كتب : عبدالله ناصر بجنف إن الحضارة بمفهوم شامل تعني كل ما يميز أمة عن أمة من حيث العادات والتقاليد وأسلوب المعيشة والملابس والتمسك بالقيم الدينية والأخلاقية ومقدرة الإنسان في كل حضارة على الإبداع في الفنون والآداب والعلوم.
لاتوجد حضارة نقية.كل الحضارات التي شهدتها البشرية في مراحلها التاريخية المختلفة حصل فيما بينهما تبادل علمي وثقافي وتجاري وفني وفي كل صنوف المعرفة الإنسانية وكل حضارة هي مكملة للاخرى ولايمكن ان تتدعي بتفوقها , فالحضارات أثرت و تأثرت فيما بينها وهنا يكمن سر وبروز الإبداع البشري. تولد حضارة على أطلال حضارة سبقتها, تستلهم منها الإيجابيات وترفده بمعارف جديدة.
قرطبة مدينة وعاصمة مقاطعة قرطبة التابعة لمنطقة اندلوسيا في جنوب إسبانيا تبعد عن العاصمة الإسبانية مدريد مسافة 395 كم وعبر القطار السريع لايتجاوز ساعة واثنين واربعون دقيقة للوصول اليها وهي قريبة من إشبيلية عاصمة مقاطعة اندلسيا في الجنوب الإسباني بمسافة 140 كم وهي من المدن التاريخية التي أسهمت بصورة فعالة في إبراز المجد الحضاري الإسلامي وهي محور أساسي لهذا التوسع ومركز إشعاع للعلوم والمعرفة الإنسانية في الأندلس منذ البدايات الاولى لهذا الوجود في عام 711م. و شهدت ولادة علماء وفلاسفة أمثال ابن رشد ( قرطبة1126 مراكش 1198) وابن حيان القرطبي(987 1076) وموسى بن ميمون( قرطبة 1135 القاهرة 1204) وآخرين
بالرغم من مرور مئات السنين منذ خروح العرب والمسلمين من الأندلس, فان الكثير من المدن والأماكن مازالت تحتفظ باسمائها العربية وكذلك تنوع المطبخ والوجبات والاطباق ذات النكهات العربية ومفردات كثيرة من اللغة العربية حاضرة في القاموس الإسباني, فقد ترسخت وتعمقت هذة الروابط التاريخية ومازالت آثارها وبصماتها بارزة الى يومنا هذا.
اعتماداً على المعلومات التي أدلى بها ياقوت الحموي بشأن أصل مدينة قرطبة أن أصل كلمة قرطبة ترجع إلى مصدرين، أولهما أعجمي روماني وثانيهما عربي. أما معنى الكلمة في اللغة العربية فيقصد بها العدوُ الشديد
مدينة قرطبة من المدن التاريخية التي أسهمت بصورة فعالة في إبراز المجد الحضاري الإسلامي وهي محور أساسي لهذا التوسع ومركز إشعاع للعلوم والمعرفة الإنسانية في الأندلس منذ البدايات الاولى لهذا الوجود في عام 711م. و شهدت ولادة علماء وفلاسفة أمثال ابن رشد ( قرطبة1126 مراكش 1198) وابن حيان القرطبي(987 1076) وموسى بن ميمون( قرطبة 1135 القاهرة 1204) وآخرين
عند مروري بشوارعها وازقتها الضيقة والنظيفة وهي تخطيط عمراني في عصر الوجود العربي من أجل التقليل من أشعة الشمس الحاره وخاصة في فصل الصيف والتي تتجاوز في قرطبة أكثر من 40 درجة إنتابني الشعور بان الزمن توقف على جدرانها وسطوح وواجهة منازلها العتيقة ذات الألوان الأبيض والأزرق والأصفر ومزينة بالأزهار والورود وأعشاب يفوح منها العطر والعود والبهارات المتنوعة مختلطة بهواء هذة المدينة والتي تحاكي ماضيها العريق وتمتزج فيه مجد وإبداع ونهضة عاشتها, انها وواحة مفتوحة استحقت ان تكون عاصمة الدولة الأموية ومازالت آثارها صامدة حتى يومنا هذا وأبرز معالمها جامع قرطبة والتي كانت في البداية معبدًا وثنيًا وعند دخول جيوش المسلمين ازدحمت المدينة بهم واشترى عبدالرحمن الداخل(أبو المطرف عبد الرحمن بن معاوية بن هشام الأموي (صقر قريش) والمعروف أيضًا في المصادر الأجنبية بلقب عبد الرحمن الأول حيث امر بانشائة في عام 785 في عهد الأمير الأموي الأندلسي عبدالرحمن الأوسط تمت توسعتة وعبدالرحمن الناصر أنشأ مئذنة جديدة في أقصى صحن الجامع والتوسعة الاكبر حدثث في عهد الأمير هاشم المؤيد في عام 987م
وفي الفترة الأخيرة أثير الجدل بعد ان حذفت جوجل ماب كلمة مسجد وابقت على كلمة كاتدرائية قرطبة من خارطتها وبعد ردود أفعال غاضبة واحتجاجات وخلال ثلاث ايام جمعت صفحة Change.org أكثر من 38 ألف توقيع يطالب بابقاء إسم مسجد وانضمت الية بلدية قرطبة وفي النهاية استجابت شركة جوجل وتم إعادة إسم مسجد كاتداية قرطبة على خاطة جوجل ماب والأحزاب اليسارية الإسبانية ومنظمات المجتمع المدني تطالب بان يكون هذا الصرح الحضاري والمعماري الفريد في أوروبا الغربية ملكية عامة لكافة الشعب الإسباني ولكن الكنيسة الإسبانية متمسكة بملكيتها بعد ان تم تعديل قانون الملكية وجاء لصالحها علما بان جامع قرطبة مدرجة في قائمة الثراث العالمي منذ عام 1984.
التعايش بين الأمم والحضارات والأنظمة تعتبر مقياس لمدى وعي وإدراك البشرية بان هذا العالم واحد يجمعنا فية أواصر الإخوة والصداقة والمحبة والسلام بغض النظر عن اللون والعرق والدين والانتماء الوطني والتوجة الفكري والعقائدي.