كنا قد أشرنا في موضوعات سابقة بشأن المشاورات التي تمت بالكويت وما قبلها ؛ بأن هناك صفقات تطبخ ويحضر لها في مكان بعيدا عن طاولة ( المخاورات ) وبأن الإتفاق المنتظر حدوثه -- وهو ماتم يوم الخميس --- رغم هشاشته سيكون عنوانا جديدا لمرحلة أخرى من الصراع وسيفتح الأبواب واسعة أمام خيارات وإحتمالات كثيرة وسيكون أحلاها بطعم العلقم ؛ بالنظر لما تركته وتتركه الحرب من أثار وتداعيات خطيرة مازالت تتوالى حلقاتها تباعا وعلى أكثر من صعيد . وأشرنا كذلك بأن القفز على حقائق الواقع التي فرضت نفسها على الأرض في اليمن وفي الجنوب تحديدا لا يمكن لها أن تسمح بمرور مخططات التجاوز أو التهميش أو الترحيل لقضية الجنوب التي يقف خلفها شعب وتاريخ وتضحيات قدمت في سبيل إستعادة الجنوب لدولته وسيادته على أرضه ولا يمكن أن تقدم هدية لحل مشكلة الحكم في صنعاء أو الإقتناع بما تجود به عاصمة القبائل على الجنوب وأهله مهما 0تقن 0صحاب هذه المشاريع في إخراجها ؛ ومهما لبسوا من 0قنعة لإخفاء مشروعهم الثابت ( الوحدة 0و الموت ) وهو ما يوحدهم عمليا في مواجهة الجنوب ويجعل من خلافاتهم وإختلافاتهم محصورة في نطاق تقاسم الحكم في صنعاء وعلى نصيب كل منهم من غنائم الجنوب الذي حولوة إلى ضيعة للإستثمار الخاص ب0صحاب النفوذ على تنوع عناوينهم وب0بشع صورة عرفها الجنوب في تاريخه .
لذلك ف0ن الجنوبيين --- جميعهم و0ينما كانت مواقعهم في اللحظة الراهنة --- 0مام تحدي كبير مع 0نفسهم ومع خصومهم في آن واحد ومع إيقاع الزمن المتسارع وتقلبات المواقف هنا وهناك ( إقليميا ودوليا ) وهو ال0مر الذي لا يسمح بالمزيد من الإنتظار حتى ي0تي المنقذون من كوكب 0خر 0و يتكرم الغير بخوض معركتنا التاريخية نيابة عنا ونحن قاعدون على مقاعد الأنتظار والمشاهدة !
ومع كل ذلك لننتظر وبترقب وحذر وإستعداد جدي لما هو قادم وكيف سيترجم هذا الإتفاق عمليا وما عواقب تداعياته ( شمالا ) وكيف سنستثمره ( جنوبا ) وبعيدا عن الإنفعالات والحسابات غير المدروسة ؛ ل0ن كل الخيارات مفتوحة امام الجميع ( شمالا وجنوبا ) إن لم يكن ذلك ضمن صفقة شمالية شمالية وتتويجا لمصالحات تمت بالسر بين مختلف الاطراف الشمالية ( بما فيها جناح الشرعية ) وهو مانبهنا له ولخطورته مرارا ومنذ وقت مبكر ؛ وسيصب ذلك رغم خطورته في خدمة الجنوب إذا ما صحت الضمائر وهزمنا الذات القاتلة في نفوسنا و0شتغل العقل السياسي الجنوبي بتفاعل وإيجابية وبتناغم وطني يحقق القدر المعقول من التوافق والمسؤولية المشتركة ؛ والطريق إلى تحقيق كل ذلك يعرفه الجميع إذا ما توفرت الإرادة الوطنية والسياسية وصدقت النوايا و0نتصر الجميع لمبد0 التصالح والتسامح حقا وفعلا وهو مانحتاجه 0كثر من 0ي وقت مضى.