في هذه المرحلة التاريخية والتي تقف فيها عدن والجنوب على مفرق طرق وفي ظل غياب وضعف السلطة الشرعية في الجانب الحياتي والخدمات للمناطق المحررة الجنوبية وعدم استطاعتها حسم معركتها مع الانقلابيين والعودة إلى صنعاء وبالمقابل مقاومة جنوبية حققت انتصار منذ عام ونيف وتسيطر على الأرض الجنوبية ووقفت عند ذلك ولم تقدم خطوة إلى الأمام على طريق تحقيق رغبات الشارع الجنوبي الطامح والمكافح خلف التحرير والاستقلال دونما اعتبار أن البلاد برمتها أصبحت محكومة بمواثيق وقرارات دولية يصعب تجاوزها وبضوابط مع الأقليم ولم يستطيع الجنوبيين كسب التعاطف وتغيير المواقف لصالح قضيتهم .. وتقديم ما يستحوذ على التعامل معهم وينتزع ودهم وبدلاً من أن يبحث الجنوبيين بجديه وعزيمة عن بوصلة القيادة التي توجه مسارهم وترشدهم إلى أولى الخطوات ما بعد تحرير عدن والجنوب وانتزاع حقوقهم اتجهوا إلى تغذية الروح المناطقية فيما بينهم وتوجيه الانتقادات الغير بناءه لمن يعملون تحت راية الجنوب ويحافظون على الانتصار الذي تحقق ويوفرون الغطاء والضوء الأخضر لمن يريد أن يقدم شيئاً مفيداً لصالح الجنوب من خلال حامل سياسي فجديراً بالجنوبيين أن يعوا خطوة المرحلة الحالية وإثبات نجاحهم في السير على الطريق الصحيح لتحقيق حلمهم الكبير واستثمار ما تحقق من نصر والاستفادة من سلبيات الماضي وأن يثبتوا للإقليم والعالم قدرتهم على إدارة دولة وأنهم شركاء خير في المنطقة . حينها يمكن أن يضطر غير المضفر سابقاً أن يتعامل مع قضيتهم فلا يمكن أحداً أ، يقدم للجنوبيين الحلول والخيارات بطبق من ذهب مالم ننتزعها بأفعالنا وبتوحدنا في حامل سياسي يخرجنا من حالة الجمود ويتجه بنا إلى ما يدفع بالأمور إلى الأمام ويحرك القضايا الجامدة والخلافات والتباينات باللقاءات والحوارات الصريحة والشجاعة وشبر إلى الامام خير من امتار إلى الخلف وجر الخلافات بإشعال شمعه خير من لعن الظلام فالكرة في ملعبنا وما علينا إلا أن نلعبها صح وإلا سوف ندفع ثمن ذلك لاحقاً وسوف نغوص في رمال المنطقية المقيته مالم نأخذ العبرة من مآسي الماضي ونتعض ونلتقط اللحظة التاريخية بعزيمة وإصرار ونتحلى بمسئولية عالية ونتخلى عن البحث عن ذواتنا وتقديم التنازلات من أجل الوطن المسلوب الذي يحتاج في هذه المرحلة الدقيقة إلى كيان سياسي يوحد القوى الخيرة ولا يستثنى أحداً والاتجاه بالجنوب نحو تحقيق آماله بالانعتاق من براثين الظلم والاستحواذ وذلك ما دعى الخيرين من أبناء الجنوب ودعى إليه المناضل عيدورس الزبيدي في تشكيل حامل يخرج الجنوب في حالة الجمود واليأس السياسي والتخلص من قيود الاحباط والإنكسار والإنطلاق إلى فضاء رحب وواسع وجنوب جديد .