إنتهى عام 2016 وانقضت أيامه ورحلت معه ذكرياتنا الأليمة،وودعناه بقلوب منكسرة لا حزناً لرحيلة وإنما خوفاً من أن يكون عامنا هذا مشابه تماماً لما سبقه من أعوام... ما الذي تخبأه لنا الأيام القادمة في هذا العام؟..لقد قمت بطرح هذا السؤال على عدد من الأشخاص فتنوعت الإجابات وأختلفت من شخص لآخر،فمنهم من سخر منه وقال:إن الغيب لا يعلمه إلا الله،والبعض الآخر تفائل وتمنى أن يعم الخير والأمن والسلام في أرجاء البلاد،ولكن هناك من أجابني بصوت شاحب يملؤه الحزن والأسى قائلاً:لا فرق بين عامنا هذا والأعوام السابقة وماذا ينتظرنا غير المزيد من الحرب والدمار والدماء فالوضع بالأمس مازال كما هو اليوم..تعجبت من هذه الإجابة ودمعت عيناي لها،لكنني أدركت حينها أنه لم يقل إلا الحقيقة،تلك هي الحقيقة المرة التي ندس رؤوسنا في التراب خوفاً منها... فما الذي تغير في البلاد ؟وما هي الخطط التي تم إعدادها لتجنب ما مررنا به في الأعوام السابقة؟..فنحن نكرر نفس الخطأ في كل مره. أما سمعتم بالمثل القائل(لا يلدغ المرء من جحر مرتين) ونحن للأسف لدغنا من نفس الجحر مئات المرات،فما زالت حادثة الصولبان الدامية عالقة في أذهاننا ولم تنسى بعد،وحوادث كثيرة غيرها كانت سبباً في حصد الكثير من أرواح أناس أبرياء... وبعد كل حادث نبكيهم ونلقي اللوم على هذا وذاك وكأن هذه الأفعال ستعيدهم إلينا،أيضاً نرى التشديدات الأمنية وحالة من الاستنفار بعد كل حادثة،ومداخل المدن ومخارجها قد أمنت بالكامل فكل خارج وداخل إليها يجب أن يخضع للتفتيش فرداً فرداً ،وتستمر هذه الحالة لا أقول لأسابيع بل ربما لأيام عدة حتى تتناساها ذاكرتنا المهترئه والممتلئه بالآلام وتعود الحالة كما كانت من قبل وكأن شيئًا لم يكن... سؤال كهذا كان لابد لقلمي أن يطرحه حتى نتجنب مرارة ما ذقناه وما مررنا به في الأعوام السابقة،فيجب أن نجمع بين التوكل على الله والتفاؤل ولا ننسى الحذر من المجهول ونعد له العتاد والعدة ونتخذ كآفة التدابيرالأمنية تجنباً لأي طارئ أو محاولة باغتة من العدو للإطاحة بنا أو زعزعة الأمن في جنوبنا،ويجب أن تكون حوادث الأعوام السابقة عبرة لنا ولا نرميها وراء ظهورنا،فماذا تفيد كلمة(لو) بعد وقوع الفأس بالرأس؟،وما فائدة إلقاء اللوم على جهات معينة،وإعطاء المبررات بعد وقوع كل حادثة.. يكفينا استهتار بالأرواح البشرية،ويكفينا ما حدث في الأعوام السابقة...