السياسة كحالة معاقة ليست إلا انعكاس لوعي عام/شعبي معاق. ليست سوية التكوين والخلقة تعني السوية التصرفاتية والسلوكية. إنها لا تعني بحال الوعي ومنطقية التفكير.
سوية الخِلقة والتكوين هي معطى رباني للجميع لكن التصرفات والسلوكيات والتفكير، العقل والعاطفة والوعي بشكل عام كل ذلك هي مكتسبات من البيئة والمحيط الاجتماعي ومن الطبيعي أن تختلف من مجتمع لآخر بل ومن أسرة لأخرى وهي تختلف من بلد إلى آخر.
فأن يقطع شخص مسافة ما في تلك المكتسبات هي من الجهد والتكاليف وسنوات من العمر في بلد متخلف يختلف عن شخص يكتسبها في وقت أقل في بلد متقدم بلد خصب الثقافة متقدم الوعي وقد قطع شوطا في التحضر أدبية وأبجديات بل إني لا أشك أن من السلوكيات الناضجة والوعي المتقدم ما يصبح بفعل التراكم الحضاري انتقالات جينية..
صلة المجتمعات بالحضارة القريبة تجعل من مُكنة العودة الحضارية لتلك الشعوب والمجتمعات أمرا بسيطا سهل المنال بعكس المجتمعات والشعوب ذات البونات الشاسعة بينها وبين حضارتها الغابرة.
لم تكن للعرب سطوتهم الحضارية غير تلك التي أسسها معاوية بن أبي سفيان والتي كانت بذرتها الأولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن معاوية.
كانت الدولة العباسية بعد الأموية التفافة فارسية من الداخل العربي والتي لم تكتفي بالقضاء على تلك الحقبة المضيئة من شمس العرب (الخلافة الأموية) ولكنها عمدت إلى التاريخ وشوهت تلك المرحلة التاريخية العبقة واستمر غياب العرب عن الدور الريادي إلى يومنا هذا.
العربي الذي هو اليوم في حكم السفيه ومن يجب أن يحجر عليه التصرف بما يملك تحت سقف الوصاية حتى الرشد وتخلقات الوعي..
هذا الانقطاع المديد يجعل من العودة الحضارية صعبة المنال بعكس الأتراك وغياب شمس حضارتهم العثمانية عن قريب وفي العشرينيات من القرن الماضي 1921م وقيام الجمهورية التركية ومؤسسها مصطفى كمال أتاتورك..
الأتراك عائدون ولا عزاء للعرب إلا بالتبوتق ضمن مشروعهم الحضاري..