حالة الانكفاء التي "يجترحها " في الراهن السياسي بعض ممن سمحنا لانفسنا ان نطلق عليهم مسمى " مثقفين " وهم كذلك ليس حبا في سواد عيونهم او مجاملة لهم ، ولكن لانهم اقنعونا ولسنوات ماضية خلت انهم كذلك بغزارة وجودة ما يكتبون من ابداع وما يمتلكون من ثقافة رفيعة وعالية المستوى كثيرا ما تصل بنا بعد قراءتها الى حدود الدهشة بل وتتجاوزها. هؤلاء اعجب لما هم فيه من حالة انكفاء على الذات والذات الخاصة جدا ، وكذلك على الشأن والهم الخاصين جدا جدا ، وان تكلموا او كتبوا فان ما يصدر عنهم لا يرقى الى ما كنا نحن قرائهم نطمح ان نجده فيهم بل اننا نجده كالحرث في الماء او لنقل انهم بصريح العبارة يفسرون الماء بالماء ، والبعض من هؤلاء وجد في الصمت ملاذه الامن اما لقناعات ذاتية او لقناعات موضوعية ربما وهذا مجرد افتراض-- انهم ليس يعنيهم ما يدور في الساحة السياسية الجنوبية ومبررهم الوحيد ان لا علاقة لهم بالسياسة لا من قريب اوبعيد.
وهناك البعض ولا اعتقد انهم قله فضلوا الانكفاء صمتا ولكن حتى تستقر امور هذه البلاد ، وهذه هي الانتهازية بكل ما تحمله الكلمة من معان ودلالات وفي اوضح صور الانتهازية تجليا واسفافا للاسف الشديد.
هذا الانكفاء كما اعتقد ، هو الذي سمح لهذه الضبابية السياسية ان تتسيد المشهد الجنوبي وسمحت لعدد قليل من الكتاب الجيدين وهؤلاء لهم بالتاكيد كل محبتنا واحترامنا سمحت لهم ان يغطوا ذلك النقص الذي اوجده انكفاء من اشرنا لهم سلفا لا لشيئ الا لان من ملأ فراغ هؤلاء قد جاء بهم حراكنا الجنوبي السلمي وايضا مقاومتنا الجنوبية البطله وهنا بيت القصيد.
هناك قول نعرفه جيدا وهو انه "ليس كل ما يلمع ذهبا" بل وليس فضة ولا نحاسا ولاحتى ورقا مصقولا مطليا بلون الذهب وماءه ان صح التعبير.
لقد ستطاع المحتل اليمني ومراكز قواه النافذه ان يوجد له مجموعة لا يستهان بها من الكتبه بل واشباه الكتبه والادعياء الذين نجحوا بالوصول الى صدارة المشهد الجنوبي في غفلة من الزمن او بدعم متستر ومخفي من المحتل اليمني نفسه ، وفرضوا انفسهم ونفثوا سمومهم وافكارهم الضالة والمضللة بين ثنايا صحفنا الجنوبية الوطنية بل واوجدوا عددا من الصحف والمواقع متعددة الاسماء في خداع وتضليل الرأي العام الجنوبي وايضا الرايين العربي والدولي.
حقيقة اصاب بحسرة شديدة وانا اجد ان هذا الانكفاء يزداد يوما بعد يوم ، انه لامر محزن ان يطال هذا الانكفاء حتى بعض من كتاب اليوم من الشباب الاوفياء واتساءل مثلكم : ياترى اين هو الخلل ؟ وهل مايفعله هؤلاء بانفسهم وشعبهم الذي يحتاج لهم الان اكثر من اي وقت مضى هل يجوز لنا ان نسميه انكفاء وانطواء طلبا لراحة البال وهدوءه وسكينته وسلامه ام انه بيع رخيص للجنوب وقضيته التي تدعونا جميعا الانتصار لها بكل ما اوتينا من حكمة وخبرة و.......نزاهة ؟ انني اسأل ليس الا.