموتون لعدم توفر العلاج واغلاق المعابر والمنافذ.. لكن يوما ما سيعود العيد "السعيد" لهذا الوطن، وما ذلك ببعيد....؟؟!