المعلمون والتربويون صنّاع الأجيال بناة الوطن وحماته لم يكتفوا بتدريس الديمقراطية وحقوق الإنسان نظريا وحسب ' بل إنهم يقدّمون نماذج تطبيقية في الحياة العملية منذ أحلك الظروف وأقسى أساليب القمع التي مورست من قبل النظام السابق بحق شعب الجنوب . حيث تمكنت نخبة المعلمين والتربويين من تأسيس نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين في ساحة الاعتصام بعدن أجرت انتخابات لقيادات المديريات مباشرة من دون المدارس مراعاة لظروف تلك المرحلة واختتمت العملية بعقد مؤتمر انتخابي في قاعة نادي شمسان لقيادات المديريات المنتخبة لانتخاب قيادة نقابية جنوبية للمحافظة . وخلال رحلة مليئة بالمعطاءات والنضال ضمن الحراك الجنوبي بل أن نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين منبثقة من الحراك الجنوبي حققت المزيد من الإنجازات الكبيرة والانتصارات في المقاومة الجنوبية . وظروف اليوم تبدو مستقرة نوعا ما في جنوبنا فلم تتأخر قيادة نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين عدن في تقديم درسا في الديمقراطية تعاطيا مع متطلبات المرحلة فقررت إفساح المجال لدماء جنوبية جديدة لتقود نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين لمرحلة ما بعد تحرير عدن وتحقيق أهم محتويات برنامجها الانتخابي من خلال ( الابتعاد عن الحزبية والتحزّب ورفض الهيمنة والإقصاء والتصدي لكل ما يمس حقوق وواجبات المعلمين والتربويين ' العمل على تطوير التعليم والمشاركة في معالجة ملفات المتقاعدين وخفض مدة التقاعد والإحالة لتصبح 25 سنة للذكور و20 سنة للإناث ووضع لائحة داخلية تنظم العمل النقابي ' إشراك النقابة في الاجتماعات ومختلف اللجان التربوية والتعليمية وفي إعداد أي مشروع وقرار وزاري يخص المعلمين والتربويين وفي وضع السياسة التعليمية والمناهج والبرامج والمعايير المهنية وشروط مزاولة مهنة التدريس ' مساندة المعلمين والتربويين في أي مطالب شرعية بالتعاون مع الإدارات من أجل استقرارهم الوظيفي والاجتماعي والنفسي والعمل على توفير الفرص للكفاءات من المعلمين لتولي المناصب القيادية في التربية والتعليم عن طريق الانتخاب وتكون دورية كل 4 سنوات ) هذه الدماء الجنوبية الجديدة تم استقطابهم طوعيا من جميع مدارس ورياض الأطفال في مديريات عدن الثمان وتم انتخاب قيادة نقابية مكونة من 3 أشخاص لكل مدرسة وروضة . واستجابة لقرار محافظ عدن اللواء عيدروس قاسم الذي يقضي بحل جميع النقابات مع الإتحاد العام كونها حزبية وقياداتها قديمة مهترئة وبتعيين لجنة تسيير أعمال الإتحاد العام للنقابات مكونة من 17 عضو ' أقدمت قيادة المعلمين والتربويين الجنوبيين على حل نفسها لتصبح القيادات النقابية في مدارس كل مديرية هم اللجنة النقابية للمديرية . وهم ينتظرون لجنة تسيير أعمال الإتحاد العام ومكتب العمل والشئون الاجتماعية أن يبدأوا مهامهم الإشرافية لانتخاب قيادة من بينهم ' وتشكيل دوائرهم . ويأملون تتويج العملية الديمقراطية بانتخاب قيادة للجنة المحافظة النقابية المتمخضة من قيادات لجان المديريات . كل ذلك من أجل إرساء أسس الديمقراطية في نفوس الأجيال وترسيخ مبدأ التداول وتغليب مصلحة الوطن الجنوبي على المصالح الذاتية .