كتب : علي سيف حسن اليمن تعيش سباق وتنافس حاد وقاسي وشاق بين قوى سياسية واجتماعية مدنية تسعى ومن خلال الحوار لصياغة عقد اجتماعي جديد واعادة بناء الدولة على اسس وقواعد اكثر لياقة واكثر كفاءة في التعامل مع التحديات الاقتصادية والامنية وغيرها من التحديات الاستراتيجية التي تواجه اليمن وبين قوى مستفيدة من الوضع الحالي كونه يعبر عن ثقافتها ويضمن استمرار مصالحها، هذا السباق والتنافس سيزداد حدة وشراسة وسيمر بمرحلتين: الاولى الى ان يتم انجاز مخرجات الحوار وتبنيها ودعمها دولياً والهدف في هذا المرحلة هو اعاقة اي توافق حول المخرجات، والعمل على استمرار الدوران في الحلقة المفرغة على امل انزلاق البلد الى حالة فراغ تشريعي ومؤسسي ، او بلوغ المجتمع الدولي حد اليأس من الحالة اليمنية والتخلي عنه كما حدث مع العديد من الدول مثل الصومال. والمرحلة الثانية ستبدأ بعد انجاز الحوار لاعاقة ومنع تنفيذ وتطبيق مخرجاته وتجسيدها في هيئات ومؤسسات دستورية جديدة. سيحسم هذا السباق الشرس بصورة نهائية عندما تنظم من تبقى من القوى السياسية والاجتماعية الجديدة والمثقفيين المدنيين باعتبارهم المستفيدين الحقيقين من الدولة الجديدة الى المواجهة وذلك عندما يثقوا ويطمأنوا الى امكانية التطبيق الفعلي لمخرجات الحوار والى امكانية ان يصبح العقد الاجتماعي الجديد مجسداً في الهيئات والمؤسسات الدستورية للدولة الجديدة الى ان بتم ذلك فليتسابق المتسابقون