المخدرات...هي الداء الذي ينتشر ويتساقط ضحاياه واحدا تلو الآخر واصبح كالوباء المتواجد بشكل كبير في الآونة الأخيرة بين فئات المجتمع وتحديدا الشباب وامتد ليطول أجساد الأطفال ليقتل براءة الطفولة وينهي احلامها. ولا غرو أن نجد اليوم أنواعا مخدرة اصبح تناولها للأسف على مرئا العلن والتفاخر بها جزء من الرجولة ولا يوجد اي عقوبة او إجراء صارم للقضاء عليها. الصراع السياسي الدائر في البلاد وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية جعل الطريق ممهد لانتشار المخدرات وتجارها اللذين يستخدمونها في قتل الشباب أو هدم طموحهم ومنع المجتمع من الرقي والتطور. مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات ادرك حجم المعاناة وقررت مديرته الأستاذة القديرة (سعاد علوي) أن يكون المكان الذي يقع على عاتقه محاربة هذه الظاهرة والأمل القادم لانقاد ارواح الشباب من الموت المحتم والضياع المؤكد , وإعادتهم الى الطريق الصحيح لمواصلة مشوار الطموح للوصول الى الهدف المنشود لإصلاح كل خلل في المجتمع , واستخدامهم كأداة لمكافحة كل مظاهر الفساد وتوعيتهم للمساعدة في بناء الوطن. لمعرفة المزيد عن المركز ودوره الفعال لمحاربة المخدرات والصعوبات التي يواجهها كان لي زيارة اليه وإعداد التقرير التالي...
تقرير : دنيا حسين فرحان
التأسيس والانطلاقة : تقول الأستاذة سعاد علوي : ظاهرة المخدرات شغلتني منذ التسعينات بدأت مراقبتي لها في إطار ضيق الى أن نشأ الحراك الجنوبي في عام2007م والتطور الكبير الذي حل بشبكة الانترنت فقمت بالبحث عن كل المعلومات الكافية للمخدرات والإخبار التي تتعلق فيها. وبعد انطلاق الثورة نزلت الى الساحات عام 2012م والقيت اول محاضرة عن خطر المخدرات ولقيت قبولا من قبل المجتمع وإنهم بحاجة الى من يوعيهم ويحذرهم منها. فجاءت فكرة تأسيس من بعض أعضاء الحراك الجنوبي ليكون مكانا رسميا ووفق إجراءات قانونية لمكافحة المخدرات والقيام بمحاضرات توعوية لكل فئات المجتمع وهو مستمر الى يومنا هذا. الانطلاقة كانت من عدن فهنا مقرنا الرئيسي بعدها اصبح لنا فرع في محافظة شبوة ولدينا أعضاء يقومون بنفس أدوارنا في مختلف المحافظات (لحج – ابين – الضالع – يافع - حضرموت).
المهام والأدوار : • الدور الرئيسي الذي يقوم عليه المركز هو التوعية لعدم وجود مراكز للعلاج وأخصائيين لمعالجة الإدمان سوى طبيب واحد ترسل اليه الحالات او يتم استدعائه للمركز لاستشارته فكل شخص يحضر للمركز لتلقي العلاج يتكلم عن تجاربه ومشاكله والأشياء التي حصلت له بعد التعاطي وتوجهاته المستقبلية. • المركز يستقطب بعض الشباب لعمل دورات لهم ليكونوا على استعداد للمساعدة في إلقاء المحاضرات التوعوية في مختلف الأماكن. • أيضا يتم توزيع الملصقات والكتيبات التي تحوي إرشادات حول خطر المخدرات على صحة المتعاطي وحياته في مختلف المديريات وفي الشوارع وتعليقها على السيارات.
خطورة المخدرات على الشباب والأطفال : المناطق الأكثر استهدافا للمخدرات هي التي يوجد فيه الشباب الواعي المتعلم والمثقف فيستدرجهم تجار المخدرات لتعاطيها بأشكال لا تكون اعتيادية كعقاقير أو حقن طبية بل أصبحت بأشياء اخرى عرفها مجتمعنا واصبحت للأسف جزء منه كتعاطي (القات _ والتمبل – والشمة )التي انتشرت بشكل كبير في المجتمع والأسوأ من ذلك بين شباب الجامعات والمقاومة والنقاط الأمنية , ومدارس الأطفال دون وجود أي رقابة أو محاسبة. الأضرار الجانبية للمخدرات وأنواعها كبيرة فهي تؤثر على الصحة فتسبب الأمراض الخبيثة وتؤدي للوفاة وتؤثر على المجتمع بزيادة الجرائم والفساد فيه . اخطر الأنواع المخدرة الترامدون فهو محرم دوليا لأنه مسكن لآلام الكلى لكن للأسف الشديد تقوم العديد من الصيدليات ببيعه والمتاجرة فيه والأبشع من هذا استغلال الشخص المتعاطي بجذب شباب آخرون وإعطاءه المخدر مجانا أو عمولة له. لا يوجد وعي بمدى خطورة المخدرات وأنواعها على حياة الشخص المتعاطي والمحيط فهو ما ادى الى انتشار الجرائم بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
صعوبات المركز : لا يوجد مركز للعلاج فيقوم المركز بدوره _ غياب دور الإعلام في التعريف بالمركز واحتياجاته _ عدم تلقي المركز لأي دعم أو مساعده من أي جهة أو مؤسسة سوى مبالغ مالية بسيطة يرسلها المغتربون أو فاعلوا الخير تطبع بها المنشورات _ لا تتوفر اي إحصائيات بنسبة المتعاطين والوفيات بسبب المخدرات والحالات التي تم معالجتها. يتم الآن التخطيط لعمل مشترك بين المركز والجهاز المركزي للإحصاء لرصد كل الحالات والإعداد والميزانية التي تؤثر على دخل الاسرة جراء شراء الأنواع المخدرة والنزول على مختلف المدارس لعمل حملات توعية للأطفال للحد من انتشار ظاهرة المخدرات والتخلص منها تدريجيا.
كلمة للسلطة العليا وافراد المجتمع : جانب المخدرات مرتبط بالسياسة وللأسف يستخدمها بعض السياسيين في ضرب بعضهم البعض , فالمخدرات هي الطريق التي تؤدي لانجراف الشباب للإرهاب فأي تفجير او جماعات إرهابية مرتبطة بالمخدرات فيتم تغييب وعي الشباب بها واستخدامهم كأداة لقتل الأبرياء تحت مسمى الدين. نطالب السلطة بإعطاء المخدرات كامل اهتمامها والتعاون مع مركز عدن والتنسيق معه للقيام بأدوار لإنقاذ الشباب ومد يد العون له لتوعية جنودنا من شباب المقاومة والنقاط الأمنية لحمايتهم والحفاظ على البلاد من الانهيار بسبب المخدرات. وعلى الأسر متابعة أبناءها فمتى يضيع الأبناء؟؟ عندما يضيع دور الأسرة ومن الأسباب التي تدفع الأشخاص للتعاطي هي المشاكل الأسرية وانفصال الوالدان فالأسرة مسؤولة في مراقبة الابناء وتوعيتهم ومتابعتهم حتى لا يسلكوا طريق المخدرات الذي قد يدمرهم ويقضي على مستقبلهم. الشباب هم الهدف الرئيسي لكل المجرمين سواء أكان مخدرات أو سلاح أو فكر سيء يريدون زرعه فيهم عليهم أن ينتبهوا لأنفسهم ولحياتهم ومستقبلهم ومهما كانت الظروف صعبة والأوضاع المحيطة قاسية فالمخدرات ليست الحل لمشاكلهم بل هي من تزيد المعاناة فهم الأمل في التطور والتقدم عليهم أن يكونوا أقوياء حتى يستند عليهم المجتمع لوقوفه وعودته من جديد.