أعود وأذكر الإخوة الأشقاء في منطقة الخليج والجزيرة العربية ان خاسرتهم وعمق جغرافيتهم ومفتاح أمنهم الوقائي الشامل والأساسي والسياسي والاقتصادي والعسكري والأمني هو الجنوب العربي الأصيل ولا غيره وحتى دول العالم في الغرب وفي الشرق وهي تدرك جيدا أهمية الجنوب في خارطتها السياسية العامة الإستراتيجية التي تحكم طريق التعايش والتعامل والتعاون المشترك بين الدول والشعوب ولا يمكن ان يكون الجنوب في أي يوم من الأيام واحة أو ساحة تلعب فيه إيران أو غيرها من الدول التي تلعب بمصائر الشعوب أو الداعمة للإرهاب ومهما كانت قوتها أو تأثيراتها . وإذا أردتم فعلا قطع اليد التي تهدد أمنكم وانتم تدركون هذا علميا وعمليا ونظريا وتشاهدوا على ارض الواقع كل التحركات الإيرانية في المنطقة وكيفية توزيع الأدوار وبحسب مقاسات القضايا وان كنتم قد اتخذتم القرار العسكري الصائب والقوي للمواجهة من خلال عاصفتي الحزم والأمل يبقى لكم خطوة هامة عليكم اتخاذها الإعلان عن موقف موحد يتم من داخله تأييد قيام الدولة الجنوبية موقف سيجنبكم كثير من المتاهات والمتاعب والمشاكل في المنطقة ومكة اعرف بشعابها. ومن هذا المنطلق الواضح والصريح ستتحدد كثير من المواقف الدولية ذات المصالح الهامة في الساحة الخليجية والجزيرة العربية كانت كبيرة أو صغيرة وطالما الأمور تسير في اتجاه محاربة الإرهاب في قعر داره والتوجه نحو تصنيف محطات ومواقع تواجده يبقى هنا ان الجنوب العربي لن يكون حاضن أو مكان لهذه الآفة ألا في حالة واحدة فقط تراخي دول التحالف والعالم وإسقاط أهمية المنطقة من الحسابات الدقيقة نظير مصالح أو توافقات أو تسويات أو تقاسم يحقق لهم أهدافهم حتى ولو كلف ذلك نقل الصراعات الحربية إلى المنطقة .
طبعا هذا الوضع لن يتحقق لان تواجد إيران في حلبة الصراع سيغير كثير من المعادلات السياسية والعسكرية والاقتصادية وسيفرض واقعا مغايرا لان الثقة بين العالم وإيران أصبحت غير مواتية للأحداث حيث شكلت لهم غلق شديد الحساسية وتوجس بالغ الأهمية وتجربة مريرة بداية من حرب العراق وإغراقه في أتون الصراعات الطائفية وسوريا هي الأخرى تعيش وضعا ضبابيا قضى على كل البنية التحتية للشعب السوري ولبنان حزب الله وليبيا داعش ومصر وحماس وإذا قارنا هنا اقتصاد العالم من أين يمر وكيف يسير شرقا وغربا الجنوب العربي يقع في نقطة حساسة لها حضورها ومكمن وموقع هام تفرض على العالم ودول مجلس التعاون الخليجي في الحالة الحالية والمستقبلية المحافظة علية ودعمه والوقوف إلى جانبه حتى يحقق أهدافه الدولة والثروة والهوية وحماية ودفاع عن مصالحهم الإستراتيجية المشتركة في المنطقة برمتها والجنوب سيكون جزء هام من حيث الأمن والاقتصاد والتبادل للمعلومات وصولا إلى القرن الإفريقي الذي يربط الجنوب بعلاقات قديمة وحديثه . لقد أشارت كثير من التقارير لخبراء إستراتيجيون في الخليج والعالم ان فصل الجنوب العربي وقيام دولته المستقلة بعيد عن الشمال سيرسخ قواعد الأمن والأمان ويؤمن خطوط السير المتوازنة في البر والبحر والجو وسوف يقلل من النزاعات السياسية والعسكرية والأمنية ان لم يقضي عليها نهائيا في منطقتنا والجزيرة العربية وإذا كانوا هولاء الخبراء قد استشعروا هذا الخطر وحددوا حدوده ورسموا خطوط مسارات خطورته ومستويات جسامته لماذا لا تعطى هذه الاهتمامات حقها وبعدها السياسي والعسكري والاقتصادي والأمني الذي الكل في حاجته ووضع الحلول المناسبة لمواجهته وهناك لبنان وسوريا والعراق ليبيا وحتى مصر صاحبة الخبرات العسكرية والأمنية والسياسية حاولت إيران الوصول إليهم وزعزعت أمنهم واستقرارهم وللأسف لقد بلعنا الطعم من وقت طويل في الدول العربية ومنطقة الخليج والجزيرة العربية وأهملنا قضايا رئيسية وأهمها الأمن القومي والأمن الغذائي وذهبنا إلى بعيد نتآمر على بعضنا البعض دون فهم أو أدراك لخطورة العدو وجعلنا من القضية الفلسطينية حصان طروادة وشماعة نغلق عليها تطرفنا السياسي والديني بينما العدو الإسرائيلي كل يوم يقضم مساحات من الأراضي فلسطين ويحصن دفاعاته على الأرض وتركنا إيران تنهش كالسرطان في الجسم العربي دون وضع المعالجات التي تقتلع مشروعها الصفوي التطرفي من المنطقة .
اليوم وحتى اللحظة نجد أنفسنا مكبلين وبنفس القيود السابقة والكل يتكلم فقط دون تثبيت الوضع العام الذي من خلاله لجم وقطع اليد أيا كانت التي تتآمر وبدهاء فضيع على الأمة العربية والإسلامية وان كان موضوعنا قد تجاوز حدوده لكن نحن في الجنوب العربي نحس ونشعر بأننا وطن واحد وشعب واحد ونتألم لما يعاني منه إخوتنا في لبنان وسوريا والعراق وليبيا ومصر الشقيقة الكبرى والوطن العربي بأكمله ومن هنا نطالب دول التحالف مراجعة مواقفهم النبيلة والشجاعة والأصيلة تجاه الوضع الجنوبي وقضيته العادلة ومساعدته ومساندته حتى يحقق مصيره على أرضه وسيطرته على ثرواته واستعادة هويته والوقوف إلى جانبه حتى يتمكن من الحصول على الضوء الأخضر لإعلان دولته الجنوبية الفدرالية المستقلة وننصح عدم اللجوء إلى الصراعات القديمة حفاظا على ما تبقى من النسيج العربي والإسلامي والتجارب والشواهد تكفينا أيها العربان والله من وراء القصد ؟؟؟؟؟