ندد مصدر مسؤول في مكتب محافظ تعز استمرار الميليشيات الانقلابية باحتجاز عشرات الناقلات المحملة بمساعدات غذائية ومعونات إغاثية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي جنوب غرب مدينة تعز، فيما حذر ائتلاف الإغاثة الإنسانية في اليمن من كارثة إنسانية وشيكة تهدد مئات الآلاف من أهالي المدينة التي يحاصرها الانقلابيون منذ سنة ونصف السنة. واتهم المصدر الميليشيات الانقلابية بمواصلة احتجاز أكثر من 60 قاطرة محملة بالمساعدات كانت في طريقها إلى عدد من مديريات محافظة تعز التي تشهد أوضاعاً إنسانية ومعيشية بالغة السوء نتيجة الحرب الدائرة في المحافظة والتي ألقت بظلالها على الأوضاع الإنسانية والصحية والمعيشية لسكان المدينة.
ودعا المصدر برنامج الغذاء العالمي وكافة المنظمات الإنسانية إلى اتخاذ موقف حازم وكشف جرائم الانقلابيين واطلاع الرأي العام العالمي بجرائم الحرب وحصار المدن وتجويع سكانها من قبل الميليشيات الانقلابية في صورة تتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية والإنسانية.
وتحتجز الميليشيات الانقلابية نحو 64 قاطرة محملة بالمساعدات كانت في طريقها إلى مديريات شرعب ومقبنة وجبل حبشي وخدير وترفض السماح لها بالمرور رغم مضي أكثر من 25 يوماً على احتجازها في المناطق الخاضعة لسيطرتها جنوب غرب المدينة.
تحذير من كارثة وحذر ائتلاف الإغاثة الإنسانية في اليمن من كارثة إنسانية وشيكة تهدد مئات الآلاف من أهالي محافظة تعز التي يحاصرها ميليشيات الحوثي وصالح منذ أكثر من سنة ونصف السنة ما تسبب بمعاناة إنسانية هائلة للسكان المحاصرين. وقال الائتلاف في بيان إنّه «منذ بدء الحرب على مدينة تعز في أبريل 2015، وحتى نهاية الشهر الماضي بلغ إجمالي عدد القتلى فيها 3280 بالإضافة إلى جرح 15082 آخرين، في حين بلغ إجمالي الأسر التي تعرضت للنزوح والتهجير القسري من مناطق مختلفة من محافظة تعز جراء الحرب 177574 أسرة، وبلغ إجمالي الأسر المتضررة 419,317 أسرة».
وأوضح الائتلاف أن 3782 منزلاً ومحلاً تجارياً ومنشأة عامة وخاصة تعرضت للتدمير والتضرر الجزئي والكلي، بالإضافة إلى تضرر وتدمير 322 مؤسسة تعليمية جزئياً وكلياً، منها 73 مؤسسة تعليمية كانت مأوى للنازحين.
انتشار الأوبئة وأشار الائتلاف إلى أن محافظة تعز تعاني من انتشار الأوبئة والأمراض القاتلة وآخرها انتشار وباء الكوليرا وأمراض سوء التغذية وبعض الأمراض المزمنة، التي أصابت المئات في عدد من مديريات المحافظة المختلفة، فيما تعرضت بعض حالات الإصابة للوفاة نتيجة ارتفاع منسوب الخطر فيها.
ولفت إلى أن المنظمات الدولية توقفت عن إرسال مساعداتها الإغاثية للمتضررين في تعز، «الأمر الذي يمثل مؤشراً خطيراً لحدوث مجاعة محققة لا تقل سوءاً عن المجاعة التي حصلت لسكان محافظة الحديدة، إذا لم يكن هناك أي تدخل سريع وعاجل لإنقاذ المدينة في المجالين الصحي والغذائي والإيواء». وجدد ائتلاف الإغاثة وشركاؤه المناشدة ل «سرعة التدخل وإنقاذ المدينة من مجاعة محققة ستغزوها في الأيام القريبة المقبلة».
منطقة منكوبة كانت الحكومة اليمنية أعلنت تعز، الأكثر سكاناً في اليمن، مدينة منكوبة جراء حصار الانقلابيين لها، كما أعلنت منظمات دولية في أحدث تقاريرها أن تعز هي أكثر المحافظات تضرراً من حيث عدد القتلى والجرحى والنازحين والمتضررين.
وتشهد محافظة تعز اشتباكات عنيفة منذ أكثر من عام ونصف، بين ميليشيات الحوثي وصالح، من جهة، وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المدعومة بقوات التحالف العربي من جهة ثانية.