حدث في الثاني من نوفمبر سنة 2015 "2/11/2015 م " استيقظت مدينة المكلا ومدن ساحل حضرموت على يوم مميز وحدث ينذر بكارثة ستضرب المدينة . كان الحديث يتداول على ألسن الناس والتحذيرات تلوح من كل النواحي . بدأت الرياح تهب والبحر يرتفع على غير العادة. في تلك الأثناء وفي ذاك التاريخ كانت مدينة المكلا تخلو من الحكومة والسلطة وشبة انعدام الخدمات ولكن لم يتركها أبناؤها من مشائخ وأعيان وعامة في أصعب الظروف كانت هناك اجتماعات على صعيد المربعات التي قسمت والإحياء والمناطق ، وارتبطت القلوب مع بعضها ، وساهمت الجمعيات والحركات المجتمعية والتجار ورجال الأعمال ، ورفعت الجاهزية من أبطال أبناء المكلا ، وتحركت تلك المجاميع الشبابية والملتقيات في توعية الناس وإخلاء المناطق والإحياء التي سوف تتضرر بسبب ارتفاع الأمواج .. بعد العصر .. توجه الناس لرص السواتر الترابية على المناطق التي سوف تدخلها المياه تم إخلاء المستشفيات التي قرب البحر .. بدأت المستشفيات ترفع الجاهزية القصوى وكذلك تنشطت المنابر الإعلامية لتوعية الناس كيفية التعامل مع الحدث القادم . وبعد المغرب .. امتلأت المساجد بالمصلين ارتفعت الايدي تطلب الرحمة ، والشيوخ وكبار السن والأطفال والنساء في بيوتهم ترفع كلمة "يالله" وكان اليقين بالله في قلوب الناس . زادت الروابط الاجتماعية والكل يسأل عن أهالي الحي وكان مشهد غاية في الجمال من التعاون الاجتماعي بين الأهالي . بعد العشاء .. اشتدت العاصفة وكان الناس في بيوتهم يذكرون الله ويتداولون الحديث عن الإعصار وما سيخلفه !! ، أشتد الإعصار أكثر ازدادت الأمطار وموجة الرياح الشديدة وأصوات البحر المخيفة حتى ظلت القلوب بين الخوف واليقين والثقة بفرج الله . انقطعت الكهرباء والاتصالات على مدن ساحل حضرموت كاملة ولكن لم تنقطع الروابط بالله ثم القلوب بعضها البعض ..وبقي الناس يفكرون كيف سيصبحون غدا !! وبعد منتصف الليل في الثالث من نوفمبر . ساد هدوء حذر وبروده حاده وكأنه ينذر بحدث رهيب قادم .. فما هي لحظات حتى سالت السماء من الأمطار وهبت رياح شديدة تهاجم تلك البيوت القديمة في مدينة المكلا وأرتفع منسوب البحر أكثر والأمواج تشير الى موعد مجهول . وكانت الساعة تذهب وتأتي ساعة أشد على الناس من هذا الإعصار ، وسيطر موقف الخوف والهلع على سكان المدينة لكن رحمه الله كانت قريبة . بقي الحال يشتد ويزيد قوة حتى دخول عين الإعصار الشريط الساحلي من حضرموت ، هنا وفي هذه اللحظات كانت الرياح تهب بعنف وقوة وكانت لوائح الإعلانات والقوائم الإرشادية وأعمدة المباني في الشوارع تتنافس على السقوط. في ذاك الوقت فصلت مدن ساحل حضرموت إلى أجزاء مقطعة ومناطق متناثرة بسبب السيول الكبيرة التي سالت من الأودية والجبال وامتلأت الأرض بالمياه ، وانقطعت المناطق الغربية والشرقية عن مدينة المكلا. في تلك الأثناء سطر أبناء المكلا أروع ملاحم التعاون المجتمعي والارتباطات الحضرمية الأصيلة في عملية الإخلاء والإنقاذ وتفقد الناس وحاجاتهم ، ساهم الكل وأدلوا بدلوهم في هذا التعاون . بقي الحال مستمر حتى قبيل الفجر وكانت دعوات الناس وتضرعاتهم تلامس السماء وتطلب الرحمة من الخالق سبحانه وتعالى . حتى شبة هدئت العاصفة مع طلوع الفجر ظهرت معالم الرحمة الربانية بأهل المدينة والتي خالفت توقعات الأرصاد الجوية . هدئت العاصفة تدريجيا وبقيت الأمطار تهطل وخرج الجميع يجولون المناطق ليشاهدوا ما الآثار التي تركها إعصار تشابالا ! ظل الحديث يمر على ألسن الناس حول الإعصار ، والحمد والشكر والمنة لله تعالى الذي نجاهم في أحك الظروف الصعبة التي مرت على المدينة. هذا الظرف العصيب الذي مر بالمكلا جعلني أقول (عذاب أريد "بضم الألف وكسر الراء" به رحمة ).