جزء من الرعيل الأول من تربوي عدن ما بعد الاستقلال , مناضلوها في نشر التعليم للصحراء وقمم جبال وأودية ومدن وقرى الجنوب اليمني , الرعيل الذي أمحى الأمية والجهل والتخلف بين أوساط المجتمع اليمني في الجنوب , فمحيت الأمية تقريبا وقتها , رعيل حل محل المدرس المصري والسوداني , ويمنن وظيفة التعليم في وقت مبكر كان الجوار وشمال الوطن يعتمد على العمالة الأجنبية في بناء جيل وإرساء عماد المستقبل , هذا الرعيل من تعيينات الستينات والسبعينات من القرن المنصرم , قاسى الأمرين براتب خدمة وطنية 300 شلن فقط وقتها , يركب الدواب من جمال وحمير للوصول لمدرسته , في طرق وعرة وخطرة, وكان ضحية ألغام ومتفجرات الحرب بين الشطرين والمرتزقة , وقدم هذا الجيل الشهداء , ولازالت حادثت لودر , وإطلاق قذائف من جبل ثراء على مدارس (امنجدة وامحضن امرصاص), ومقتل أربعه معلمون من عدن في مودية باقتحام غرفتهم وإطلاق النار مباشرة ليردوهم جميعا قتلى ويبقى احدهم فقد عقله , وقائع كنت وقتها معلما في هذه المناطق في السبعينات من هذا القرن , وقيس على ذلك في كثير من المناطق وخاصة الحدودية . هذا الرعيل اليوم محروم من ابسط حقوقه الذي كفلها الدستور , لا يبحث عن تكريم , بل يبحث عن حقه , 1500 معلم من هذا الرعيل يفترض أن يكونوا قد تقاعدوا قبل ما بين عشر سنوات وخمس بل بعضهم أكثر من ذلك , لكن فساد النظام وقتها وعدم تطبيق القوانين حال دون ذلك ,وبعد عدد من المتابعات والمجهود الذي بذلته النقابة وقيادة التربية عدن , تم انجاز مستحقاتهم على الورق , وتكرم محافظ عدن بصرف الزيادة المحتسبة لكل معلم لشهر فقط على أن يتم البحث عن تموين فلم تمكنه صعوبة الوضع من ذلك , واعتقد أن مستحقاتهم أدرجت في ميزانية عام 2015م لكن , سلطة الأمر الواقع المهيمنة على البنك المركزي حالت دون ذلك , وكما يقال أنهم أخذوها كمجهود حربي , إلى يومنا هذا ونحن مظلومون , وكل عام ويزداد العدد بتقاعد دفع جديدة تنظم لقائمة الانتظار والظلم والتعسف , الكارثة الحقيقة التي تواجه المتقاعدين في عموم هذا الوطن , هو صندوق المعاشات الذي لم يتمكن من استيعاب هذا العدد , تعرض للنهب وبعثرت أمواله في مشاريع لا تمس للمتقاعد بشي , واذا بسلطة الأمر الواقع أجهزت على ما تبقى منه , كغيره من صناديق الخاصة وميزانيات المؤسسات , والاحتياطي النقدي للبلد .
نوجه ندائنا للنائب العام , والجهات المسئولة عن المحاسبة , كانت في سلطة الأمر الواقع أو الحكومة ,لجنة الرقابة او الجهاز المركزي للمحاسبة او محاربة الفساد , مهما كانت التسميات لم تعد تنفع ما لم تنصف وترسي العدل وتحاسب .
انه تحدي لنعرف مضمون وحقيقة كلا منهم ,و صدق من سيصدقون وكذب الكاذبون , من هم رجال العدل والأنصاف ومن هم المفسدة والظالمون . لا أريد اكرر ما قلته سابقا عن معانات هذه الشريحة المصابة بأمراض الشيخوخة والعمل , والراتب الضئيل الذي لا يواكب الغلاء وصعوبة الحياة , والضمان الصحي الغائب والمغيب. هل من أذان صاغية ومستمع لأنين الناس ومعاناتهم في ظل هذا الواقع البائس , هل من ضوء نراه في هذه الظلمة ونراهن علية ونتفاءل به , أم كليهما من ذات العفن والمفسدة .