لقد اعجبت كثيراً اثناء عملي كمراسل في الشرق الاوسط منذ عام 1998 بتلك الصورة التي رايتها في الصفحة الاولى من هذه الصحيفة التي نشرت بعد تفجيرات السفارة الامريكية في نيروبي فقد اظهرت الصورة مجموعة من اقارب الضحايا المحليين بدلاً من صور الضحايا الذي يشكل عرضها تصور واقع مفزع وقائمة من المواد المتفجرة . لقد حاولت تتبع الصورة لكن بدون جدوى . كلما اتذكرة ان المصور التقط صورة لمجموعة من اقارب الضحايا وهم ينظرون الى بعضهم البعض بكل بساطة حيث يبدو الاسى والسكون جلياً على اوجاههم .
كان حظ المصور في اجزاء سيئة الحظ من العالم كثيراً في ذهني لهذا الاسبوع حينما زرت معرض صور الصحافة العالمية لعام 2012 الذي يقام حالياً في برشلونة . لقد احدثت الصورة الفائزة ضجة لدى الزوار المتجولين حيث يظهر في تلك الصورة التي التقطها المصور صمويل ارندا , ام وابنها الجريح خلال ثورات الربيع العربي في اليمن وقد وضعت هذه الصورة في مدخل المعرض الى الاعلى من ناحية اليمين من صورة المصور صموئيل وكان ذلك كافياً بان يتوقف الزوار عند هذه الصورة اثناء تجوالهم .
انها صورة ذلك الشاب اليمني الذي اصيب خلال المظاهرات ضد نظام الرئيس السابق صالح حيث قامت والدته بسحبه الى ثديها. لقد بدى شاحباً وعارياً غير ان ذلك يشكل نقيضاً قوياً لظلام البرقع الذي يغطي جميع اجزاء والدته.
جوليس بورسل صحيفة الفاينانشل تايمز 7 ديسمبر 2012 ترجمة : عبدالمنعم بارويس