استأنف التحالف العربي بقيادة السعودية للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر، استهداف محيط صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون، بعد أيام من تعليق مشاورات السلام التي ترعاها الأممالمتحدة بين طرفي النزاع. وكانت حدة العمليات العسكرية تراجعت منذ ابريل الماضي تزامناً مع بدء مشاورات السلام في الكويت، التي رافقها وقف هش لاطلاق النار، إلا ان المشاورات علقت السبت الماضي لمدة شهر، في ظل عدم توصل الجانبين لاختراق جدي على طريق الحل. وأكد المتحدث باسم التحالف اللواء الركن احمد عسيري لوكالة “فرانس برس” استئناف التحالف غاراته على مواقع تابعة للمتمردين قرب العاصمة. وقال ان التحالف “يقدم إسناداً جوياً للجيش اليمني الشرعي” عبر استهداف “مواقع وتجمعات للميليشيات … في محيط صنعاء”، مشدداً على أن الطيران لم يستهدف داخل صنعاء. وأكد عسيري انه خلال “الاشهر الثلاثة الماضية، كان ثمة هدنة مشوبة بالحذر من الجميع … احترمها التحالف لانجاح المشاورات في الكويت”، مضيفاً انه في ظل “تزايد الخروقات” من المتمردين وبعد انتهاء المشاورات “طبيعي ان تعود عملية اعادة الامل (الاسم الذي يطلق على عمليات التحالف في اليمن) لاستهداف” مواقعهم. وانعكس استئناف القصف الجوي على الحركة المحدودة أصلاً في مطار صنعاء، الذي أغلق 72 ساعة على الاقل بطلب من التحالف الذي أوضح في رسالة موجهة من خلية الإجلاء والعمليات الإنسانية بوزارة الدفاع السعودية إلى مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في الرياض أنه” نظراً لما يتطلبه الوضع الراهن تم تعليق جميع الرحلات الجوية والمتوجهة من وإلى صنعاء لمدة 72 ساعة بشكل مبدئي”. وأكد عسيري ان ذلك يأتي “حفاظا على سلامة الطائرات”، وحتى “يعاد تنظيم” حركة الطائرات الآتية والمغادرة، علماً ان استخدام المطار يقتصر على الخطوط الجوية اليمنية وطائرات الاممالمتحدة. وأوضح أن استئناف عمليات طيران التحالف يتطلب اصدار “تصاريح ومواقيت محددة” لاي طيران يعتزم استخدام مطار صنعاء. من جهته، أكد مدير المطار خالد الشايف اغلاق المطار بطلب من التحالف، الأمر الذي حال دون عودة وفد المتمردين إلى صنعاء. وقال المتحدث باسم جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) محمد عبد السلام عبر صفحته على موقع “فيسبوك”، انه “في تصرف غير مسؤول منعت السلطات السعودية طائرة الوفد الوطني التي كان من المقرر لها مغادرة مسقط الى العاصمة صنعاء كما تجري العادة منذ بدء المشاورات عبر التنسيق المباشر مع الأممالمتحدة”، مضيفاً انه “تم تأجيلها إلى ما بعد 72 الساعة القادمة”. وقال مصدر ملاحي في مطار صنعاء ل”السياسة” انه “كانت هناك أربع رحلات من العاصمة الأردنية عمان والقاهرة والخرطوم والرابعة من جيبوتي منعها التحالف من الوصول إلى مطار صنعاء، كما أن رحلة خامسة كان مقررا مغادرتها مطار صنعاء منعها التحالف أيضاً من الإقلاع إلى الخرطوم”. ميدانياً، شن طيران التحالف معسكرات ومواقع وتجمعات لقوات صالح والحوثي في صنعاء، مستهدفا معسكر القوات الخاصة في منطقة الصباحة ومعسكر النهدين ومعسكر الصيانة ومعسكر الحفاء والمقر السابق لقيادة الفرقة الأولى مدرع. ودمر طيران التحالف الصالة الرياضية التابعة للكلية الحربية، وقصف معسكر العرقوب في مديرية خولان بمحافظة صنعاء (الريف)، كما شن 13 غارة على معسكر الاستقبال في محافظة تعز، وقصف كلية المجتمع وقاع التخراف وجربان في منطقة سنحان وبلاد الروس ودمر شبكة اتصالات في منطقة بني حشيش، كما قصف نقيل يسلح جنوبصنعاء ومنطقة الطلح في سحار بمحافظة صعده. وقتل سبعة أشخاص بثلاث غارات استهدفت منزلين في مديرية قطابر بمحافظة صعدة، فيما قتل سبعة أشخاص بغارة استهدفتهم في مديرية الوازعية بمحافظة تعز. ودمر طيران التحالف محطة وقود في محافظة إب، وقصف مطار تعز، واستهدف بغارات أخرى مناطق أبو دوار وشفر وحرض وأبراج اتصالات في مديرية مستبأ بمحافظة حجة. وأكدت مصادر محلية مقتل عشرات الحوثيين بغارات لطيران التحالف فجر أمس استهدفت منتجع بن لادن السياحي ومنزل مدير الأمن محمد عبدالجليل الشامي وسط مدينة إب ومعسكر الحمزة بمديرية السبرة شرق مدينة إب. وجاءت هذه الغارات غداة شن طيران التحالف نحو 40 غارة على معسكر اللواء 63 في مديرية نهم ونقيل بن غيلان وغارات أخرى على منطقة أرحب، و6 غارات على اللواء 310 في محافظة عمران، فيما قتل 3 أشخاص بغارتين على منطقة المندلة في مديرية كشر بمحافظة حجة. وقصف طيران التحالف مطار الحديدة ومواقع قرب الميناء واستهدف مقر جهاز الأمن السياسي (المخابرات) والدفاع الجوي، وشن 36 غارة على عدد من المواقع والتجمعات لقوات صالح والحوثي في محافظة تعز بينها مطار تعز الدولي ومنطقة الجند. من جانبه، قال المتحدث باسم المقاومة الشعبية الجنوبية في جبهة كرش قائد نصر الردفاني ل”السياسة” إن طيران التحالف استهدف بخمس غارات مليشيات الحوثي وصالح في مناطق جنوبتعز محاذية لجبهات كرش وحيفان، حيث قصف في منطقة ورزان منصة إطلاق صواريخ كاتيوشا كما قصف في منطقة حوره منصة صواريخ أخرى، واستهدف بأربعة صواريخ مخزن ذخائر في جبل هتاري في مديرية حيفان، كما استهدف طاقمين عسكريين يقلان 12 مقاتلا من المليشيات عند أطراف منطقة سامع وقتل جميع من كانوا على متن الطاقمين