حذر القيادي الجنوبي البارز احمد عمر بن فريد من غياب أي تمثيل حقيقي للقضية الجنوبية باعتبارها قضية سياسية وطنية لبلد محتل في أي تسوية سياسية شاملة للوضع في اليمن يمكن التوصل إليها لاحقا . وقال بن فريد الملاح التي تبنتها خطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وفي حال ماتم اعتماد هذا النهج في إي محادثات مقبله دون وجود طرف جنوبي يمثل قضية الجنوب وفقا لإرادة شعبنا , فان ذلك سيعتبر التفاف على قضيتنا الوطنية من قبل الشرعية الدولية. ولاهمية التصريح تنشر "عدن الغد نصه : طالعنا موقع (بي بي سي ) عربية .. بما سمي بتفاصيل " خطة كيري " للسلام في اليمن ! وهي خطة لا اعتقد شخصيا ان تكون فعلا صحيحة بل ان الاحتمال الأكبر ان تكون مجرد " تسريب " لطرف يرغب من خلال تسريبها تحقيق مكاسب سياسية مؤقته . لكن حالة كبيرة من التوجس والريبة والغضب الشديد سادت بين مختلف الأطراف السياسية الجنوبية وحتى على مستوى الشارع العام بسبب تفاصيل الخطة المسربة والتي تعتبر بمثابة " وثيقة استسلام مهنية " في حقيقة الأمر ! كما أنها في نفس الوقت تنتج نهاية حزينة للرئيس عبدربه منصور هادي لا اعلم كيف يمكن ان يصنفه التاريخ بعد ذلك بموجبها .. , ولأني اجزم أنها غير صحيحة , فقد وجدتها مناسبة للحديث عما يجدر بنا التنويه له كطرف جنوبي في النقاط التالية : أولا : لا بد وان هنالك مبررات اكبر على المستوى الجنوبي تستدعي فعلا غضب اكبر من قبلنا خلافا لما سرب عن خطة كيري هذه .. إذ ان عجزنا التام عن التحرك الفعال جهة العمل الحقيقي الذي يمكن ان ينتج قيادة جنوبية موحدة أو حتى قيادة تحت مظلة وطنية مشتركة هو المسألة التي تستحق منا ان نغضب فعلا بهذا القدر الذي حدث , وفي هذا الإطار نثمن تثمينا كبيرا كافة الجهود التي تبذل حاليا من قبل ثلاثة أطراف جنوبية تسعى لتحقيق اختراق في هذا الجانب المعيب وندعو الجميع للتفاعل الايجابي معها , وهي جهود البرلمان الجنوبي بقيادة الزميل الدكتور / عبدالرحمن الوالي .. واللجنة التنسيقية برئاسة الزميل المناضل / علي الشيبة واللجنة التحضيرية برئاسة الزميل المناضل / علي المصعبي .. نتأمل من هذه اللجان ان تعمل معا بطريقة تكاملية حتى لا تتشتت الجهود . ثانيا : الذي يغضب في خطة كيري بموجب حديثه الشخصي في المؤتمر الصحفي يتمثل في تبنيه لرؤية طرف ( الحوثي – صالح ) المتعلقة بما يسمونه ب " الحل الشامل " وهو نهج يعتمد على طرح جميع القضايا السياسية والعسكرية والأمنية والإنسانية دفعة واحدة بالتوازي على طاولة المفاوضات لإنتاج حل شامل في فترة زمنية واحدة ! الذي يغضبنا كجنوبيين ان هذا النهج إذا ما تم اعتماده في إي محادثات مقبله دون وجود طرف جنوبي يمثل قضية الجنوب وفقا لإرادة شعبنا , فان ذلك سيعتبر التفاف على قضيتنا الوطنية من قبل الشرعية الدولية ونسف كامل لنهج ولد الشيخ الذي أكد فيه ان " قضية الجنوب " سوف تكون حاضرة في النقاشات السياسية بممثلين حقيقيين لشعب الجنوب ولهذه القضية , ومن هنا فإننا نوجه نداء وتحذير لمختلف الأطراف بان المضي في تجاهل قضية الجنوب وتمثليها السياسي سيعتبر من جانبنا نوع من الخذلان لإرادة شعب الجنوب كما إننا نؤكد ان إي اتفاقيات تنتج عن ذلك لن تكون مقبولة ولا ملزمة لنا ولن تحقق إي سلام أو امن أو استقرار في المنطقة , وعليه فإننا نناشد جميع الأطراف المعنية الإقلاع عن معاملة الجنوبيين بهذه الطريقة غير اللائقة , مذكرين بأننا شعب عربي عريق ووفي لمبادئه ولتحالفاته العربية , كما ان إرادة ملايين الجنوبيين ليست إرادة هلامية قابلة للاحتيال عليها أو الالتفاف عليها بأي وسيلة كانت . ثالثا : لقد كانت الأطراف اليمنية والرعاية الإقليمية والدولية أثناء ما سمي بمؤتمر الحوار تتوسل مشاركة الجنوب في مؤتمرهم وحواراتهم حينما كانت جماهير الجنوب تحتشد في ساحة خور مكسر بعشرات الآلاف ! واليوم هاهي الأطراف اليمنية المتصارعة تثبت بالدليل القاطع أنها لا تحترم قضية الجنوب ولا إرادة شعب الجنوب وانه متى ما توفرت لها الظروف التي يمكن ان تغنيها عن أهمية وجود طرف جنوبي مشارك حتى وان كانت واهمة في ذلك , فإنها لا تتردد أبدا في المضي قدما خلف أطماعها وغطرستها وتعاملها المهين مع الجنوب , وهنا من الضروري ان نؤكد لهذه الأطراف بان الجماهير التي كانت تحتشد سلميا في خور مكسر ليست ببعيدة عن تكرار ذلك مرة أخرى كما أنها في هذه الحالة تمتلك القوة والسلاح الذي يمكن لها ان تدافع عن سيادتها على ترابها الوطني بشرف وشجاعة .. إي ان الوضع الجنوبي لمن يعتقد انه بات اضعف مما مضى إنما يتعاطى الوهم بعينه فلا اقل من معاينة الحقيقة التي تقول ان جميع القوات العسكرية اليمنية لم يعد لها وجود اليوم على أرضنا . رابعا : ان الحديث العام عما يسمى ب " تهيئة الشارع الجنوبي " لما يمكن ان يسمى ب " الصدمة " التي يمكن ان تنتجها حلول وتسويات ترقيعية , هي من وجهة نظرنا ليست سوى وسائل غبية وغير مجدية مع شعب عقد العزم على استرداد حقه الكامل في سيادته على أرضه بشكل غير منقوص . خامسا : نود ان نلفت عناية المبعوث الاممي إسماعيل ولد الشيخ إلى حديثه الذي قاله في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الأول في الكويت والذي أكد فيه ان القضية الجنوبية سوف يتم معالجتها بشكل شامل وبحضور القيادات الجنوبية ... نحن نعتبر هذه العبارة التزام أممي لا يجوز التراجع عنه , وان حدث وتم تجاوزه ستثبت الأيام ان إي اتفاقيات سيتم التوقيع عليها تخص مستقبل الجنوب لن تكون بالنسبة لنا إلا شيئا من ما هي صناعة الوهم لا اقل من ذلك ولا كثر. أحمد عمر بن فريد