بعد فشل إطلاقه.. صاروخ حوثي يسقط بالقرب من مناطق سكنية في إب    "مسام" ينتزع أكثر من 1800 لغم حوثي خلال أسبوع    وسائل اعلام اسرائيلية: هجوم اسرائيلي أمريكي شاركت فيه عشرات المقاتلات ضد اهداف في اليمن    وقفة نسائية في حجة بذكرى الصرخة    ثلاثة مكاسب حققها الانتقالي للجنوب    شركة النفط توضح حول تفعيل خطة الطوارئ وطريقة توزيع البنزين    عشرات الغارات استهدفت ثلاث محافظات    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الافراج عن موظفة في المعهد الديمقراطي الأمريكي    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    تواصل اللقاءات القبلية لإعلان النفير العام لمواجهة العدوان الامريكي    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    إلى رئيس الوزراء الجديد    عطوان ..لماذا سيدخل الصّاروخ اليمني التّاريخ من أوسعِ أبوابه    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    مرض الفشل الكلوي (3)    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشرعية اليمنية.. تترك الانقلاب وتواجه الإرادة الجنوبية
نشر في عدن الغد يوم 17 - 10 - 2016


حرب صيف 1994

حرب صيف 1994 وتعرف أيضاً بحرب 1994 أو حرب الانفصال اليمنية ،هي حرب اهلية اندلعت في اليمن صيف 1994 بين شهري مايو ويوليو بين الشماليين في صنعاء و الجنوبيين في عدن نتيجة لخلافات إمتدت منذ عام 1993 بين الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان يحكم الجنوب وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يحكم الشمال وبعد اندلاع الحرب قام الحزب الاشتراكي بالمطالبة بالانحلال أو الانفصال ل اليمن الجنوبي عن اليمن الشمالي من دولة الوحدة اليمنية التي قامت في عام 1990 بين اليمن الجنوبي بما كان يُعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ممثله بالحزب الاشتراكي اليمني واليمن الشمالي بما كان يُعرف بالجمهورية العربية اليمنية ممثله بحزب المؤتمر الشعبي العام. انتهت الحرب في 7 يوليو بهزيمة القوات الجنوبية وهروب معظم القادة الجنوبيين خصوصاً من قادة الحزب الاشتراكي اليمني للمنفى في الخارج ودخول القوات الشمالية وقوات جنوبية مواليه لها لعدن وهنا نشاء الجل حول نتيجة الحرب حيث يعتبره الكثير من الجنوبيين احتلالاً في حين اعتبرته الحكومة في صنعاء ممثله بالمؤتمر الشعبي العام والموالين له تثبيتاً لدولة الوحدة اليمنية وقضاء على الدعوات الانفصالية.

مقدمة
اُعلن عن قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990 بشكل مفاجئ بين الجنوب والشمال واُعلن رئيس اليمن الشمالي علي عبد الله صالح رئيساً ورئيس اليمن الجنوبي علي سالم البيض نائباً للرئيس في دولة الوحدة.

كانت هذه الوحدة مطلباً قديماً لكلا الشعبين في جنوب وشمال اليمن ودارت عدة محادثات بين الدولتين كانت كلها تبوء بالفشل، ولكن بهذه الوحدة توجت كل الجهود وإن كان الكثير من المحلليين يعتقدون أن التغييرات الخارجية كان لها الاثر الأكبر من تلك الداخلية للدفع بالوحدة - مثل سقوط جدار برلين ومن ثم انهيار الاتحاد السوفيتي الداعم الأكبر لليمن الجنوبي حيث كان الدولة العربية الوحيدة التي اتبعت النهج الشيوعي - ويدل على ذلك السرعة التي تمت بها اعلان الوحدة دونما استفتاء شعبي عليها آنذاك.

قامت الوحدة اندماجية ولم تكن فيدرالية برغم الاختلافات بين النظامين المكونين لدولة الوحدة، وللمرة الأولى منذ قرون تم توحيد أغلب الاراضي اليمنية سياسيا على الاقل. فترة انتقالية لمدة 30 شهراً اكملت عملية الاندماج السياسي والاقتصادي بين النظامين، مجلس رئاسي تم انتخابة من قبل ال26 عضواً في المجلس الاستشاري للجمهورية العربية اليمنية وال17 عضواً في مجلس الرئاسة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. المجلس الرئاسي عَين رئيس للوزراء كان حيدر أبويكر العطاس. إضاقة لمجلس برلمان يضم 301 عضواً يتكون من 159 عضو من الشمال و 111 عضو من الجنوب و 31 عضو مستقل يتم تعيينهم من قبل مجلس الرئاسة.

دستور موحد اُتفق عليه في مايو 1990 وتم استفتاء عليه في مايو 1991. تم فيه تاكيد التزام اليمن بالانتخابات الحرة ،ونظام سياسي متعدد الأحزاب ،والحق في الملكية الخاصة ،والمساواة في ظل القانون ،واحترام حقوق الإنسان الأساسية. الاستفتاء وهو ما يعتبرة النظام الحاكم اليوم انه استفتاء على الوحدة ودستورها في حين يجادل آخرون انه لم يكن هناك اي استفتاء على الوحدة وإنما على مجرد استفتاء لدستور نتج بين الحزبين الحاكمين آنذاك فقط.

انتخابات برلمانية بعد الوحدة في 27 أبريل 1993.المجموعات الدولية المساعدة في تنظيم الانتخابات والاقتراع كانت حاضرة وكانت نسبة المشاركة هي 84.7% وكانت النتائج على الشكل الاتي:

132 عضواً من حزب المؤتمر الشعبي العام
56 عضواً من الحزب الاشتراكي اليمني
62 عضواً من حزب التجمع اليمني للإصلاح
42 عضواً مستقلون
12 عضواً آحزاب اُخرى
وتم انتخاب الشيخ عبد الله بن حسين بن ناصر الأحمر ،رئيس للبرلمان الجديد.

تكون ائتلاف جديد للحكم بانضمام حزب الإصلاح إلى حزبي المؤتمر والاشتراكي ،وتم إضافة عضو من الإصلاح لمجلس الرئاسة. بدأت الصراعات ضمن الائتلاف الحاكم وقام نائب الرئيس علي البيض بالاعتكاف في عدن في اغسطس 1993 وتدهور الوضع الأمني العام في البلاد، وهناك اتهامات من القادة الجنوبيين ان هناك عمليات اغتيال عديدة تطال الجنوبيين وان القادة الشماليين يعملون على إقصائهم التدريجي والاستيلاء على الحكم.

أحداث الحرب
حيدر أبو بكر العطاس، رئيس الوزراء السابق في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية استمر بمنصب رئيس الوزراء ،ولكن حكومته كانت غير فعالة بسبب الاقتتال الداخلي. المفاوضات المستمرة بين القادة في الشمال والجنوب أسفرت عن توقيع وثيقة العهد والاتفاق في العاصمة الأردنية عمان يوم 20 فبراير 1994. وبالرغم من ذلك، اشتدت حدة الاشتباكات حتى اندلعت الحرب الاهلية في أوائل مايو 1994.

تقريباً كل الاقتتال الفعلي في الحرب الاهلية كان في الجزء الجنوبي من البلاد على الرغم من الهجمات الجوية والصاروخية ضد المدن والمنشآت الرئيسية في الشمال. الجنوبيون سعوا للحصول على دعم الدول المجاورة ،وتلقت الكثير من المساعدات المالية والمعدات ،ومعظمها من المملكة العربية السعودية ،والتي كانت تشعر انها مهددة من قبل اليمن الموحد، مصادر جنوبية قالت ان الولايات المتحدة الأمريكية عرضت على الجنوبيين التدخل لمصلحتهم بشرط ضمان الحصول على قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى بعد انتهاء المعارك لكن القادة الجنوبيين رفضوا ذلك، في خلال ذلك الولايات المتحدة دعت مرارا إلى وقف لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات. محاولات مختلفة ،بما فيها من جانب الموفد الخاص للامم المتحدة ،لم تنجح في تنفيذ وقف إطلاق النار.

أعلن القادة الجنوبيين الانفصال وإعادة جمهورية اليمن الديمقراطية في 21 مايو 1994 اي بعد بدء المعارك وهو ما يقول المحلليين ان دعوة الانفصال كانت نتيجة وليست سبب للحرب، ولكن لم يعترف المجتمع الدولي بالدولة المعلنة. الأمم المتحدة في خضم ذلك سعت لوقف الحرب واصدر مجلس الأمن قرارين الأول 924 في 1 يونيو و 931 في 29 يونيو 1994 ودعى لوقف إطلاق النار فوراً ،لكن لم يتم تطبيق القرارين. وعندما قال أعضاء مجلس الأمن لسفير اليمن في الأمم المتحدة أن على القوات الحكومية الانسحاب من مشارف عدن، أصبحت الأخبار تقول بأن القوات الحكومية دخلت عدن وسيطرت عليها فلام أعضاء مجلس الأمن السفير اليمني بلهجة شديدة فقال: عذراً يا سادة طلبتم منا سحبها فسحبناها إلى الداخل!

علي ناصر محمد الرئيس الجنوبي السابق ساعد مساعدة كبيرة في العمليات العسكرية ضد الجنوبيين في عدن ،واستولت القوات الحكومية الشمالية والموالية لها على عدن في 7 يوليو 1994. المقاومة في المناطق الأخرى انهارت ،الآلاف من القادة الجنوبيين وقادة الجيش الجنوبي توجهوا إلى المنفى مثل السعودية والإمارات وعمان ومصر وغيرها.

ويذكر ان دخول القوات الموالية للوحدة صاحبه نهب شامل للمؤسسات العامة والخاصة في الجنوب وقامت به قوات موالية للحكومة تطبيقاً لسياسة الأرض المحروقة.

انتهت الحرب بانتصار القوات الموالية للوحدة بمساعدة الالويه الجنوبيه التي تخلت عن رفاقهم الحنوبيين بقيادة الفريق أول عبد ربه منصور هادي ألذي تحالف مع الرئيس علي عبد الله وتم تنصيبه نائب رئيس الدوله .

نتائج الحرب
رفعت الحكومة قضايا قانونية ضد العديد من زعماء الجنوب وابزها قائمة ال16 الشهيرة في عام 1997 والتي حكمت بالاتي:

1.علي سالم البيض نائب الرئيس ورئيس اليمن الجنوبي السابق إعدام
2.حيدر أبوبكر العطاس رئيس الوزراء إعدام
3.صالح منصر السيلي محافظ عدن إعدام
4.هيثم قاسم طاهر إعدام
5.صالح عبيد احمد إعدام
6.قاسم يحيى قاسم الحبس مدة عشر سنوات مع النفاذ
7.مثنى سالم عسكر صالح الحبس مدة عشر سنوات مع النفاذ
8.محمد على القيرحي الحبس مدة عشر سنوات مع النفاذ
9.عبد الرحمن الجفري الحبس مدة عشر سنوات مع وقف التنفيذ
10.انيس حسن يحيى الحبس مدة خمس سنوات دون نفاذ
11.سالم محمد عبد الله جبران الحبس مدة خمس سنوات دون نفاذ
12.سليمان ناصر مسعود الحبس مدة سبع سنوات مع إيقاف التنفيذ
13.عبيد مبارك بن دغر الحبس ثلاث سنوات مع إيقاف التنفيذ
14.قاسم عبدالرب صالح عفيف حبس مع النفاذ
15.صالح شايف حسين حبس مع النفاذ
16.صالح أبو بكر بن حسينون
ثم في 21 مايو 2003 أصدر الرئيس علي عبد الله صالح قراراً بالعفو عن:

1.علي سالم البيض
2.حيدر أبو بكر العطاس
3.صالح منصر السيلي
4.هيثم قاسم طاهر
5.صالح عبيد أحمد
6.قاسم يحيى قاسم
7.مثنى سالم عسكر صالح
8.محمد على القيرحي
9.عبد الرحمن الجفري
10.انيس حسن يحيى
11.سالم محمد عبد الله جبران
12.سليمان ناصر مسعود
13.عبيد مبارك بن دغر
قرار العفو شمل ثلاثة عشر شخصاً فقط باعتبار ان القضاء كان قد اصدر حكما ببراءة كل من:

1.قاسم عبدالرب صالح عفيف
2.صالح شايف حسين
بينما توفي صالح أبو بكر بن حسينون أثناء الحرب.

لكن معظمهم ما زال خارج اليمن، رغم عودة البعض منهم مثل عبد الرحمن الجفري وقاسم عبد الرب صالح بينما لم يعود مثنى سالم عسكر الا جثه هامدة بعد وفاته في 22 مارس 2008 ليدفن في مسقط راسه في ردفان وعبيد بن دغر وهيثم قاسم طاهر، لكن القادة الفعليين من امثال علي سالم البيض والعطاس لم يعودوا.

على الرغم من أن العديد من اتباع الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد تم تعيينهم في كبار المناصب الحكومية (بما فيها نائب الرئيس، رئيس الأركان، ومحافظ عدن) بعد تعاونه ضد رفاقه السابقين في الحزب الاشتراكي، فهو نفسه لم يعد بعد لليمن ككثيرين غيره وهو ما يزال في سوريا ويطالب بإصلاحات جوهرية للدستور والنظام.

في أعقاب الحرب الأهلية ،اعاد زعماء الحزب الاشتراكي اليمني داخل اليمن تنظيم الحزب والمكتب السياسي الجديد الذي انتخب في يوليو 1994. ومع ذلك، فإن الحزب لا يزال دون تأثيره السابق وتعرض لمصادرة للمتلكات والاموال. حزب الإصلاح استمر في ائتلافه في الحكم مع حزب المؤتمر بعد إخراج الاشتراكي من السلطة.

في عام 1994 ،تم إدخال تعديلات عديدة على الدستور المتفق عليه عند قيام الوحدة وتم الغاء مجلس الرئاسة وتم الغاء تقسيم نصيب الجنوب من اعضاء مجلس النواب وصار عدد اعضاء الجنوب 56 بدلاً من 111 عندما تم تحقيق الوحدة وبذلك تم القضاء على كل الاتفاقيات بين نظامي الحكم السابقين في الجنوب والشمال وفرض المنتصر في الحرب كل إملأته على الدستور والدولة.

الرئيس علي عبد الله صالح اُنتخب من قبل البرلمان في 1 أكتوبر 1994 لمدة 5 سنوات. لكن الدستور المعدل ينص على أنه من الآن فصاعدا سوف يتم انتخاب الرئيس عن طريق التصويت الشعبي المباشر. وعقدت أول انتخابات رئاسية مباشرة في سبتمبر 1999 ،وانتخاب الرئيس علي عبد الله صالح لمدة 5 سنوات جديدة ،في ما كان اُعتبر عموما انتخابات حرة وفاز في انتخابات رئاسية للمرة الثانية والأخيرة له- حسب ما ينص الدستور- في عام سبتمبر 2006. البرلمان عقد دورته الثانية في الانتخابات المتعددة الأحزاب في نيسان / أبريل 1997 بمقاطعة الحزب الاشتراكي اليمني.

الحراك السلمي الجنوبي
بداء التذمر من الأوضاع التي لحقت بالجنوب والجنوبيين بعد الحرب نتيجة للسياسات الإقصائية والتهميش الذي تعرضوا له منها فصل عشرات الالاف من الجنوبيين من السلك المدني والعسكريين من وظائفهم، إضافة إلى عمليات نهب تتم خصوصاً للاراضي في الجنوب حيث ان مساحته تمثل حوالي 65% من اراضي اليمن لكن عدد سكانه يقدر بحوالي 25-30% فقط وعدم حصول على عوائد للسكان المحليين خصوصاً من النفط الذي يُستخرج أغلبة - حوالي 80% - من الجنوب في حضرموت وشبوة خصوصاً. بالإضافة لتفشي الفقر والبطالة والفساد باليمن بصفة عامة بدأت بصورة كبيرة بالمظاهرة الحاشدة في ذكرى سقوط عدن في 7/7/2007 في مدينة عدن ومنذاك الحين والمظاهرات لا تتوقف في الجنوب وهو ما اصطلح عل تسميته ب الحراك السلمي الجنوبي لاجماع منظمي المظاهرات على عدم استخدام القوة واللجوء للمظاهرات والاعتصامات السلمية فقط.

مطالبات للحصول على العودة إلى الاتفاقيات المبرمة ما قبل حرب عام 1994 أو حتى دعوات لعودة الجنوب اليمني منفصلاً عن شمال اليمن. هذه الحركة التي بدأها اعضاء مفصولين من الجيش اليمني الجنوبي السابق التحق بها العديد من الجنوبيين بعد ذلك، تطالب بعودة الدولة المستقلة للجنوب أو قيام إصلاحات لجوهر دولة الوحدة. سقط العديد من القتلى في هذه المظاهرات خلال السنوات اللاحقة وبداء الاعلام الرسمي والنطام يحد من مظاهر الاحتفالات بيوم دخول عدن في 7 يوليو لانها تزيد من الاحتقان لدي الجنوبيين، لكن النظام يصر على ان هذه المظاهرات هي مخلفات شرذمة انفصالية تستغل الأوضاع الاقتصادية في البلاد لتقوده للهاوية وإنها قامت بحل بعض المطالب التي يرفعها المتظاهرين، في حين يرى المتظاهرون انهم اصحاب حق يريدون استعادته ومطالبهم ليس مطلبية فقط وإنما سياسية.


المزيد
في قصره بالرياض العاصمة السعودية، كان الجنرال الأحمر العجوز يتابع عبر وسائل الإعلام، الاحتفالات الشعبية في عدن، وهو في حالة خوف وهلع، فالجنوب الذي كان لثرواته الفضل في بناء إمبراطورية آل الأحمر، بات اليوم يتشكل بعيدًا عن هيمنة قبائل اليمن الشمالي وإمبراطوريتهم.
ظل الأحمر يتمتم بكلمات غير مفهومة، قبل أن يدخل عليه أحد الصحافيين يخبره بوجود خلافات في تظاهرة الجنوبيين بعدن، كان سعيدًا بذلك، أن يخبر الجنرال، نهض الأحمر من مكانه، وقال: «الرهان على خلافات الجنوبيين لم يعد مجديًا». ثم أردف: «يجب أن نتحرك لإيقاف تحركات الجنوبيين».
تحركات الأحمر لمواجهة الجنوبيين
بينما كان فريق التحقيقات الذي نزل لمعاينة واقعة قصف صالة العزاء بصنعاء، يحقق في ملابسات الواقعة، كان الأحمر يفكر في كيفية مواجهة الإرادة الجنوبية، قبل أن يفاجئه فريق التحقيقات بخبر سيئ للغاية «الأحمر متهم بقصف الصالة، وطائرة يمنية نفذت الغارة دون أذن التحالف العربي».
ترك الأحمر كل ذلك، وترك قضية الحسم العسكري للانقلاب في شمال اليمن ليعود مرة أخرى لمواجهة الجنوبيين، بعد أن قاد في عام 1994 الحرب على الجنوبيين واجتياح عدن، ليدخل في حرب تبدو أنها هذه المرة متكافئة (عسكريًّا وسياسيًّا)، عقب إعلانه تدشين مشروع الأقاليم الستة الذي أعلن الجنوبيون رفضهم له، أو المشاركة في مؤتمر الحوار اليمني الذي أقر تقسيم اليمن إلى أربعة أقاليم، والجنوب إلى إقليمين «عدن وحضرموت».
وأعلن الجنوبيون رفضهم لما يصفونها بالمشاريع المنقوصة، وأكدوا عليها في فعالية ال14 من أكتوبر الأخيرة، ذكرى انطلاق الثورة ضد الاحتلال البريطاني في بلادهم، وأكدوا تمسكهم بخيار الاستقلال، رافضين أي مشاريع منقوصة.
تحركات متزامنة
الجنرال العجوز الذي عينه هادي نائبًا له خلفًا لخالد محفوظ بحاح في أبريل/ نيسان الماضي، اتهم بخيانة التحالف العربي، عقب تأكيدات من فريق تحقيقات قصف صالة العزاء في صنعاء تورط الأحمر والمقدشي بقصف الصالة بطيران يمني، الأمر الذي لم تنفه رئاسة هيئة الأركان العامة اليمنية.
وبالتزامن مع تحركات الأحمر، يتحرك المقدشي المسؤول الأول عن رئاسة هيئة الأركان العامة باتهام الجنوبيين بالوقوف وراء قصف صالة العزاء.
وحاول المقدشي تحميل الجنوبيين مسؤولية ما حصل، حيث قال إنه شرع في عقد اجتماع على مستوى القيادات، للتحقيق وبحث كل تفاصيل ما ورد في بيان فريق التحقيق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن حول حادثة «القاعة الكبرى» في صنعاء، والذي حمل جهة تابعة لرئاسة هيئة الأركان اليمنية الخطأ بتقديم معلومات مغلوطة، ونفذت العملية دون إذن التحالف.
فمن هي الجهة التي أمرت الطيران بقصف القاعة الكبرى؟ لكن المقدشي حاول الإجابة بالقول: «إنه سيجري التحقيق لمعرفة الجهة المسؤولة عن الخطأ، وسيتم التعامل معها وفق أنظمة الجيش». قبل أن يلمح إلى مسئولية الجنوبيين.
المقدشي يلمح إلى أن المعلومة الخاطئة أتت من عدن
وألمح رئيس الأركان العامة اللواء محمد علي المقدشي إلى أن المعلومات المغلوطة التي تسببت في قصف صالة العزاء في صنعاء أتت من عدن، في محاولة ربما للزج بالجنوبيين في واقعة القصف الذي تعرضت له صالة العزاء في صنعاء، وراح ضحيته العشرات بينهم مسئولون.
وقال رئيس هيئة الأركان اليمنية اللواء محمد المقدشي في تصريحات لصحيفة (الوطن) السعودية إن التحقيقات ما تزال جارية حتى الآن بخصوص صالة العزاء، والتنسيق مستمر مع التحالف بهذا الشأن، مضيفًا أن «هيئة الأركان متعددة وكثيرة، منها في مأرب وعدن والرياض والحديدة وغيرها، ولذا فإننا سوف نتأكد من تلك الجهة المعنية بالحادثة، ونتمنى ألا يكون هناك أي اختراقات في الجيش، ولا نريد استباق الأحداث قبل استكمال كافة التحقيقات».
كما اتهم حزب الإصلاح اليمني الموالي للشرعية مسئولين جنوبيين في إدارة الرئيس هادي بالوقوف وراء تفجيرات الصالة الكبرى في صنعاء، حيث أوردت وسائل إعلام موالية للإصلاح معلومات تزعم تورط الجنوبيين في الواقعة.
وأكدت تلك الوسائل «أن جنوبيين تم الدفع بهم في رئاسة غرفة العمليات بالرياض هم من رسموا الإحداثيات للطيران الذي نفذ الغارة».
ويبدو أن الأحمر كلف المقدشي بمهمة تحميل الجنوبيين، وإبعاد تهمة خيانة حزب الإصلاح اليمني للتحالف العربي، خاصة في ظل الحديث عن دور مشبوه للحزب في الحرب.
وعلى غرار قصف صالة العزاء في صنعاء، كان المقدشي قد اتهم برسم إحداثيات لصاروخ أصاب قوات التحالف في مارب، وأسفر عن مقتل 60 جنديًا إماراتيًّا وبحرينيًّا العام الماضي.
الأحمر والمهمة الأخرى
كان الأحمر يفكر جديًا في كيفية قطع الطريق على الجنوبيين لاستعادة دولتهم التي قاتلوا الحوثيين وقوات صالح تحت رايتها، ليشير على مكتب أن يدون خبر على وكالة الأنباء اليمنية الرسمية التي يشرف عليها ويديرها فريق تابع له، وبعيدًا عن إدارة الرئيس هادي، عن إعلانه «تدشين العمل الموحد في الأقاليم الستة باليمن، كإجراء لاستعادة الدولة اليمنية وبناء مؤسساتها الاتحادية وفق مخرجات الحوار الوطني».
وقال الأحمر: «إن تدشين العمل الموحد في الأقاليم باجتماع محافظي المحافظات، جزء مهم من استعادة الدولة وبناء دولة اتحادية».
ويبدو أن الأحمر يسعى لتعقيد الأمور أكثر، خصوصًا وأنه بات متهمًا بالوقوف وراء قصف صالة العزاء في صنعاء، وباتت علاقته الوطيدة بالرياض في طريقها إلى الانفضاض إن لم تكن انفضت.
فرجل السعودية في اليمن بات -وفق وسائل إعلام يمنية- يسعى لجر الرياض إلى محكمة الجنايات الدولية جراء الأخطاء القاتلة التي راح ضحيتها العشرات من المدنيين.
وتدشين الأقاليم هي محاولة من عدة أطراف في الشرعية للإيقاع بين الجنوبيين ودول التحالف، حيث يرفض الجنوبيون المشاريع التي تنتقص من قضية بلادهم، حيث إنها كانت دولةً مستقلة ذات سيادة ومعترفًا بها، دخلت في وحدة سلمية مع اليمن الشمالي، انقلبت عليها الأخيرة بالحرب التي انهزمت فيها القوات الجنوبية، على عكس الوحدة المصرية السورية التي انتهت سلميًّا، كما بدأت.
فالحديث عن مشاريع يرفضها سكان الجنوب، يعني مزيدًا من التأزيم للقضية اليمنية التي يبدو أنها في طريقها إلى «دولة فاشلة» في ظل تعنت الأطراف اليمنية في صنعاء، وعدم الرضوخ لكل المبادرات الدولية لحل الأزمة وإنهاء الانقلاب.
ربما كان الأجدر بالحكومة الشرعية أن تنهي الانقلاب أولًا، قبل التفكير في مشاريع قد لا تنفذ على أرض الواقع، خاصةً في ظل انقسام اجتماعي بين اليمن والجنوب، حيث إن الجنوبيين ينظرون إلى الشمال كعدو يصدر الموت والقتل نحوهم.
فالحروب التي شنها اليمنيون الشماليون على الجنوب، تسببت في وجود انقسام اجتماعي، من الصعب إن لم يكن من المستحيل معالجته بالطريقة التي تريدها الحكومة الشرعية.
آلاف الجنوبيين الذين قتلوا برصاص قوات يمنية شمالية، ناهيك عن التفجيرات والاغتيالات التي تحصل في البلد إلى الأطراف الشمالية التي يراها الجنوبيون معادية لهم.
يقول جنوبيون: «إنهم لم يعتدوا على الشماليين أبدًا، وأنه رغم العدوان المتكرر من قبلهم على بلادهم، فإن الشماليين يعيشون في الجنوب بسلام، وفي حالة تم فرض أي مشاريع قد لا تتفق وتطلعات الجنوبيين فإن هذا قد يقود إلى حرب جهوية وتصفيات بالهوية».
في عام 1994، شرد الأحمر وقادة عسكريون آخرون الجنوبيين من بلادهم، بعد أن أمطروهم بقذائف الكاتيوشا، وأطلق عليها من قبل الجنوبيين بعلي كاتيوشا، لكن ردة فعل مشابهة لم تحصل رغم تحرير الجنوبيين لبلادهم من ميليشيات الحوثي، وقوات المخلوع صالح التي غزت بلادهم للمرة الثانية.
واجتاح نظام صنعاء الجنوب بمشاركة ميليشيات متطرفة، بناءً على فتوى أصدرتها الحكومة اليمنية في صنعاء، عدت الجنوبيين خارجين عن الدين الإسلامي، وهي الفتوى التي دفعت بالأفغان العرب إلى المشاركة في القتال إلى جانب القوات اليمنية الشمالية، باعتبارها حربًا ضد الكفار، كما يقول نصها.
ويبدو أن محاولات فرض مشروع يبقي على علاقة بين اليمن الشمالي والجنوب، تبدو مستحيلة وقد تقود نحو حرب جهوية، حيث إنه لا توجد أي معالجات حقيقية على أرض الواقع لمشاكل الجنوبيين، من بينها تسريحهم من وظائفهم ونهب ثرواتهم ومنازلهم.
فحتى المدن التي حررها الجنوبيون بدعم التحالف العربي، تعاني من تدهور في الخدمات الأساسية، وعدم توفر الرواتب للموظفين، ناهيك عن عرقلة أطراف في الشرعية لعودة وسائل الإعلام وتطبيع الحياة فيها، وهو ما يصعب طرح حلول تندرج في سياق الاستفزاز للجنوبيين، ورسالة تحد لهم.

المصدر ساسة بوست


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.