الاختلاف رحمة المتأمل مليا الى الدين الاسلامي والى مذاهبه الأربعة ومدى الاختلاف الرحيم الذي تحتويه يدرك مدى سعة الاسلام وتؤامه مع الجميع وبكل زمان. المذهب يقوده راي وفكر صحيح ومستند على الأدلة والبراهين القاطعة وبعض المذاهب أصحابها كانوا تلاميذ لامة مذهب اخر. كما ان الحياة مواقف وكذلك أمور الدين فعند عمل بالموقف وفق مذهب محدد فأنت تعمل وفق الدين الاسلامي لاعتراف الجميع بان هذا مستند على أدله وبراهين وانه صحيح وسليم. والموقف الاخر عندما تعمله وفق مذهب اخر فأنت تعمل وفق الدين الاسلامي وتعاليمه وهذا صحيح ومعترف به. مثلا اذا أردت ان أتوضأ وهذا موقف فاخترت طريقة المذهب الشافعي في الوضوء وعند إتمام الوضوء فاني متوضئ وفق الدين الاسلامي. فوضوئي وفق المذهب الشافعي مقبول بالمذاهب الاخرى لا نها معترفة بالمذهب نفسه وتعاليمه. تكمن رحمة الاختلاف في آراء أئمة المذاهب الأربعة بشكل يسهل على المسلم ان يقوم بواجبه في عبادة الله. فالدين يسر .
التعصب الى المذاهب
ليس وليد العصر الحديث فكما هو ملاحظ اليوم كيفية استغلال الدين في السياسة وهذا ليس بغريب على العرب المسلمون فقد تم ممارسة ذلك بشكل معين يختصر البيعة للخليفة، فقد كان الخليفة الفلاني يختار مذهب معين غير مذهب سابقه وكان يجبر رعيته عليه على اساس ان الامتثال لمذهب الخليفة يعني مبايعته وعدم الامتثال تعني معارضته. كان لكل خليفة علماء سوء يبررون له وكذلك يوصون العامة ويخوفونهم حتى وصل الفكر بالعامة من الناس الى حد جعل كل مذهب كدين منفصل عن المذاهب الاخرى . حيث يَرَوْن فسق من تنقل بين المذاهب واختار الاسهل . ومغالاة من اختار الاصعب في جميع المذاهب . اليس الدين يسر؟، وأين رحمة الاختلاف ؟.
الحل
فبنفس الطريقة اليوم تنشا دول وجماعات دينية فتعمل على اختيار طريقة معينة وتفرضها على الناس بدعوى ان ما أتت به من تعاليم الدين هو الحق. والحل يتمثل لهذه المشكلة العويصة التي حلت بنا كمسلمين يكمن في جمع هذه المذاهب في مكان واحد كلها كما هي بدون المحاولة في التوفيق بينها بل جمعها كما هي وتوضيح للناس قول جميع علماء المذاهب الأربعة في كل موقف بحياة المسلم حتى ولو بدت لنا متعارضة، فمثلا الوضوء يتم عرضه للناس بشكل مبسط وسهل يجعل الانسان المسلم البسيط يعرف أقوال ائمته الأربعة في الوضوء ويترك له حق الاختيار في اتباع اي طريقة يريدها.