تسارعت ردود الأفعال المحلية والخارجية تجاه إعلان المؤتمر الشعبي وحركة أنصار (الحوثيين )عن تشكيلهم لمجلس سياسي أعلى لإدارة شؤون اليمن بحسب ماورد في البيان . ويمكن لي من خلال قراءة أولية البيان أن استنتج الأتي
(1) يمكن القول أن البيان هو بيان تجديدي للإعلان الدستوري رغم حل اللجنة الثورية التي تشكلت من طرف الحوثيين في 6 أبريل 2015,وكانت تحكم المؤسسات في صنعاء بعد اندلاع الحرب ومغادرة الرئيس هادي وحكومته عدن وليس إعلان بانفصال الشمال وأنها للوحدة كما تناقلته بعض الوسائل وهي الوحدة التي لم يعد منها إلا الشعار والاسم فقط . (2) يتضح من البيان الإشارة إلى أن إعلان المجلس السياسي الجديد, يهدف كما يقول في أهم فقراته إلى.(الحفاظ على وحدة الوطن وأمنه واستقراره) ولاندري من أين سيأتي آمن واستقرار اليمن ووحدته والبلاد في مهب الريح .؟ولكن الظاهر أن البيان كان لايريد تحمل مسؤولية إعلان دولة في الشمال حتى لايتيح فرصة لقوى الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية ( الحراك والمقاومة) إعلان دولة الجنوب..بحيث يظل استمرار الصراع المزمن تحت يافطة الحفاظ على وحدة اليمن واستقراره من قبل الشرعية اليمنية والتحالف العربي من جهة..وقوى السلطة القديمة الجديدة في صنعاء. من جهة أخرى ,والضحية الشعب الجنوبي والشعب في الشمال(اليمن).. وهو الهدف الذي به حكم صالح اليمن حتى 2011 وحكم الحوثيين الشمال من 2014. ويتسابق معهم الرئيس هادي وشركائه على وحدة اليمن واستقراره ..وأن كان هناك خلاف بينهما على كيفية الهدف ,فالرئيس هادي والتحالف يريدون الستة الأقاليم ,وصالح وحركة الحوثيين ضد الفدرالية من ستة أقاليم والصراع مستمر.
(3) من هذا المنطلق فيتضح أن الصراع كله ما يزال تحت يافطة الوحدة والدولة الاتحادية وكل طرف قد لا يريد ذالك في الواقع , لكنهم يشعرون بالخجل من الشعب ومنتظرين من يخرجهم من العتب لإعلان الدولتين. كأمر واقع أو اتجاه الوضع كما هي الحالة السورية...كما يتضح أن التحالف يخشى من أن إعلان الحوثيين وصالح الأمر الواقع ودولة في الشمال هو فشل لهم ولمشروع هادي وانتصار للجنوب وللحوثيين لأنهما أصبحوا يحكمون ماتحت أيديهم..وهذا خلاف أهداف التحالف العربي والشرعية في الخارج, والحوثيون وصالح يخشون من إثارة الشارع الشمالي ضدهم إذا أعلنوا انفصال الشمال بأنفسهم وانتصار للحراك المطالب باستقلال الجنوب الفوري..ولهذا يتمسكون بالوحدة اليمنية ... (4) أكد البيان أن المجلس السياسي سيتم تشكيلة بالمناصفة بين المؤتمر الشعبي العام والحوثيين, ويتكون من عشرة أعضاء والرئيس والنائب يكون دوري بينهما,وهناك معلومات عن ترشيح المؤتمر الشعبي وحركة الحوثيين خمسة من الجنوب في المجلس يعني مناصفة. بين المؤتمر الشعبي وحركة أنصار الحوثيين من جهة ومناصفة جنوبيه شمالية من جهة أخرى بشخصيات يختارها صالح والمؤتمر وجماعة الحوثيين..
أخيراًِ... هذا القرار لا يعني أن الوضع سيتغير كثيراً في الواقع لأن الصراع لم يحسم بعد , واللجنة الثورية كانت تحكم صنعاء منذ مغادرة الرئيس هادي ولم تتوقف الحرب منذ ذالك التاريخ ,ولم يتم السماح للجنوب بإعلان دولته, ولايمكن القول أن القرار اليوم يمثل انتصار للشمال أو فشل للشرعية والتحالف بالمعنى الحقيقي, إلا في حال تمت دولة في الشمال ودولة في الجنوب وانتهاء مشروع التحالف لأنه لن يعد حينها إي طرف معني به ,وستنتهي تقريباً مهمة التحالف, ولكن الفصل السابع لن ينتهي لأنه يخص الجميع عكس مخرجات الحوار ومبادرة الخليج التي تخص من وقعوا عليها.. (5) الحقيقة أن الواقع يشير. اليوم إلى أن الشمال محكوم بقبضة الحوثيين ومعهم المؤتمر الشعبي وبدعم سياسي من إيران كما هو واضح في الإعلام الموالي لهم, والجنوب محكوم بيد المقاومة والحراك الجنوبي السلمي, والجماعات السلفية وبدعم من التحالف ,إلى جانب قوات الشرعية في الجنوب التي هي جزء في الجنوب والمقاومة لأن الجيش الوطني معظمه خارج النطاق, مع اعتماد الإمارات والسعودية على قوى جديدة في الساحة من خلالهم يتم الحد من سيطرة إي طرف مخالف لأهداف التحالف العربي .. أخيرا.... نتمنى أن نسمع خيراً للوطن بعد هذه التحولات, فالمواطن لم يعد يحتمل إي مغامرات جديدة مستعجلة وصراع طويل بحسابات دولية معقدة يخسر فيها الجميع .,, والله من وراء القصد ...