يا من قتلتم الأبرياء ، الذين يكابدون الحياة من أجل أن يوفروا رغيف العيش لأسرهم ، بماذا ستقابلون الله الذي كان في تلك اللحظات يباهي بعباده الذين وقفوا على عرفات الله يبتغون فضله ومغفرته ؟ بماذا ستقابلون الله الذي كان يغفر لعباده في تلك اللحظات الجليلة والمهيبة ؟ بما ستقابلون الله وأنتم تقتلون الأبرياء الذين تقطعت بهم السبل إلا سبيل العسكرة الذي تقطعونه على هؤلاء الأبرياء ؟ ماذا ستقولون لأمهات الضحايا وأنتم تقدمون لهن أجساد فلذات أكبادهن هدايا للعيد ؟ ماذا ستقولون لهن وهن يتوجهن لعلام الغيوب الحكم العدل ليقتص منكم ؟ بماذا ستقابلون أسيادكم ؟ هل ستقولون لهم قتلنا إخواننا لنرضيكم ؟ هل ستقبلون أقدامهم ليغدغوا عليكم بالمال الحرام ؟ ماذا ستقولون لأطفال الضحايا وهم ينتظرون أباهم ليأتي لهم بثياب العيد ، وجعالة العيد ، وكبش العيد ؟ ماذا ستقولون لهم وقد سرقتم فرحتهم ؟ من سيقبلهم ، ويحتضنهم في يوم العيد ؟ من سيرفع التكبير في البيت ليسعدهم ؟ من سيوقظهم لصلاة العيد ؟ من سيأخذهم لأداء صلاة العيد ؟ من سيكفكف دموعهم ؟ من سيخفف قهرهم ؟ من سيواسيهم ؟ هل سينطقون أبتي كما أبناء الجيران ؟
لقد سلبتم أجمل كلمة كانوا يرددونها في العيد ، وهي كلمة أبي ، ماذا ستقولون وأنتم ترون أطفالكم سعداء فرحين بكم ، وقد حرمتم أقرانهم الفرح ؟ هل ستنامون ، وتأكلون ، وتشربون ، كما يشرب الآباء ؟ هل ستتمتعون بريالات الموت الممهورة بدماء الفقراء والمساكين ؟ ماذا ستقولون لزوجة الشهيد ، وقد زاد عليها الحمل ، وقد أنهكها الحزن ؟ ماذا ستقولون وقد أحزنتم جيران الشهيد ؟ ماذا ستقولون للوطن وأنتم تستنزفون طاقاته ؟ ماذا ستقولون لأيام العيد ، أيام الفرح ، وقد حولتموها لأيام حزن وأتراح ؟ سلبتم فرحتنا ، سلبتم سعادتنا ، نسأل الله أن ينتقم منكم ومن أسيادكم ، فناموا حتى الموت ، فليس جديراً بكم أن تحيوا بيننا ، لأنكم الرعب ، ولأنكم الحزن ، فأنتم القبح ، واللؤم ، فموتوا بغيضكم وسيعيش ابن الشهيد ، وأب وأم الشهيد وزوجة الشهيد ستعيش لتربي حماة المستقبل وستستمر الحياة .