أستاذ فتحي عندما أقرأ مقالاتك لا أتمالك نفسي حتى تجدني أشير لك بإبهام يدي اليمنى ، وتنطلق من لساني وقلمي كلمات الإعجاب ، فلا تراني إلا مردداً ، بن لزرق لا فض فوك ، ولله درك يا بن لزرق ، ولكن هذه المرة عندما تحدثت عن مواكب المقاومة والمسؤولين الجنوبيين ، لم يعجبني تعبيرك ولا انتقادك لهذه المواكب ، فهؤلاء هم الذين أمنوا لنا الجنوب ، عندما غزاه صالح بجيوشه الجرارة ، هم الذين كانوا يسهرون في الجبهات ، ونحن ننام ملء عيوننا ، فالواجب علينا أن نضعهم في مقل العيون ، وفي سويداء القلوب ، وأن نمنحهم الطريق أن مروا ، فالعدو يرقبهم ويتربص بهم ، وما تحركاتهم هذه إلا لتأميننا ، لهذا يجب علينا أن نقف عند رؤية مواكبهم ، فلا شك أنهم في مهمة أمنية لتجنبنا ما لا يحمد عقباه . أستاذ فتحي لقد كنا نتوقف عند مرور مواكب المشايخ وما أكثرهم في تلك الأيام ، ولم نغضب لذلك ، أستاذ فتحي ربما تكون قد سمعت بأبناء عدن الذين قتلوا في صنعاء لأنهم تجاوزوا موكب زواج ابن شيخ ، تجاوزوا موكب زواج فكان مصيرهم القتل ، لقد كانت تغلق الشوارع في صنعاء ، لمرور مواكب المسؤولين والمشايخ ، ولقد كانت مواكب طويلة ، ويا ويل من يتجاوزها ، أما مواكب قادتنا ، فهي متواضعة فلا تتعدى بضع سيارات يتعطل بعضها في الطريق . أخي فتحي ما أجمل أن نتحدث عن قادتنا وحماتنا وأمجادهم وتضحياتهم ، وكيف تحول هؤلاء الأبطال إلى إعصار أطاح بصالح وجيوشه الجرارة ، وأمواج عاتية أغرقت الحوثي ومليشياته ، عزيزي بن لزرق لقد تم اصطياد كوكبة من خيرة رجال المقاومة بسبب عدم أخذ الاحتياطات الأمنية ، وما قطن إلا مثال ، إن كلامي هذا لا يعني أن نجعل من أجساد المواطنين طريقاً لمرور مواكب المسؤولين ، لا وألف لا ، فالهدف الأسمى هو حماية المواطن ، ومن أجل حماية المواطن .
يحب علينا المحافظة على قادة الجنوب ، وإن ما نراه هذه الأيام في عدن من إعادة ترتيب البيت الجنوبي يتطلب المحافظة على قادة المقاومة والجيش والمسؤولين ، وحتى تتطهر الجنوب لابد من هذه المواكب للمحافظة على رجالنا ، أما زمن البعاطيط فقد ولى إلى غير رجعة. أستاذ فتحي مازلت معجباً بكتاباتك وسأظل أتابع ما تكتب ، وما قولي هذا إلا بسبب هذا الإعجاب ، وهذا هو قلمي إن أعجبه شيء كتب عنه ، وإن لم يعجبه شيء أبى ألا أن يبينه للناس ، أخيراً أخي فتحي اعلم أن الجنوبيين كلهم كالجبال الراسيات ، وكالأسود الضاريات ... تحياتي لكم ولصحيفتكم الفتية ...