كتب: تُعدّ جهة اليمن من أكثر المناطق العربية تعقيدا في بنيتها الاجتماعية الإنسانية وتنوعها الثقافي والسياسي وحتى العرقي وهناك الكثير من التركيبات الاجتماعية والإنسانية وهي قابلة لاختراق المشاريع الخارجية وعلى وجه الخصوص ذات الأبعاد المذهبية والطائفية نظرًا لعدم وجود الدولة المدنية وان وجدت حكومة فهي ضعيفة و تحكم مجتمعًا قبليًا لا يعترف بسلطتها بالإضافة إلى الانقسامات السياسية والاجتماعية و ضعف الموارد الاقتصادية وانتشار الفساد ومراكز القوى والنفوذ ذات التركيبة القبلية المذهبية .
ويبدو ان ايران اختارت اكثر تلك التركيبات اليمنية تماسكاً وقوةً وهي التركيبة الزيدية "الشيعية" القبلية , والمتمثلة في الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وانصارهم من القبائل في شمال اليمن أو بمعنى اشمل "اللوبي الزيدوي" ومعروف عنهم سطوتهم المطلقة على جميع مناطق شمال اليمن عسكرياً واقتصادياً وحتى اجتماعياً ... حيث يوجد لدى الكثير من الشعب في شمال اليمن العقلية التي تصور ان هذه التركيبة لا يمكن مواجهتها أو حتى اعتراض طريقها وذلك بسب التراكم التاريخي لسطوتهم على مناطق شمال اليمن مما ولد لدى الأغلبية شعورا بالعجز التام امام هذه التركيبة الظالمة والسلطوية والاستعلائية ... بالرغم من ان اغلبية الشعب الشمالي يريدون الخلاص منهم .... وتجلى ذلك وبداء بشكل محدود في تعز ومارب والبيضاء وبعض المناطق الأخرى الا انه لا زال مرتبك بل ومرتبط بنفس تلك التركيبة المهيمنة على شمال اليمن" اللوبي الزيدوي".
وفي الجنوب العربي هناك مقاومة وممانعة قوية جدا لهذا اللوبي وهذه التركيبة الاجتماعية السلطوية الاجرامية والتي ارتبطت بإيران ومشروعها الفارسي التوسعي الذي يريد الانقضاض على مقومات وثروات الشعوب العربية والقضاء على كيانهم العربي المستقل وفرض الهيمنة الإيرانية على الشعوب العربية حتى يتسنى لهم بناء امجادهم وإمبراطورتيهم على انقاذ شعوب الدول العربية . وفي المقابل وهذا للتاريخ لا يوجد هناك تركيبة اجتماعية وسياسية واقتصادية قوية ومتماسكة في جنوب الجزيرة العربية في اليمن الشمالي و"الجنوب العربي" قادرة على مواجهة هذا اللوبي الزيدوي وهذه التركيبة السلطوية الاجرامية العميلة لإيران وانا اتحدث هنا عن المستقبل وعن المواجهة التي تمتد إلى امد طويل وهذا ما سيكون حسب تصوري للوضع في جنوب الجزيرة العربية ... حتى وان وُجدت الان المقاومة الجنوبية في الجنوب وقد حققت انتصارات كبيرة في عدن الا ان ذلك لا يعني وجود تلك التركيبة المتماسكة والقوية القادرة على مواجهه ذلك اللوبي الإجرامي الذي يخطط الان إلى اللجوء إلى حرب الاستنزاف طويلة الامد وربما يرحل تلك الحرب إلى الأجيال القادمة وسيسعى إلى الانتقام من الجنوب ودول الخليج والعالم العربي بشكل عام .
ففي تصوري فأن هناك تركيبة قوية ومتماسكة يمكنها مواجهة ذلك اللوبي الزيدوي وتلك التركيبة الاجرامية بل والانتصار عليها وتأمين جنوب الجزيرة العربية والحفاظ على الامن العربي والإقليمي والدولي , فقبل ان نستنتج تصورا عن هذه التركيبة القوية والمتماسكة التي ستكون مناهضة للوبي الزيدوي"الحوثي" الإجرامي وهي بالطبع في جنوباليمن " الجنوب العربي" ...
دعونا نقراء التركيبة الإنسانية والمجتمعية للشعب الجنوبي فالمجتمع في الجنوب ينقسم إلى عدة تركيبات ابرزها "البدو المزارعين" و "المدنيين" و" المسيّسين" و "التجار" و"المثقفين" و"القبليين المقاتلين" فبهذه التركيبة السكانية الاجتماعية يمكن ان نكّون منها تركيبة قوية ومتماسكة وذلك بأن نجعل كل فئة تقوم بدورها بدون ان تتدخل أي فئة في عمل الفئات الأخرى.
فبهذه الفترة وبعد ان كشفت هذه الحرب القناع عن الجميع ووضعت كل شخص وكل فئة في مكانها الطبيعي علينا كجنوبيين ان نقبل بهذه النتائج وكل فئة عليها ان تكون في المكان الذي ينبغي ان تكون فيه وان لا نستمع إلى أولئك المرضى الذين يثيرون النعرات المناطقة المقيتة بين الجنوبيين وهم من الجنوب وهذا اقل ما يطلق عنهم انهم "مرضى" وبالإضافة إلى ذلك بعض المأجورين من اللوبي الزيدوي"الحوثي" لمحاولة اشغال الجنوبيين عن هدفهم ونشر الفرقة بين الجنوبيين حتى يتمكنوا من الانقضاض على الجنوب واحتلاله مرة أخرى.
وفي الأخير على التحالف العربي والسعودية بشكل خاص ان تعلم ان ميزان القوى في اليمن لايزال يميل لصالح ذلك "اللوبي الزيدوي" وان أدوات اللوبي في الرياضوالجنوبواليمن الان سيتبادلون الأدوار لأجل الالتفاف على انتصارات المقاومة الجنوبية لصالح مشروعهم الانتقامي الذي من الممكن ان يتم تجميده موقتاً حتى يخرجوا من هذه الحرب بأقل الخسائر بل ويحرصون ان لا يكون هناك تركيبة قوية ومتماسكة في اليمنوالجنوب اطلاقاً والتي من الممكن تناهضهم في المستقبل عندما يقررون الانتقام من الجميع مجدداً.
لذلك على التحالف العربي والسعودية ان يدرسوا المجتمع الجنوبي وتركيبته الاجتماعية والإنسانية في الوقت الحاضر , بل وعليهم العودة إلى التاريخ , وسيعرفون التركيبة القوية والمتماسكة التي يمكنها ان تحقق الانتصارات وتكون المناهضة للوبي الزيدوي "الحوثي" في الحاضر والمستقبل وينبغي دعمها والوقف معها بل والمساعدة على بنائها ... وعليهم الا يستمعون إلى الوعود والظواهر الصوتية من بعض الأشخاص فالظاهرة الصوتية لا تحقق نصراً ولا تؤمن مستقبلا .