حالة الإحباط طالت العديد من الأوساط الجنوبية نتيجة الأوضاع السياسية المضطربة، كالفساد وانعدام الأمن ونقص الخدمات في ظلّ الظرف الحالي و ما أفرزه الواقع بعد معركة تحرير عدن من حقائق تجافي الرؤية الملحة للجنوبين في تقرير مستقبلهم, وقائع تبتعد عن أحلام وتطلعات المواطن معيشيا وحياتيا. حالة الارتباك السياسي أفقد النصر قيمته خصوصا أنه لم يفض إلى تغيير سياسي أو اجتماعي كبير يساهم في دفع المواطنين إلى العمل نحو استكمال التغيير. الواقع الحالي بقدر ما يبدو مخيبا للآمال، فانه يستدعي المزيد من التفكير والعمل في آن معا لتجاوز المأزق السياسي الجنوبي، وإنشاء كيان جنوبي وطني يعتمد مبدأ الشراكة السياسية ويأخذ بزمام المبادرة في العمل على برامج وسياسات واضحة تكون مرجعيتها أهداف و مطالب الحراك الوطني الجنوبي في مراحلة المتعددة، وتعبّر عن الاحتياجات الحقيقية للمجتمع بكافة أطيافه، مطّوعين كافة الأفكار والتجارب لخدمة هذا الهدف. استمرار غياب التوافق الجنوبي لن يقدم إلا تراكما من التمزق المرير، كما أن استمرار الانتظار لما سيفصله لنا التوافق الاقليمي او مفاوضات السلام هو حالة من الدوران في حلقة مفرغة لن تنتج سوى المزيد من ضياع الفرص. فعقارب الزمن لن تعود إلى الخلف، والسياسات تفرضها الحدود, والجنوبين يعلمون أنهم أمام استحقاقات ملحة، ولا عذر لهم في تقديم مشروع سياسي يقدم رؤاهم لدولة مدنية معبرة عن حقوق و مصالح الجميع, تعيد صياغة العلاقة بين الدولة ومكونات المجتمع، فالمجتمعات تصنع نفسها وتبني دولها، إن امتلكت وعي النهوض وإرادته