كانت تتواجد في مناطق الجنوب وتحديدا في عدن أكثر من 48 لواء ووحدة عسكرية بخلاف قوات الأمن السياسي والقومي والخلايا السرية كل هذه القوات عربدة في الجنوب وعاثت فيه فسادا من نهب وقمع واذلال واضطهاد وقتل وسجون للجنوبيين وتدمير الجنوب منذ عام94م . حولت مدن الجنوب إلى اشبة بثكنات عسكرية وقطعة أوصال مناطق الجنوب والشوارع والأحياء بنقاط التفتيش وانتشار الدبابات والمدرعات والاطقم إلى حد منع تنقلات الناس وبالذات في إثناء فعاليات الحراك الجنوبي السلمي التي كانت تقمع فعالياته بالقوة العسكرية ومحاصرة المدن بل والقرى في لحج والضالع وأبين وشبوة وحضرموت وسقط الآلاف من شباب ونشطاء الحراك برصاص قوات الاحتلال .
اليوم بعد أن تطهر الجنوب من هذه القوات العسكرية وأصبح الجنوب أغلبه بيد أبناءه عسكريا وامنيا واداريا من الصعب ان نقول أن الجنوب لازال محتل عسكريا او ان نرفع شعار تحرير الجنوب وان لم يتحرر الجنوب سياسيا الا أنه على صعيد الواقع قد بات الجنوب اليوم بيد أبناءه محررا وعليهم ان يحكمون فرض وجودهم وسيطرتهم على الارض ولقد سبق وان كتبنا بعد تحرير عدن مباشرة ان الاختبار والتحدي الحقيقي اليوم أمام الجنوبيين هو في قدرتهم على تأمين وحماية المناطق المحررة وإقناع العالم من خلال ما يقدموه من نموذج في قدرتهم على السيطرة وإدارة وحماية المناطق الجنوبية المحررة لدعمهم في استعادة وبناء دولتهم الحرة المستقلة .
اليوم كل رجال الأمن والجيش في مناطق الجنوب المحررة هم من أبنائها
كل القيادات ومسؤولي كافة أجهزة السلطة المحلية في هذه المناطق هم جنوبيين
لم يعد لنا اليوم من عذر ان لم نستطيع من ادارة وحمايه مناطقنا التي باتت بأيدينا ولابد من تظاهر الجهود والطاقات في بناء المؤسسات الجنوبية العسكرية والمدنية على طريق بناء الدولة الجنوبية المدنية الحديثة الحرة المستقلة
ان فشل الجنوبين في حماية وتأمين المناطق الجنوبية المحررة سوف تكون له عواقب وخيمة في عدم دعم العالم للجنوبيين في تقرير مصيرهم بل وسوف يقود هذا الفشل إلى عودة قوات الاحتلال مجددا تحت مبرر محاربة الإرهاب وحماية الناس الخ ...
ان فرض الأمن والاستقرار من قبل الجنوبيين في المناطق المحررة هو الامتحان والتحدي الصعب والذي يتعلق عليه مصير ومستقبل الجنوب كله...
اليوم نحن أمام خيارين لا ثالث لهما اما ان نفرض وجودنا وسيطرتنا على أرضنا ونثبت للعالم أننا قادرون على حماية وتأمين وادارة الجنوب وبناء دولته الحرة المستقلة وأما ان نسلم الجنوب مجددا على طبق من ذهب مرة أخرى كما سلمناه عام 90م لعصابة صنعاء. ..