في مواقع متنوعة للتواصل الاجتماعي وعبر صفحات الصحف والمجلات ضجت الأقلام الجنوبية بما يشبه النكير من عملية سرقة الشماليين للانتصارات في جبهات مختلفة تحتضن صراع الجيش الوطني والمقاومة مع فلول المليشيات الانقلابية، وبالأخص في مدينة تعز الآبقة في وحل قواتهم منذ شروق شمس الانقلاب على الشرعية في شهر مارس من العام قبل الماضي. زخم كأمواج البحر لأصوات رافضة محاولة سرقة الانتصارات التي يدفع ضحيتها دماء جنوبية في جبهات خاضعة لسيطرة قوات الحوثي والمخلوع صالح، وكالعادة والمعتاد، الضحية جنوبية أينما وجدت وأينما ظهرت، حتى في ساحات الشرف لإعادة الشرف لمن لا شرف له ولمن ذهب شرفه..
سرقة الانتصارات التي توالت بركاتها مؤخرا على أجزاء محدودة من محافظة تعز - جنوبي البلاد - وبعض المناطق الحدودية والهامة وأولها جبهات باب المندب من وجهة نظري ليست وليدة اللحظة بالنسبة لبعض أبناء الشمال اليمني في كل مدينة، إذا اقترفوا قبل هذا الأمر الفاضح أشياء كثيرة هي أعظم وأكبر من سابقاتها كالتحالف مع الانقلابيين والطعن في ظهر الوطن الذي تكدست جنباته بقبحهم وأعمالهم..
الكل يعلم - وفي مقدمتهم أبناء تعز والشمال - أن تعز ظلت أسيرة الانقلاب، وانها كانت ضحية للعبث الذي تختلقه تلك المليشيات المتطرفة ونزفت إلى اليوم كثيرا وكثرا وكثير، وأن من يقاتل اليوم في جبهاتها هم فدائيو الجيش والمقاومة وليس سرابيت ومثقفو وكوادر تعز المتحوثة الخائنة.. وأبناء تعز يدركون جيدا حجم المؤامرة التي تحاك ضدهم، ولكن ما يدفع الجميع للقذف بالكلمات الجارحة تجاههم هي هذه العادات المحرمة التي تسلب حقوق وإنجازات أبطال الجيش الوطني والمقاومة الباسلة التي ضحت بخيرة قادتها، وتعطى لأشخاص لم تعرفهم الخنادق ولم يشهدوا ساحات المعارك، ونقول لهم :"ما هكذا تصنع الانتصارات يا جماعة"!.