عندما كانت قوات الأمن المركزي اليمني تمارس القتل والتنكل بالناس في الجنوب فهذا شيئ غير مستغرب لأنها قوة إحتلال تمارس إحدى الوسائل التي يمكن لها ان تروّع بها الناس كي تحد من أي خطر قادم على وجودها ولكن أن تأتي قوّة جنوبية وتحت سلطة جنوبية وتمارس نفس الجرائم التي كان يمارسها الأمن المركزي فيجب علينا التوقف والنظر في أسبابها فلا يمكن لأي قوة أن تفرض الأمن بقتل وترويع الآمنين فالناس لم يخوضوا الحرب من أجل ان يأتي من يمارس القتل بنفس طريقة المحتل ... حادثة القتل التي ارتكبتها قوات الحزام الأمني اليوم ليست الأولى ويبدو أنها لن تكون الأخيرة طالما وجنود هذا الجهاز الأمني من المراهقين الذين لا يعلمون ماذا يعني أن تقتل شخص لمجرد أنه اختلف معك او رفض تنفيذ أوامرك التي هي ليست كتاب منزل من السماء لتفرضها بما تراه مناسب لك... هناك طرق أخرى للتعامل مع المخالفين للأمن غير القتل والتنكيل بالناس وعلى القائمين على هذا الجهاز الأمني أن يعوا تماماً أن أمامهم مهام صعبة جداً ويجب التعامل معها بكل عقلانية لأن المحتل ترك خلفه إيرث قوامه ربع قرن من التجهل وتدمير أخلاق الإنسان ... على القائمين على الحزام الأمني أن يدركوا أن كل جندي ينتمي لهذا الجهاز الأمني يمثلهم ولا يمكن لهم أن يخلوا مسؤوليتهم من تصرفاته طالما هو على راس العمل في هذا الجهاز وإلا سيجد من نكلوا بالناس في عهد الأمن المركزي العذر لإخلاء مسؤوليتهم وسينسبون تلك الجرائم للأفراد الذي نحن نراهم لايمثلون إلا أنفسهم وستقفل الملفات المعلقة والتي يرى أصحاب الدم فيها أنها لن تسقط بالتقادم ... من جهةً أخرى يجب علينا إن أردنا فعلاً دولةً نظام وقانون أن نقف في وجه كل من يحاولنا إعادتنا لدولة القبيلة بالتحكيم القبلي في كل حادثة يرتكبها أحد أفراد الحزام الأمني فدولة النظام والقانون لا يجب أن تحتكم للعرف القبلي الذي بجهله وصلنا إلى ماوصلنا إليه من الثارات لذا يجب أن يُقدم كل من يرتكب جريمة قتل إلى العدالة ويأخذ عقابه ليكون عبره لغيره ... ماحدث في قضية إقتحام منزل الشهيد علي ناصر هادي من تحكيم لأسرته كان خطأ كبير جداً اعاد للاذهان دولة القبيلة وترك الناس في حالة ذهول وخوف من القادم لأنه يعني أن كل حادثة بعدها ستجبرهم على التحكيم او الدخول في صراع مع من ترتكب قوات الحزام الأمني أي خطأ بحقه إلا ان يكون من الذين لا قبيلة لهم تحميهم وهذه كارثة أخرى... كان على وزارة الداخلية ممثلة بوزيرها الجنوبي حسين عرب وقيادة الحزام تقديم إعتذار رسمي لأسرة الشهيد علي ناصر هادي بإسم الحكومة للحد من أي إشكاليات تعيد لأذهان الناس الأحكام القبلية التي لا يجب أن تكون هي المرجع إن أردنا دولة نظام وقانون ... كيف ستتعامل قيادة الحزام مع حادثة اليوم هذا ماننتظره لنرى هل تعلموا من الحوادث التي سبقتها وسيحيلون مرتكبها إلى الجهات المختصه أم إنها ستكون كسابقتها وستنتهي بتحكيم قبلي لأنهم من أبناء قبيلة معروفه ...