واصل الانقلابيون في اليمن خنق الهدنة في يومها الأخير أمس، حيث قاموا بعشرات الخروق التي بلغت في مجموعها منذ الساعات ال72 الماضية أكثر من 400 خرق، كما تكبدت المليشيات خسائر في محاولة تسلل فاشلة إلى الأراضي السعودية، حيث قُتل 12 من مسلحي الحوثي، وسط اتجاه دولي وإقليمي إلى تمديد وقف إطلاق النار، بالرغم من الانتهاكات الفاضحة للمتمردين، وذلك بهدف إبقاء الباب مفتوحاً أمام الحل السياسي. وتدخلت طائرات التحالف العربي لحماية الهدنة من الخروق عبر قصف مصادر الخرق التي يعتمدها المتمردون. وقال مصدر عسكري إن طائرات قوات التحالف قصفت منصات لإطلاق الصواريخ تابعة للمتمردين شرق صنعاء. وتأتي الغارات الجوية بعد اعتراض صواريخ باتريوت صاروخين أطلقهما المتمردون الخميس فوق مأرب. وبدأ سريان الهدنة قبل منتصف ليل الأربعاء، للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية في اليمن.
400 خرق وأعلنت مصادر حقوقية وتقارير ميدانية عن بلوغ خروق الانقلابيين للهدنة منذ سريان مفعولها قبل ثلاثة أيام إلى نحو 400 خرق على مختلف الجبهات، كان أكثرها في تعز التي شهدت 80 خرقاً خلال يوم واحد فقط تلتها مأرب وحجة وصعدة وصنعاء.
وتمثلت خروق مليشيات الحوثي وصالح للهدنة السادسة خلال يومها الثاني في القصف الذي طال الأحياء السكنية ومواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والتحركات العسكرية، وتقييد حركة وتنقلات المواطنين، وتضييق الخناق عليهم، ودهم منازل الخصوم والمعارضين، فضلاً عن حملات الاعتقال والخطف لعشرات النشطاء أو من يخالفونهم الرأي في محافظاتالحديدة وإب والمحويت وأمانة العاصمة وذمار.
مواصلة الحصار وواصلت مليشيات الحوثي وصالح محاصرة المدن وإغلاق المنافذ أمام أي معونات إنسانية أو مواد إغاثية تحاول الوصول إلى المناطق المؤيدة للسلطات الشرعية، كما هي حال محافظة تعز وبعض المناطق من المحافظات الأخرى.
ودخلت الهدنة الإنسانية السادسة في اليمن يومها الثالث، وسط استياء وسخط محلي وإقليمي وخيبة أمل أممية، خصوصاً بعد إعلان قوات التحالف العربي بشكل رسمي انهيارها، بسبب الخروق المتكررة من قبل مليشيات الحوثي وصالح التي بلغت 43 خرقاً على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية خلال الساعات الأولى من سريان الهدنة، وفقاً لبيان صادر عن قوات التحالف العربي، و125 خرقاً آخر ارتكبتها المليشيات ذاتها في ثماني محافظات يمنية، طبقاً لما أعلنه التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في تقريره الصادر الخميس الماضي، الذي وثّق خروق الهدنة في اليمن خلال الساعات العشر الأولى من بدء سريانها.
ومع استمرار الخروق، واصل فريق التحالف اليمني لرصد الانتهاكات مراقبته لسريان الهدنة في اليمن، وتوثيق الخروق التي رافقتها، وما ترتب عليها من انتهاكات بحق المدنيين في 11 محافظات يمنية، حيث يتوزع عدد من الراصدين الميدانيين على مناطق التماس في تلك المحافظات، الذين يوثقون بعدساتهم بعض المشاهد من الخروق الحاصلة، فضلاً عن مقابلة عدد من السكان المجاورين لتلك المناطق وتسجيل شهاداتهم.
قصف على تعز وفي سياق الخروق الانقلابية، قُتل مدنيان من سكان تعز، وأصيب ثلاثة آخرون في قصف عنيف للتمرد على أحياء سكنية بمحافظة تعز.
وأوضحت اللجنة المشرفة على تثيبت وقف إطلاق النار في محافظة تعز أنها رصدت أكثر من 80 خرقاً للمليشيا خلال 24 ساعة الماضية، واستهدفت 45 منطقة في شرق وغرب وشمال وجنوب المدينة، مستخدمةً جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة.
واستغلت المليشيا الهدنة في استحداث مواقع جديدة في المعمدانية والصراهم جبل حبشي، ورصد 16 سيارة للمليشيا محملة بالعتاد العسكري والمسلحين قادمة من صنعاء، وجرى توزيعها على مداخل المدينة لتشديد الحصار عليها.
وذكرت اللجنة أن الانقلابيين مستمرون في عدوانهم على المدينة، ورفضوا التقيد ببنود الهدنة التي تنص على وقف إطلاق النار وفك الحصار الخانق على المدينة، مع منع دخول المواد الغذائية من الطرق المؤدية إليها من صنعاءوالحديدة.
12 قتيلاً حوثياً في السياق، تكبدت المليشيات الانقلابية خسائر فادحة في الأرواح، بعد تصدي القوات السعودية لمحاولة تسلل فاشلة إلى أراضي المملكة قبالة جبال نهوقة في منطقة نجران، حيث تمكنت القوات المشتركة من قتل 12 من مسلحي جماعة الحوثيين الانقلابية وقوات المخلوع صالح، بعد صد محاولة تسلل فاشلة على الشريط الحدودي.
وقالت مصادر مطلعة إن مليشيات الانقلابيين وقوات المخلوع صالح حاولت استغلال الهدنة لإحراز تقدم في عدد من الجبهات، خصوصاً جبهات الشريط الحدودي في نجران وجازان وظهران وعسير، ولكنهم فشلوا وتكبدوا خسائر جسيمة. وقُتل المسؤول البارز في التمرد حسن الشرفي في اشتباكات على الحدود في محافظة صعدة الشمالية، معقل الحوثيين المدعومين من إيران.
حفل تخرج في الأثناء، أقيم في اللواء 26 مشاه حفل تخرج دفعة اللواء عبد الرب الشدادي، وعرض عسكري لوحدات اللواء الذي يتمركز في منطقة حريب بين محافظتي مأرب وشبوة.
وفي الحفل، قدمت كتائب من اللواء عرضاً عسكرياً وضرب نار على أهداف تم تحديدها مسبقاً للكتيبة المتخرجة. وقال قائد اللواء 26 مشاه العميد ركن مفرح بحيبح إن الكتيبة المتخرجة دُربت على مهام خاصة، وإنها على مستوى عالٍ من المهارات القتالية. وأشار بحيبح إلى أن المليشيات الانقلابية لا تلتزم بأي هدنة، وتستغل الاتفاقات لتعزيز مواقعها وترتيب صفوفها.
مقذوفات أعلن الناطق الرسمي للدفاع المدني بمنطقة جازان الرائد يحيى القحطاني أن فرق الدفاع المدني باشرت بلاغاً عن سقوط مقذوف عسكري أطلقته عناصر حوثية من داخل الأراضي اليمنية على محافظة صامطة، مما نتج عنه سقوط شظايا عدة من المقذوف على منزلين، ولم يتعرض أحد لأي أذى.
