تتظاهر القوى اليمنية بالانقسام ما بين مؤيد للشرعية ومعارض لها، بينما الواقع يؤكد على ان كل تلك القوى تصطف في خط دفاع موحد مع قوات عفاش والحوثي. ولا توجد أي قوى تعمل لصالح الشرعية مطلقاً. حتى تلك الإطراف التي تعلن تأييدها ودعمها للشرعية نجد أن لا عمل ولا انجاز لها في تحقيق أي مكاسب للشرعية. أنها تتحالف فيما بينها بمصالح وأهداف إستراتيجية والتنافس الذي تواجهه ما هو إلا تنافس للسيطرة على رأس السلطة. أما الأهداف فهي أهداف مشتركة بين جميع الإطراف. ولا يمكن لأي طرف أن يسقط هدف الطرف الأخر لأنه يمثل هدفه أيضا. واهم أهدافهم المشتركة هو استمرار احتلال ونهب وسلب الجنوب. وفي سبيل هذا الهدف سلم علي محسن الأحمر كل قواته في صنعاء للحوثي وعفاش.
وتنازل حزب الإصلاح اليمني التكفيري عن مواقع مهمة واختفت وتلاشت قياداته أمام مليشيات الحوثي. ولنفس السبب لم يقاوم شعب اليمن (الشمال) في تعزوصنعاء وغيرها بل استسلموا أمام تلك المليشيات حفاظاً على مصالحهم المشتركة. وبذلك فهم جميعاً بمختلف أطيافهم يتعاملون مع التحالف كعدوان ومع الحوثي وعفاش كشركاء في الوطن والسلطة. وهذه المعادلة لا تشمل بالتأكيد القوى الجنوبية حيث آن اصطفافها قولا وفعلا كان مع التحالف وبهذا فهي القوى الوحيدة التي واجهت المليشيات وتمكنت من تحرير محافظات الجنوب. وهذا الأمر نال اهتماماً حقيقياً من دول التحالف فكانت فكرة تأسيس جيش جنوبي نواته المقاومة الجنوبية.، إلا آن كافة القوى اليمنية تقف وتعمل بكل شراسة لمنع تحقيق ذلك وفي مقدمتهم القوى والشخصيات اليمنية التي تتظاهر بموقفها مع الشرعية والتحالف كقيادات التكفيريين على محسن الأحمر وعبدا لمجيد الزنداني وغيرهم. وهدفهم من ذلك أضعاف موقف دول التحالف لمنع وجود شريك قوي لها في المنطقة. وبالتالي فأنهم يعملون بكل جهد لعرقلة أي جهود تؤدي إلى تأسيس جيش جنوبي آو منظومة أمنية جنوبية.
ومن هنا فأن دول التحالف لن تصل إلى تحقيق الحسم في المعارك نتيجة لتعارض أهدافها مع كافة أقطاب الصراع اليمني. فجميعهم يمثلون إرادة موحدة. والحليف الوحيد للتحالف العربي يتمثل بالمقاومة الجنوبية التي آن تم احتوائها والتعامل معها كنواة لجيش جنوبي يتم بناءه وتطويره ستكون مصدراً فعالاً لمساندة دول التحالف في تحقيق مزيداً من الانتصارات في المنطقة.
عاش الجنوب حراً ابياً وعاشت المقاومة الجنوبية الرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار الشفاء العاجل للجرحى الشجعان الحرية للمعتقلين الأبطال وأنها لثورة حتى النصر بإذن الله تعالى.