تغرق في مكب النفايات ..! لسان حال الناس يترجمها الواقع ، وبشفافية ومصداقية وأضحة وشاهدة للعيان وبعيدة عن المكايدات والمهاترات الحزبية والعنصرية والجهوية والمناطقية الطائفية نجدها واقعاً لا محال ، وبحثاً عن المكاشفة للوصول إلى جذور المشكلة وصنع حلولاً لها أن وجدت ، رغم أننا نعلم صعوبتها وأين تكمن علّتها . إذ شهدت جزر سقطرى أكبر مهزلة سياحية واجتماعية وأدارية وسياسية بعد أنضمامها لليمن ، وزادت أكثر تعقيداً في ظل الاوضاع الراهنة على الساحة اليمنية منذ أندلاع ثورات الربيع العربي " ثورة فبراير في اليمن " وفي مختلف جوانبها سلباً على وطننا العربي عامة واليمن خاصة وبوجه المخصوص وبواقع أستثنائي مريب لجزر سقطرى .. لسنا الوحيدون الذين يتجرعون ويلات العذاب من اليمن " سياسة لحكومات فاشلة " في العالم ولكننا الأفضل ، معاناة في كل الجوانب " تعليم صحة البطالة النقل العام ،، طيران ،، كهرباء مياه سوء التغدية غلاء الاسعار " .. حديبوه عاصمة أرخبيل سقطرى " المحافظة الوليدة " وكذا المدن الرئيسية ذات الكثافة السكانية والوديان والجبال والمناظر الطبيعية والشواطئ الجميلة لا تجد شبر إلا قمامة ونفايات " القصطير المعلبات القوارير الزجاجية الفارغة والمنتهية للصلاحيات اكياس بلاستيكية ، علاقيات " ناهيك عن المخلفات اليومية المنزلية أو التي ترميها المحلات التجارية والمطاعم والبوافي ليلاً دون رقيباً أو حسيب وهات لك يا مخلفات اكياس الاسمنت بألاف مؤلفة وهي الأخرى تجدها في الوديان والشواطئ والاعماق لسهولة الرياح في هفّها ورفعها .. القمامة والنفيات هي من نجدها في الواجهة كلما توجهنا شطر الاودية والشواطئ والجُبلان يمنة ويُسرى طلوعاً أو نزولاً في السهول والهضاب ولم تسلم الشواطئ ولا أعماق البحار من تلك الأكياس التي تهفها الرياح الموسمية وترمي بها عرض المحيط لتأتي مياه الامواج وتطمرها هناك هي الأخرى ، الامر الذي قد يضرُ بالاحياء البحرية وقد ضر في الاصل ، حيث تعيش وتتكاثر الاسماك التي تضع بيضها في تلك المراعي والشعب المرجانية لتصبح تلك المراعي " الشعب المرجانية وبيض الاسماك " في محل القضاء عليها تماما مع سبق الاصرار والترصد من حكومات يمنية فاشلة ، ولأنتشالها قضية هي بحد ذاتها " أنتشال تلك المخلفات والأكياس " تحتاج من اليمن الف والف غطاس.. الأكياس " العُلاّقيات " هي الاخرى التي تتعلق في الاسلاك الكهربائية وفي اشجار النخيل والاشجار البيئية في سقطرى المنتشرة في كل بقعة من بقاعة سقطرى ، مخلفة خدش منظر البيئة الطبيعية وجمالها الخلاّب في سقطرى ومدنها الرئيسية التي تُعد قُبلة ووجهة لسيّاح في اليمن عامة وسقطرى خاصة .. يأتي ذلك نتيجة حكومات فاشلة وسارقة همها كسب المال السريع ، وأما الهيئة العامة للبيئة التي تم تأسيسها في 1995 م لأغراض شخصية وسياسية وليست لأجل حماية تلك البيئة ومناظرها الطبيعية وشواطئها الجميلة إذ تستنزف امول بأسم جزر سقطرى عن طريق تلك الهيئة العامة لحماية البيئة " أربيئؤه حشرة الجراد " التي تأكل الأخضر قبل اليابس في سقطرى ، ضف إلى غياب رؤية جامعة لرفع تلك المخلّفات وبشكل منتظم مع البحث عن بديل من الأكياس البلاستيكية ونحوها باكياس صديقة للبيئة ، مع وضع ضوابط وقوانيين مقننة رادعة لكل عابث في تلك البيئة " البرية والبحرية " وبدلاً من الاستفادة من تلك المخلفات كخام تبيعه الدولة " السلطة المحلية " لمستثمرين إعادة تدوير المخلفات المطاطية والصلبة ، تقاعست وسببت في أهمالها وتجاهلها لهذه الظوهر كارثة بيئية لا يجب السكوت عنها . ثائر من المحيط كاتب وناشط حقوقي