منذ الوهلة الأولى بداء للمواطن في الجنوب أن الحكومة اليمنية أتت بعصا سحرية من قربتها في الرياض لإنقاذه والعمل لأجل تذليل الصعوبات الناجمة عن انهيار كافة مؤسسات الدولة جراء الحرب والسيطرة التي خلفها النظام اليمني الذي كان يسيطر عليه الجيش الموالي للرئيس المخلوع صالح ,وفيما ذهبت الغالبية بعد عجزها عن ذلك إلى كيل الاتهامات وتحميلها مسؤولية الفساد الذي لازال يضرب غالبية أجهزة المؤسسات المحلية والحكومية . حجم المسؤولية كبير جدا وإمكانيات الحكومة لا يمكن أن تحتويها لعدم قدرتها على السيطرة على كل مقدرات الوطن ولانقسام كل جهود الدعم والإغاثة مع جهات شكلت دويلات وحكومات مصغرة تدعو بالولاء للسلطة القابعة في معاشيق بينما تمارس سلطاتها بعيداً عنها وعن الشعب الذي يبدو أنها تحاول تقسيمه إلى شعوب بحسب ما تقدمه له . طالما وهي تعلم أن هناك من يثور عليها فلمِا تصر على التظاهر بالمسؤولية عن كل مواطن ولا تحملها السلطات المحلية في الجنوب المحرر وتتفانى في التغطية على فشل المعينين بقرارات جمهورية من الرئاسة اليمنية كولات للمحافظات والذين بدورهم هيئوا إداراتهم الخاصة بهم وتحاول أن تضعفهم من ناحية وتصورهم كأداة تنفيذية لا تمتلك مقومات الادعاء بتمثيل شعب الجنوب . وفي المقابل فأن السلطات المحلية تدرك أنها أصبحت تملك الخيارات التنفيذية في الجنوب من دون أن تستطيع أن تحولها إلى واقع عملي على الواقع وأنتهت صلاحيتها أمام الشعب سياسياً لذا فأنها تطيل فترة بقائها مستفيدة من التلويح بإن كل الإخفاق عائدٌ إلى سياسة الحكومة اليمنية المحتكرة لجميع الإمكانيات حتى يفرق الشارع غضبه بعيداً عن الخطأ الذي أدركته هذه القيادات الجنوبية متأخرة في وقت بات لا ينفع معه ندم . وتعمل الحكومة على أمتصاص ردة فعل هذه القيادات بإشعارها أنها تتحمل عوضٌ عنها كل تراكمات الجنوب وتعمل على إصلاحها إلا أن الحقيقة عكس ذلك لحيث أنها تجرها إلى صفها ولمشروعها القائم على شرعية الحرب التي تخدم فرض أمر القوة بالاعتراف باستعادة الشرعية اليمنية أي استعادة النظام اليمني الموحد فرضاً بالقوة امتداد لحرب صيف 94م خدمة لجميع أطراف الحرب التي تضع الجنوب في مناء عن كل الحسابات واعتباره إضافة إلى الطرف المناهض لتحالف صالح - الحوثي . كان هناك أتجاه بعد الإذعان إلى التسليم لمصالحة الرئاسة ممثلة بالرئيس هادي الجنوبي والناتج عن الاستمرار في تحمل مسيرة الثورة الجنوبية التي بدت بالنسبة لبعض الجنوبيين ميؤوس منها ومن الصعب تحقيقها وتذوق خيرها ,فتولد قناعة باستغلال التصالح والتسامح الجنوبي الذي مهد له لسنوات طوال في استثماره بالتصالح مع النظام الذي يمثل الجنوبيين نسبة كبيرة منه لاستعادة أسس الوحدة اليمنية والشراكة السياسية بين التيارين الرئيسيين اللذان حققاها على اعتبار أن هادي يمثل المؤتمر الشعبي العام والحراك يمثل قيادة الدولة الجنوبية والاتجاهان سائران في إيجاد صيغة ولغة مشتركة قد تقبل في الشمال والجنوب ولكنها تلزم هادي وتكتله أن يستغني عن القوى المتحالفة معه في حرب الحوثي –صالح والتي ترفض شراكة العام 90 وتؤمن بترسيخ الهيمنة على الجنوب والوحدة كما أقرتها حرب عام 94م . كما أن قوى جنوبية داخل السلطة تؤمن بأحقية صالح كشريك في تحقيق الوحدة من المستحيل أتمام هذه المصالحة بدونه وفي ضل غياب أصحاب الحق الجنوبي والممثلين الأساسيين الذين مهدو للوحدة وبأيديهم خارطة الطريق الآمنة التي بنيت عليها وعليه فان الدوامة الناجمة عن إعصار الحرب اليمنية سوف تتشبه بربيع مصر العربي وتعيد المؤتمر الشعبي العام إلى سابق عهده كما ولى الأخوان وأعيد الحزب الوطني عن طريق السيسي .