تعاني المحافظات الجنوبية المحررة بعد أحداث الحرب الأخيرة 2015م من عدم إستقرار في الخدمات وأن كانت في 2016م وخاصة في منتصفه بدأت بالعودة لتنشيط الحياة كالكهرباء.وهنا التقرير أقتصر على ردفان والمديريات الواقعة في نطاقها في محافظة لحج مثلها في أي مكان آخر في المحافظات التي تحررت وتعاني. إن ردفان التي قدمت تضحيات من أجل الوطن من الرجال والنساء والأطفال وكان لها السبق في تفجير ثورة الوطن الرابع عشر من أكتوبر ضد الإنجليز بقيادة الشهيد راجح لبوزة كما كان لها دور بارز في الثورة الجنوبية التي تطالب من أجل الأنتصار لعدالة القضية الجنوبية وأهدافها المتمثلة في إستعادة الدولة تعاني من عدم إستقرار في الخدمات وجوانب أخرى تؤثر على أستقرار أسلوب الحياة ليس الأمر كما ذكرت في ردفان من حيث الصعوبة في الحصول على الخدمات فهناك محافظات ومديريات قدم أبنائها تضحيات وساهموا ولازالوا يساهموا في دحر المحتل الثاني.وعليه كان إجتهادي لعمل هذا الإستطلاع بحكم معيشتي في جغرافيا ردفان وأنا كممارس للنشاط الصحفي من أجل تحفيز العمل ومناشدة السلطة في المحافظة والسلطة العليا والتحالف الداعم لها ومع حلول العام الميلادي الجديد 2017 م وماذا يقول الناس عن الخدمات وسيرها وتأثيرها الإيجابي حال تم تحسينها وتأثيرها السلبي أن بقي الحال كما هو فالناس لايعانون من عدم إستقرار كلي للخدمات كالكهرباء والمياه والصحة والقضاء والوضع التربوي وعدم تفعيل القضاء الشرعي الرسمي حتى لحظة كتابة هذا الإستطلاعي الذي ألتقينا بمجموعة من الناس كجزء من الدعوات الشعبية بل عدم إستقرار المرتبات للعسكر والأمنيين وعدد من القطاعات المدنية كما أن الحرمان الأكثر هو عدم إعطاء الشهداء رواتب تعيل أسرهم. كل ذلك ولكن حتى لايكون هناك إنكاراً بحق من يجتهد فهناك إجتهادات في عدد من المرافق في تحسين أو عودة الوضع إلى المستقر ولكن يبقى التقصير من الجهات العليا وليس كل شي سيء .كما أن معظم الشريحة الشعبية من سكان مديريات ردفان يعتمدون على المرتبات. - تفعيل الخدمات ضرورة ملحة ونتمنى تحسينها في هذا العام. تتمثل الدعوات الشعبية للجهات المختصة تفعيل الخدمات الأساسية التي تساعد على التقليل من تكاليف المال وكذلك الأهتمام بالجانب الصحي لأهميته في التخفيف من ألم المعاناة المرضية وإنقاذ الحياة وهنا يقول أمين عام نقابة المهن الطبية عبدالله هادي المنصب أن الوضع الصحي في ردفان بشكل عام ولايخص مخصوص بكل المرافق الحكومية يعاني من ضعف وحالة يرثى لها لاتتوفر إمكانيات ولا غرف عمليات عكس ماكان أيام الحرب رغم إنها حرب لكن المستشفى الوحيد بالمحافظات المحررة الذي كان يجري عمليات أما بعد التحرير والذي كان من الممكن التحسن والإستقرار لم تجتهد الجهات المختصة بالعمل على تحسين الوضع الصحي بالمديرية قد تكون هناك إجتهادات ولكن الجهد الأكبر والفعال لايتوفر والمريض يصاب بخيبة أمل من عدم وجود عمليات وحتى الطوارئ فإلى متى سيظل أبناء ردفان يعانون من الإهمال وهناك تضحيات غالية قدمت في سبيل التحرير وفي سبيل حفظ الأمن والأستقرار. وأضاف المنصب أن هناك علاجات قدمتها منظمات في المناطق الجبلية ولكن الاحتياج أهم بكثير من ذلك.ودعا المنظمات الدولية أن تحمل على عاتقها الأمانة في تقديم المساعدات مختتماً أن على السلطة أن تجازي الإحسان بالإحسان وليس بالحرمان وأن تركز على الوضع الصحي وتوفير الدعم وإهمال الوضع الصحي هو عقوبة.كفى أعذار هناك إمكانيات تمتلكها السلطة. ويختتم مداخلته بكلام الرب قال تعالى (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) - نصائح موجهة للجانب التربوي لسيره نحو الأستقرار ولابد من إستقرار مرتبات المتقاعدين. الوضع التعليمي لايقل معاناة في ردفان فهناك عدم توفر وسائل للتعليم بما فيها الكتاب المدرسي والمبنى والأثاث المدرسي وضعف في جانب الرقابة وسير العملية التعليمية هذا ماقال الأستاذ القدير أحمد سالم العودي أحد رواد التربية والتعليم بمحافظة لحج والذي أضاف : لكي يكون الوضع التعليمي أكثر إستقراراً لابد من العمل الجاد وهنا نشيد بالجهود المبذولة ولكن العمل يحتاج إلى جدية أكبر من قبل الجهات المختصة والمجتمع وهنا أقدم عدداً من النصائح المتعلقة بسير العملية التربوية التعليمية وهو التركيز على متابعة سير تنفيذ الحصة الدراسية وتكثيف النزول الميداني لفرق التوجيه ومعالجة ظواهر المعلم البديل والحد من ظاهرة الغياب لطلاب المراحل النهائية على الشقين الأساسي والثانوي. - تفعيل الخدمات الأساسية ومراقبة الأسعار وتحسن أمني.. لعل الكهرباء والمياه هما الأساس في تنشيط الناس وبوحودهما تحل أزمات من نتاج عدم توفرها.هنا يقول الدكتور نميري سالم حيدرة أن الكهرباء في ردفان وبصراحة رغم جهود إدارة المؤسسة في متابعة إصلاح خطوط الشبكة بعد الحرب وعودته تدريجياً ولكن أوقات تمر في ردفان دون إنقطاع وأوقات تمر والتيار مقطوع والتحكم من عدن بحجة تغطية عدن مع أن العاصمة عدن عزيزة علينا ونتمنى لها كل خير ولكن نريد أمل يحوم حولنا من قبل الجهات الحاكمة ومن ناحية أخرى يقال مافي ديزل مع أننا هذه الأيام نعيش في أجواء باردة ولكن من خلال متابعتنا وإنخراطنا المعيشي نرى أن التيار الكهربائي لم يعود لإستقراره ونخشى من أيام الصيف القادم فأنا أدعوا الجهات في لحج والجهات الحاكمة العليا وأنا واحد من أبناء ردفان أن تعمل على وضع الأحترازات ومواجهة الصيف وحل مشاكل الكهرباء والمياه وعدم التلاعب بحصة أبناء ردفان. بالنسبة للمياه هناك مبادرات أهلية نجحت في تنفيذ مشاريع بدعم من منظمات دولية ومؤسسات محلية. أما وجود المياه وبجهد حكومي خاصة لكثير من الأرياف لايوجد فقط محدود وبشكل جزئي في مدينة الحبيلين وضواحيها مع عودة التيار ولكن يبقى الأهم هو الأستمرار وليس الترقيع كذلك نعاني في ردفان من التلاعب بالأسعار. السلع المستهلكة ليست مستقرة وموحدة هناك تجار يبيعون بسعر أكثر فهذه مخالفات تحتاج إلى ضوابط فيجب أن تتشكل لجان رقابية لردع ذلك مالم فإن من التجار من يتشجعون لرفع الأسعار والتلاعب بمعيشة المواطن.مختتماٌ أن هناك تحسن أمني ولكن يبقى المزعج إطلاق النار في الأعراس وفي أحياء المدن وهذا يسبب إزعاج وإغلاق للسكينة العامة فنتمنى من الجهات الأمنية أن تتنبه لذلك وتنفذ القرارات التي أصدرتها لمنع إطلاق الرصاص الحي في المدن. - إهمال لأسر الشهداء وجرحى بدون علاج وقضاء لم يعود لنشاطه وعدم إستقرار للمرتبات. لاشك أن أسر الشهداء يمرون بمعاناة كبيرة بسبب عدم ترتيب أوضاعهم وإعطائهم المستحقات المالية لكي يساعدها على تسيير شئون الحياة التي تتطلب الغذاء والمشرب والملبس والعلاج وكماليات أخرى هنا الأخ عبدالسلام سعد الحيمدي شقيق الشهيد عبدالمعين يقول أن الإهمال بحق أسر الشهداء بردفان واضح جداً أكان الذين قتلوا في مرحلة الثورة الجنوبية أو مقاومتها فهناك كثيرون من الشهداء الذين قتلوا في مواجهات القوات الشمالية لديهم أسر وتم إيقاف مرتباتهم ولم يكن هناك بديل لهم حتى أنه لم يدرجوا ضمن كشوفات الإستحقاق المالي من قبل الحكومة والتحالف الداعم لها.فإلى متى سيستمر إهمالنا وتركنا نعاني صعوبات العيش وإلى متى سيستمر صمت السلطة بالمحافظة عن هذا الجور والإجحاف فإذا كنا نحن في ردفان الوحيدون فنحن راضون عن هذا لكن هناك شهداء في مديريات محافظات واقعة في نطاق عدن تستلم المساعدات.كما طالب عبدالسلام بعدم صب الإهتمام على شهداء المقاومة إن وجدت مساعدات ونسيان شهداء الحراك فهذا ليس عدلاً فالتضحيات كانت وطنية والهدف واحد والدم واحد ولايوجد ماهو خاضع للمقارنة.كما أن هناك أيضاً جرحى لم تشفى جراحهم بعد ولازالوا يعانوا منها وبحاجة لعلاج في الداخل أو الخارج كذلك إعادة تفعيل مؤسسات القضاء الحكومية لإن هناك قضايا باتت على أعتاب ملامسة الغبار لو أستمر غياب الجانب القضائي والمحاكم. على جانب آخر تحدث عبدالسلام عن المرتبات التي لم تستقر ومنها مرتبات المتقاعدين في مكاتب البريد مطالباً السلطة الإسراع في توفير السيولة المالية لكي يتمكن الناس من تسلم المرتبات فهذه معاناة يجب الإسراع في التجاوب معها. فهنا لابد من العمل الجاد للالتفات لمعاناة المواطن والإحتياجات وإلا فإن تداعيات تجاهل ذلك ستواجه بردة فعل شعبية غاضبة.