عشر سنوات من البيروقراطية الإدارية واللامبالاة في وزارة التربية و وزارة الخدمة المدنية والمالية , رآكم قضايا التربويين المحالين للتقاعد وبعض المستجدين , كتبنا أكثر من مقال في أكثر من صحيفة على مدى أربع سنوات ونحن ننادي , ومن النقابة نطالب و نناشد , أعطوا الناس حقوقهم , نفذوا قانون التقاعد , حتى لا يحرم البعض من مستحقاته , دون جدوى , حتى عنونا أخر مقالتنا (لمن تصيح يا فصيح ), وأذان لا تصغي لندائنا , ويبدوا أن للتغير منافع للناس , وتشبيب القيادة يعيد الحيوية للمؤسسات , مع تقديري للقيادة السابقة وما قدمته من جهود ولهم باع طويل في العمل التربوي والتعليمي , والخلل كان في السياسة العامة لإدارة البلد . أخيرا وجدنا من حرك بركة ركود قضيتنا , واستكمل الجهود المتواضعة التي بدائها أسلافه , قضية كوكبة من التربويين , الذين عاصروا مرحلة البناء للدولة اليمنية منذ استقلالها في الجنوب بستينات القرن الماضي , خدموا الوطن في كل ربوعه في الريف والمدينة والصحراء والجبال أدوا واجبهم الوطني والإنساني والتنويري , تحركت قضيتنا بفضل القائمين على أدارة التربية والتعليم والخدمة والمالية في عدن , لكن الإرث ثقيل , والكم أثقل كاهل صندوق المعاشات , المستنزف من قوى الفساد , سلطة الماضي الفاسدة وسلطة الآمر الواقع الأكثر فسادا اليوم , تهدر أموله في مشاريع غير مربحة ,وهي من حق المتقاعدين وهم أولى بإدارتها , إفلاسه معناه الموت جوعا لكم هائل من الأسر , مطلوب وقفه جادة لإنقاذه من العبث , وفي سياق موضوعنا نشكر كل من ساهم في تحريك قضيتنا وصرف الجزء اليسير من مستحقاتنا , وهي خطوة أتت متأخرة عشر سنوات للبعض ولكن خيرا مما لم تأتي .
المهم استلمنا شهر كفارق مستحقات , لفترة متراكمة أعلاها عشر سنوات وأدناها خمس سنوات , مبالغ مهولة يرونها اليوم عب على موازنة الدولة , وما ذنبنا ونحن المظلومين , مع استقطاعات غير قانونية استمرت طيلة هذه الفترة وستستمر حتى تحال معاشاتنا للصندوق المعاشات , موقف يتطابق مع مقولة غسان كنفاني (يسرقون رغيف خبزك ثم يعطونك منه كسرة خبز ثمّ يطلبون منك أن تشكر كرمهم.),ونكررها شكرا لكم , أن بدأتم بحل قضايا المظلومين وإنعاش روح مؤسساتكم من الجمود واللامبالاة , وتحريرها من البيروقراطية والفساد.
و المسئولية تقع على عاتق نظام يحتضر وقيادة كانت مسلوبة الإرادة لسياسة عرجاء , لازالت تكابر ولا تخجل من ذلك , ممن ساندها وشرعن لها يوما ما , هل لديهم الشجاعة ليعترفون بظلمهم للناس لتصحيح الاعوجاج , ومستحقاتنا في ذمتهم , ولن يسقط حق ورآه مطالب , ظلمنا وعلينا أن نشكر من أنصفنا بجزء يسير من مستحقاتنا , وسنستمر نطالب بالباقي .
يعتقد البعض أن الحل سينهي معاناتنا بكل سهولة , لا يدرك أن الحل مقنن بجرعات على مدى عام كامل لتجاوز المعاناة , ستقسم المجموعة على دفعات خلال عام لازالت المشاورات سارية حول عدد كل دفعه لتتحول رواتبنا لصندوق المعاشات , الغير قادر على استيعاب العدد المتراكم , مع العلم نحن مسددين اشتراكاتنا لأخر يوم ولازالت تستقطع من رواتبنا , و يبدوا أن الصندوق مجهد كمؤشر خطير على المتقاعدين أن يتنبهوا له , مصيرهم ومصير أسرهم مرتبط بهذا الصندوق .
والمظالم كثيرة ولسنا وحدنا المظلومين , فدفعة التربويين المعينين في 2011م من شباب وشابات الثورة المباركة المسمى( 60 ألف ..موظف ) , محرومين من ابسط حقوقهم وعلاواتهم ( السنوية وطبيعة العمل ), مقارنه بزملائهم من سبقهم ولحقهم , لا مبرر لذلك غير ظلما مقصود , لعقاب شعب , على ثورته ضد طغيان وفساد سلطة لازالت موجودة في عمق مؤسسات الدولة , ويقال أن جهودا تبذل من قيادة التربية والخدمة والمالية والنقابة في هذا المجال ويشكرون عليها وسيبقى المظلوم مظلوما حتى ينصف , بوجود الخيرين ستخفف المظالم , وسيصلح حال البلد إن طال مؤسساتنا تغيرا ايجابيا لقيادتها ورفدها بدماء شابه وحيوية ونزيهة وصادقة وطاهرة من عفن الماضي .