ما جرى في تركيا فعل شنيع مرفوض جملة وتفصيلا ، أردوغان أتى عبر باب الإنتخابات والديمقراطية ولابد أن يخرج عبره . أما الإنقلابات والأعمال الفوضوية هذه ليس لها مكان في الدول المتقدمة والشعوب الراقية ، لأنها تجني على الدول الخراب والدمار ، وقد شاهدنا جميعاً الشعب التركي عبر شاشات التلفزة ومواقع التواصل ، كيف اصطف وتوحد وخرج عن بكرة أبيه للشارع رافضاً للإنقلاب ، وحامياً لمؤسسات الدولة ومكتسبات الوطن ، واستطاع أن يفشل الإنقلاب في ساعات قليلة ، هذه هو فضل الوعي والتعليم والاهتمام ببناء الإنسان وتثقيفه وتوعيته ، فيصبح مواطناً صالحاً يُدرك مصالحه منذ الوهلة الأولى ، ومع حلول أي طارئ يفهم ما ينبغى عليه أن يفعله . الموطن في تركيا خرج يدافع عن وطنه ولا يدافع عن أشخاص ، وقد رأينا الأتراك خرجوا للشوارع حاملين لأعلام دولتهم ، ولم يحملوا صور زعيم أو رئيس . رغم أن أردوغان محبوب في أوساط شعبه والسواد الأعظم من الشعب العربي ، وكذلك الكثير منا معجبين باردوغان وما حققه من إنجازات كبيرة وضخمة ، نقلت تركيا من دولة متخلفة من دول العالم الثالث ، إلى مصاف الدول الراقية ودول العالم الأول ، ذات اقتصاد قوي وقوة عسكرية وسياسية يحسب لها ألف حساب . مهما كان اختلافنا مع أردوغان في توجهه الفكري أو السياسي إلا أننا لابد أن نقول كلمة الحق ، ولا أحد يستطيع أن ينكر ما قدمه أردوغان لشعبه خلال عقد من الزمن فقط ، في تركيا لغة الأرقام تتحدث وليس لغة التطبيل والتزمير التي تعاني منها مجتمعاتنا العربية مع الأسف الشديد . استقرار تركيا هو استقرار للعالم العربي والإسلامي كافة واضطرابها هو دمار لنا ولأمتنا الإسلامية ، علينا أن نعي ذلك ونفهمه جيداً مهما اختلفنا في الايدلوجيات . والحمدلله الذي لطف بأمتنا وحفظ تركيا من شر هذه المؤامرة التي أنتهت خلال ساعات وكشفت حقائق ستتضح أكثر خلال الأيام القادمة .