الحرب مازالت مستعرة في بعض مناطق الجنوب، والوطن مازال جريح! سنوات الكبت والحرمان الذي عاشها شعبنا الجنوبي منذ حرب صيف 94م الى اليوم حولت البعض إلى مدمني كلام وحديث ولغو والكل يريد الزعامة والمنصب ولا أحد ينظر لصالح الوطن! التخوين أصبح من الأمور المباحة لكل من يريد.... بمعنى من يخالفني الرأي متآمر ويعمل لحساب أجندة خارجية ولا احد يعطي لنفسه مجرد فرصة ولو لبرهة ليحلل الواقع ويدرك الحقيقة.
أن سفينة الثورة الجنوبية التحررية أصابها العطب وهي في مواجهة أمواج عاتية وأنواء قاسية ورعد وبرق ومد وجزر وقراصنة متربصين بالصيد الثمين الذي سيحقق لهم مآربهم..
صرخة أطلقها لنفيق ونخرج من غيابات الجب الذي يكاد يفتك بنا ولن يفرق بين أحد فجميعنا في قارب واحد ولن ينج أحد من الطوفان، فالوضع أصبح خطير ان لم ندرك الآن وعلى الفور ...
فأننا هالكون لذلك لابد من نبذ الخلافات والأيدلوجيات والتفاهات ونضع اليد في اليد بصفاء قلب ونقاء سريره ونبحر جميعا في سفينة التحرير حتى نصل بها إلى شاطئ الاستقلال ونحفظ لوطننا الجنوب تاريخه ومكانته بين الشعوب العربية.
أن هؤلاء المتصارعين في الحلبة المتكالبين علي الغنائم يغرقون البلاد في أعاصير الفرقة والشقاق والنتائج معروفة لأنه حين يكون الخلاف غاية وحين يكثر الكلام يربو الخطأ وتزداد هوة الشقاق وتكون النتائج وخيمة.
ولو افترضنا إن الأوضاع التي تعيشها الجنوب اليوم قد تكون طبيعيه لأي بلد خرجه من حرب ولكن من غير الطبيعي هذا التمزق والاختلاف الذي نعاني منه اليوم.. يا هؤلاء إن الجنوب بلد عظيم له مكانته والواجب علينا جميعا إن نقوم بواجبنا في خدمة هذا الوطن ولا نكون كالدابة التي قتلت صاحبها حبا .. فالوطن معتل والبدن مريض وخلاف الأطباء في تشخيص العلاج لن يجني ثماره إلا المرضى.
اجتمعوا علي كلمة سواء وارفعوا مصلحة الوطن فوق كل المصالح الشخصية وجنبونا الخلافات يرحمكم الله فنحن لم نعد نطيق الخلافات بعد اليوم..