يستأنف المبعوث الأممي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مساء الخميس، الجولة الثانية من مشاورات السلام اليمنية المقامة بالكويت، بعد توقف دام أربعة أيام. وانطلقت الجولة الثانية من المشاورات، في 16 يوليو/تموز الجاري (قُرر لها أسبوعان)، بعد تعليق الجولة الأولى منها (انطلقت في 21 أبريل/نيسان الماضي)، برعاية أممية، في 29 يونيو/حزيران الماضي، لعدم تمكن طرفا الصراع، الحكومة اليمنية من جهة وجماعة “أنصار الله” (الحوثي)، وحزب المؤتمر الشعبي العام (جناح الرئيس السابق علي عبد الله صالح) من جهة أخرى بالكويت، من تحقيق أي اختراق في جدار الأزمة نتيجة تباعد وجهات النظر بينهما. ووفق مصدر مقرب من أروقة المشاورات فإن ولد الشيخ أحمد يلتقي في وقت لاحق اليوم، وفدي الحكومة والحوثيين كلاً على حده، لاستئناف جلسات المشاورات التي توقفت بسبب مشاركة رئيس وفد الحكومة اليمنية، عبدالملك المخلافي، وكذا المبعوث الأممي، في القمة العربية التي أقيمت بالعاصمة الموريتانية نواكشوط. وفي 23 يوليو/تموز الحالي، غادر وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي الكويت، لانشغاله بالقمة العربية بموريتانيا، التي انعقدت يوما 25 و26 من الشهر ذاته. المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، لحساسية منصبه، لم يفصح عن الموضوعات التي سيناقشها لقاء المبعوث الأممي، مع وفد الحكومة، لكنه أكد أن “ولد الشيخ، والخليجيون عموماً، غير متحمسين لتمديد المشاورات، وهذا أمر نحن متأكدون منه”. وحول إمكانية تمديد المشاورات قال “في الأساس أن المبعوث هو من يطلب التمديد بناء على حيثيات، لكن هذه الحيثيات لم تتوفر حتى الآن”، على حد قوله. ومنذ انطلاق الجولة الثانية للمشاورات، لم تتوصل الأطراف اليمنية لأي اتفاق ينهي الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من عام، في حين أن الكويت أمهلت تلك الأطراف أسبوعين، مع انطلاق الجولة الثانية، للوصول لاتفاق أو الاعتذار عن استضافة المشاورات. وما يزال الغموض يكتنف مصير الجولة الحالية، ففي حين يسعى وفد (الحوثي/صالح) نحو التمديد لمدة أسبوع، أكدت مصادر حكومية أنه لم يحدث أي نقاش حول التمديد، وأنه لن يكون هناك تمديد إلا إذا كان هناك أرضية صلبة يمكن البناء عليها وهو مالم يتوفر حتى الآن. وتوقعت المصادر أن يلجأ المبعوث الأممي إلى رفع المشاورات بهدوء، في الموعد المحدد أواخر تموز/ يوليو الجاري، لمزيد من التشاور حتى لا يفشل المسار كلياً. ويتزامن تعثر المشاورات مع تصعيد عسكري كبير وخصوصا على الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة العربية السعودية، حيث استأنف الحوثيون إطلاق صواريخ باليستية مهاجمة مواقع سعودية، فيما عاد طيران التحالف العربي، لقصف معاقل الحوثيين في صعدة شمالي اليمن، بعد هدنة طويلة قادها زعماء قبليون. ومنذ 26 مارس/ آذار 2015، تقود السعودية تحالفاً عربياً ضد مسلحي “الحوثي”، وقوات موالية لصالح”، تقول الرياض، إنه “جاء تلبية لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لإنهاء الانقلاب وعودة الشرعية في بلاده”. وتشهد اليمن حرباً منذ أكثر من عام بين القوات الموالية للحكومة اليمنية ومسلحي الحوثي، وصالح، مخلفة آلاف القتلى والجرحى، فضلاً عن أوضاع إنسانية صعبة، فيما تشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات.