يختصر فتيني علي معاناة السكان في مديرية التحيتا الساحلية غرب اليمن حيث تنتشر المجاعة بسبب الحرب، الوضع قائلا “لم نتمكن من احضار أكفان للذين ماتوا جوعا”. وقال الصياد الخمسيني وهو ينظر الى أولاده الخمسة الذين يعانون من سوء التغذية “لقد مات البعض من الجوع، وعجزنا عن احضار أكفان لدفنهم حتى من أهل الخير من القرى المجاورة”. وأضاف “كنا نعيش على مهنة الصيد في هذه المناطق لكن العمل متوقف منذ العام الماضي، لم يعد لدينا ما نسد به جوع اولادنا”. وأوضح علي، وهو من قرية البقعة في مديرية التحيتا، أننا “بعنا كل ما نملك حتى الاسرة التي ننام عليها واطباق الطعام، كل يوم نعاني اكثر فاكثر، نجلس في بيوتنا ننتظر الموت”. وذكرت منظمة “اليونيسف”، أن هناك نحو ثلاثة ملايين شخص في حاجة ماسة الى مساعدات غذائية فورية، في حين يعاني 1,5 مليون طفل من سوء التغذية، بينهم 370 ألفا يعانون من سوء تغذية حاد من شأنه اضعاف جهاز المناعة لديهم. وتبدو محافظة الحديدة بالغرب، وكانت احدى أفقر المناطق في البلاد قبل الحرب، الأكثر معاناة. ويلقى ما بين اثنين إلى ثلاثة أطفال حتفهم من كل 10، بسوء التغذية الوخيم في الحديدة. وتعاني العديد من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون من وضع كارثي بسبب المجاعة التي تجتاح بعض مناطق المحافظة وبالذات في مديرية التحيتا او مديرية الدريهمي. ويساهم انتشار وباء الكوليرا في معاناة الشعب اليمني البالغ عديده 26 مليون نسمة، كما يبدي الجسم الطبي قلقا حيال امر آخر وهو عدم وجود الأدوية اللازمة لمعالجة مرضى السرطان.